لم تكن سنة 2008 شحيحة بالإنجازات العربية، بل جاءت غنية نوعاً ما، مع أفضلية واضحة لعرب أفريقيا على نظرائهم الآسيوين، وتحديداً مصر، عبر منتخبها الكروي وناديها الأهلي، فيما كانت حصيلة متواضعة للعرب أولمبياً
أحمد محيي الدين
البداية مع الساحرة المستديرة ومع إنجاز جديد لمنتخب «الفراعنة» الذي توّج بلقب كأس الأمم الآسيوية للمرة الخامسة في تاريخه والثانية توالياً بعد تفوقه على نظيره الكاميروني 1ـ0 في العاصمة الغانية أكرا. وقدم المصريون عروضاً قوية في البطولة ليتفوق منتخبها على منتخبات تعج بالنجوم، في مقدمها منتخبات ساحل العاج والكاميرون وغانا. كذلك استحوذ لاعبو المنتخب المصري على الأضواء في البطولة، وخاصة حسني عبد ربه الذي أحرز لقب أفضل لاعب في البطولة. أما باقي المنتخبات العربية، وهي تونس والمغرب والسودان فلم تكن بمستوى الطموحات.
وواصل الأهلي المصري تحطيمه للأرقام، فأحرز لقب دوري أبطال أفريقيا للمرة السادسة في تاريخه لينفرد بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الأفريقي. وسقط الأهلي في كأس العالم للأندية، وحلّ سادساً بهزيمته أمام باتشوكا المكسيكي 2ـ4 في ربع النهائي وأمام أديلاييد الأوسترالي 0ـ1 في مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس. وآل لقب كأس الاتحاد إلى النادي الصفاقسي التونسي على حساب مواطنه النجم الساحلي.
واحتفظ وفاق سطيف الجزائري بلقب دوري أبطال العرب بفوزه على الوداد البيضاوي المغربي في النهائي.
وفي المقلب الآسيوي، لم تتمكن الأندية العربية من استعادة لقب دوري أبطال آسيا وودعت البطولة من دور ربعها النهائي، فيما استمر الاحتكار العربي لكأس الاتحاد الآسيوي فأحرزها المحرق البحريني على حساب الصفاء اللبناني.
وعوض الخيبة الآسيوية منتخب الإمارات للشباب الذي ظفر بكأس آسيا بفوزه في المباراة النهائية على نظيره الأوزبكي 2ـ1.

أولمبياد بكين

جاءت المشاركة العربية في أولمبياد بكين متواضعة تماماً مقارنةً ببعض الدول المتواضعة في إمكاناتها، التي أحرز لاعبوها قدراً أكبر من الميداليات الملونة. وجاءت المحصلة العربية في ملعب «عش الطير» في بكين ثماني ميداليات فقط منها ذهبيتان وثلاث فضيات، بالإضافة إلى ثلاث برونزيات لتؤكد التراجع العربي على المستوى الأولمبي، رغم التحضير المتواصل للمنافسة الأولمبية وارتفاع المعنويات في أكثر من دولة عربية بفضل الأداء الجيد في أثينا، ولجوء بعضها إلى التجنيس.
وأحرز السبّاح التونسي أسامة الملولي أول ذهبية للعرب في حوض السباحة الأولمبي في سباق 1500. ورفع العدّاء البحريني رشيد رمزي حصة العرب الذهبية بفوزه في سباق 1500 متر، وهي الميدالية الأولى للبحرين في تاريخ مشاركاتها الأولمبية، وقد حفظت ماء وجه سياسة التجنيس التي اتبعتها البحرين وقطر في السنوات الأخيرة.
وكانت الميداليات الفضية من نصيب العداء المغربي جواد غريب في سباق الماراثون، والعداء السوداني إسماعيل أحمد إسماعيل في سباق 800 م، والجزائري عمار بن يخلف في الجودو لوزن 90 كلغ، وهو الوزن نفسه الذي فاز فيه المصري هشام مصباح بالميدالية البرونزية.
بينما كانت الميداليتان البرونزيتان للعداءة المغربية حسناء بنحسي في سباق 800 م، والجزائرية ثريا حداد في الجودو لوزن 52 كلغ.

كرة السلّة

أحرز منتخب لبنان لقب كأس غرب آسيا لكرة السلة التي أقيمت في الأردن بمشاركة أربعة منتخبات، متقدماً على الأردني المضيف وسوريا وفلسطين.
وأحرز نادي زين الأردني لقب كأس الأندية العربية بفوزه في المباراة النهائية على الحكمة اللبناني 72ــ67 في عمان، ليكسر هيمنة الرياضي اللبناني الذي أحرزها ثلاث مرات متتالية.

باقي الرياضات

في كرة اليد، أحرز القادسية الكويتي لقب كأس آسيا للأندية بفوزه في النهائي على مواطنه الصليبيخات 32ـ28. واستمر التألق الكويتي بعدما فاز منتخبه بكأس آسيا للشباب بتغلبه في المباراة النهائية على إيران 31ـ30، وكذلك على صعيد الناشئين بفوزه في النهائي على قطر 31ـ26.
وتوّج منتخب مصر لكرة اليد بكأس أمم أفريقيا بعد تألقه طوال البطولة، وتغلب في النهائي على نظيره التونسي 27ـ25. فيما أحرز الأفريقي التونسي لقب كأس أندية أفريقيا بفوزه على مولودية سعيدة الجزائري 33ـ31 في النهائي.
وفي الكرة الطائرة، أحرز نادي الزمالك المصري لقب البطولة الأفريقية للكرة الطائرة للأندية الـ27 بفوزه في النهائي على غريمه التقليدي ومواطنه الأهلي 3ـ1.
وفي عالم سباقات السيارات أحرز القطري ناصر العطية بطولة الشرق الأوسط للراليات.


نظام الاحتراف لـ3 دول عربية

دخل نظام الاحتراف إلى عدد من الدول العربية الآسيوية بعدما قرر الاتحاد الآسيوي تنفيذ خطة رئيسه محمد بن همام (الصورة) بالشروع ببدء تطبيق الاحتراف في المسابقات، واستفادت من هذا الأمر قطر والسعودية والإمارات، إذ ستشارك أنديتها في دوري أبطال آسيا، فيما تراجعت الدول الباقية، ومنها سوريا والكويت إلى كأس الاتحاد