شربل كريّممن يقرأ هذه السطور قد يظنّ أن كاتبها من مشجّعي مانشستر يونايتد الإنكليزي أو من الشغوفين بمتابعة «حركات» نجم الأخير البرتغالي كريستيانو رونالدو، لكن الحقيقة هي العكس تماماً.الموضوع أن الجدال التقليدي بشأن أحقّيّة الفائز بجائزة الكرة الذهبية لن يغيب عن أحاديث متابعي كرة القدم حول العالم، فالبعض سيرحّب بفوز رونالدو بها، والبعض الآخر كان يفضّل الأرجنتيني ليونيل ميسي أو أحد الإسبانيين فرناندو توريس وإيكر كاسياس، حتى إن هناك بعض المتعصّبين للبرازيل سيسأل لماذا لم تمنح لرونالدينيو!
عدم ارتقاء رونالدو إلى مستوى المباريات الكبيرة وظهوره كضيف شرفٍ على أرض الملعب، لا يعني أن الرجل لا يستحق إحدى أرفع الجوائز في عالم الفوتبول، وهو رغم عجرفته واستفزازه للاعبين المنافسين على أرض الملعب، والتصرّف بطريقة بعيدة كل البعد عن كل معاني الروح الرياضية، يبقى الأفضل عالمياً استناداً إلى ما قدّمه في الموسم الماضي.
الواقع أن حصول «الفتى المدلّل» على الكرة الذهبية هو قرار عدالة أخذ مجراه طبيعياً، إذ غالباً ما أثيرت علامات الاستفهام حول أسماءٍ فازت بها من دون أن تضمّ إليها لقب أفضل لاعب في العالم الذي يمنحه الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو أمر لا يفترض أن يحدث مع رونالدو المتوقّع أن يختتم حصد الجوائز الفرديّة متوّجاً بالذهب في حفل «الفيفا».
الأسباب عديدة لهذا القول ولو أن السنة حفلت بالبطولات والفائزين، إذ إن ميسي مثلاً ظفر بالميدالية الذهبية في أولمبياد بكين 2008، لكنه خرج خالي الوفاض مع فريقه برشلونة الإسباني في موسمٍ تخبّط فيه بالإصابات. كذلك فاز توريس وكاسياس مع بلادهما بكأس أوروبا، لكن زميلهما شافي كان أفضل لاعب في البطولة على اعتبار أن تأثيره الإيجابي كان أكبر خلال مباريات المنتخب الإسباني...
إذاً وقف رونالدو من دون أي منافسة حقيقية، ويبدو هذا الأمر جليّاً عبر فارق الأصوات بينه وبين ميسي، لكن حتى الذين صوّتوا ضده لم تسقط من مخيّلتهم صور أدائه دور الملهم الوحيد لفريقه وقيادته إلى اللقبين المحلي والقاري، مذكّراً بالعدد الكبير لأهدافه (42 هدفاً) بأساطير الماضي البعيد الذين طبعوا الكرة الأوروبية بطابعهم الخاص، أمثال الأرجنتيني ـــ الإسباني ألفريدو دي ستيفانو والألماني غيرد مولر والمجري فيرينك بوشكاش...
المهم بالنسبة إلى رونالدو حالياً ألّا تحلّ عليه «لعنة» الكرة الذهبية التي أصابت بعض الفائزين بها في الأعوام القريبة الماضية، فخبا نجمهم بنسبٍ متفاوتة قبل أن ينتهوا من الاستمتاع بطعمها الفريد، أمثال الإنكليزي مايكل أوين والبرازيلي رونالدو والأوكراني أندري شفتشنكو والإيطالي فابيو كانافارو.
أما مسألة التحوّل إلى «أسطورة» فهو أمر يبدو الحديث عنه غير منطقي لأن رونالدو لا يزال في بداية مشواره، ولديه الكثير ليقدّمه قبل أن يسجّل اسمه في نادي العظماء، ولو أنه ظهر في برنامج تلفزيوني مخالفاً رأي زميليه الإنكليزي ريو فرديناند والبرازيلي أندرسون اللذين اعتبرا أن دييغو أرماندو مارادونا وبيليه هما الأفضل عبر التاريخ، بينما كان ردّ البرتغالي المتعجرف على السؤال عينه: «أنا الأفضل»!