الاستعدادات الحثيثة التي تجريها فرق سباقات سيارات الفورمولا 1، لا تُسقط السؤال عن الشكل الجديد لبطولة العالم في الموسم المقبل، وخصوصاً بعد تأثرها بالأزمة المالية، وكان أبرز نتائجها انسحاب المصنّع الياباني العملاق هوندا
شربل كريّم
انسحاب هوندا وقبله مواطنه سوبر أغوري في بداية موسم 2008 جعل عدد السيارات أقل على الحلبة، الأمر الذي يؤثر طبعاً على صورة البطولة، ويقلّل من الإثارة التي يفترض أن تزداد مع القوانين الجديدة التي ستعتمد في 2009. وحيث إن هذه القوانين ستترك بدورها أثراً على بطولة العالم وترسم طريق مستقبلها، فإن نقطة أخرى يمكن أن تضاف رغم أنها لم تكن ربما في حسبان القيّمين على الفئة الأولى في الماضي القريب، وهي إفساح المجال أمام الفرق لإدراج سيارةٍ إضافية خلال مراحل البطولة، في خطوةٍ تهدف إلى تعبئة الفراغ الذي خلّفه خروج هوندا وسوبر أغوري.
وجرت مباحثات في مجالس ضيّقة بين أبرز المسؤولين عن تسويق وتنظيم الفورمولا 1، أصرّ فيها البعض على إعادة رفع عدد السيارات المتنافسة إلى 22 سيارة (يوجد حالياً 18 سيارة تعود إلى 9 فرق)، قبل انطلاق البطولة في سباق جائزة أوستراليا الكبرى على حلبة ملبورن في آذار المقبل.
وبما أن هذه الفكرة لا يمكن تنفيذها إلا بواسطة الفرق المرتاحة مادياً، أمثال فيراري وماكلارين مرسيدس وبي أم دبليو ساوبر، فإنها ستدخل قيد المفاوضات المباشرة مع هذه الفرق فقط إذا لم يتقدّم أحد لشراء فريق هوندا المعروض للبيع.
وبالطبع لا يمكن معرفة الطريقة التي سيتمكن القيّمون عبرها من إقناع المصنّعين في اعتماد سيارة ثالثة، وخصوصاً أن غالبيتهم يتجهون نحو خفض كلفة التكاليف قدر الإمكان بفعل المخاوف على مستقبلهم، وسط ورود أنباء عن وضعٍ مهزوز تعيشه فرق رينو الفرنسي وتويوتا الياباني ووليامس البريطاني.
الأمر الأكيد هو أن مالك الحقوق التجارية للفورمولا 1 بيرني إيكليستون وجماعته سيتحرّكون بسرعة لإيجاد خطةٍ بديلة إذا اتخذ أي فريق القرار الأصعب، أي الانسحاب، وهم قد يعرضون على فرق المقدمة الدخول في شراكة معهم لتمويل مسألة إدراج سيارة ثالثة.
ولا يستبعد أن هذا التحرّك قد يكون ناتجاً من ضغط المعلنين والقنوات التلفزيونية الناقلة للسباقات التي قيل إنها تطالب بوجود 20 سيارة على الأقل في كل سباق لتكون مقتنعة بجدوى العقود التي أبرمتها مع إيكليستون، علماً بأن فكرة أخرى قد تنفّذ، وهي دفع المصنّعين إلى المساهمة في تقديم محرّكٍ إلى مموّلٍ مهتم بدخول غمار البطولة. ويقال إن هذه الفكرة لقيت ترحيباً من مرسيدس تحديداً التي أكدت أنها ستكون مستعدة لتزويد أي جهةٍ تريد شراء هوندا بالمحركات، لتصبح الحظيرة اليابانية بالتالي «مختبراً» لها!
وبانتظار ما سيحدث في الأسابيع القليلة المقبلة التي يفترض أن تكون حاسمة، سيبقى مستقبل رياضة الفئة الاولى في مهبّ الريح، من دون استبعاد الدخول في دوامة أزمةٍ جديدة.


ريتشاردز ينسحب من سباق هوندا

أكد البريطاني الشهير ديفيد ريتشاردز، رئيس شركة برودرايف وفريق سوبارو الياباني المنسحب من بطولة العالم للراليات، أنه لن يسعى بعد الآن لشراء فريق هوندا في الفورمولا 1. ورأى ريتشاردز أن المفتاح لتمكّن هوندا من جذب أحد المموّلين هو عبر إثبات أن بإمكانه أن يكون فريقاً منافساً لفرق المقدمة، وهو أمر صعب استناداً إلى نتائجه في موسم 2008.