لا يمكن التصديق أن النجم الإيطالي، أليساندرو دل بييرو، احتفل أول من أمس بعيد ميلاده الـ 34. فقائد يوفنتوس الفذّ لا يزال يمارس هوايته بهزّ الشباك، وكأنه لا يزال في ريعان الشباب، ثائراً لنفسه من عدم منحه الجوائز الفردية الرفيعة
شربل كريم
عندما ظهر دل بييرو للمرّة الأولى بشعره الطويل مرتدياً قميص يوفنتوس عام 1993، سال حبرٌ كثير حول أنه الخليفة الشرعي لقائد الفريق عامذاك روبرتو باجيو. لكن لم يتصوّر أحد، بكل تأكيد، أن يتخطى «أليس» بتألقه سلفه معبود جماهير «السيدة العجوز»، رغم أنه بقي في نظر الإيطاليين بطلاً على الساحة المحلية دونها الدولية.
الحقيقة الملموسة أن الظلم طال دل بييرو بشكلٍ أو بآخر، فهو لم يقف يوماً بين أولئك الفائزين بالجوائز الفردية، إن كان لناحية جائزة أفضل لاعب في العالم التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» سنوياً، أو جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في اوروبا الخاصة بمجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية!
دل بييرو الذي هُمّش في المنتخب الإيطالي أيضاً لحساب قائد روما فرانشيسكو توتي أو المهاجمين المعروفين كريستيان فييري وفيليبو أينزاغي مثلاً، عرف كيف يثبت نفسه من دون حاجته إلى أصوات الإعلاميين أو خبراء اللعبة في اسفتاءات الأفضل، فكان يحصد الجوائز الفردية التي لا يمكن أحداً أن يعطيها لغيره بواسطة قدميه السحريتين، فأحرز مثلاً لقب «كابوكانونييري» (لقب الهداف) الموسم الماضي في الدوري المحلي وقبله في الدرجة الثانية التي أُسقِط إليها «اليوفي» بعد فضيحة التلاعب بنتائج المباريات في 2006.
غالباً ما أبقى مدربو المنتخب الإيطالي، أمثال جيوفاني تراباتوني ومارتشيلو ليبي قائد يوفنتوس على مقاعد البدلاء لأسبابٍ قيل إنها تكتيكية، لكنه رغم ذلك فرض نفسه أفضل رابع هدافٍ في تاريخ «الأزوري» بالتساوي مع باجيو، وهو لم ييأس، بل بدا في مستوى طيّب في كل مرّةٍ دخل فيها إلى أرض الملعب بالقميص الأزرق ليقود بلاده إلى الحسم، تماماً كما فعل أمام ألمانيا في الدور نصف النهائي من نهائيات كأس العالم 2006، حيث سجل الهدف الثاني الذي كان بمثابة الضربة القاضية لأصحاب الأرض.
تقدُّم دل بييرو بالعمر جعل يوفنتوس يتجه قبل عامين إلى بدء التفكير في تعزيز خط هجومه ليعود بين الفرق المنافسة في «سيري آ»، ولهذه الغاية استقدم فينتشنزو ياكوينتا من أودينيزي، وألحق به هذا الموسم البرازيلي أماوري من باليرمو، لكن الرقم 10 الفذّ بقي هو الأساس في تسجيل هؤلاء للأهداف، حيث عمل غالباً على تعبيد الطريق أمامهم للوصول إلى الشباك، إضافةً إلى أدائه دور الملهم على غرار ما كان عليه الأمر أمام ريال مدريد الإسباني الذي سقط أمامه بهدفين صعقا المحتشدين في «سانتياغو برنابيو» بعدما كان هدفه الرائع في تورينو قد صدم الحارس ايكر كاسياس الذي أصبح يعيش كابوساً اسمه دل بييرو.
ويشرح النجم الإيطالي أسباب معدله العالي في تسجيل الأهداف من الركلات الحرّة، مشيراً إلى أنه يستخدم شعوره: «هناك طرق عدة لإصابة الهدف من ركلة حرّة، لكن أهمها هي إيصال الكرة إلى الشباك».
اللافت أن دل بييرو لم يحدّد حتى الآن على غرار اللاعبين الذين يبلغون سنّه، موعداً لاعتزاله، ربما لأنه يدرك أنه مثل النبيذ الفاخر، كلما أصبح أقدم، أصبح أكثر جودة.


في خانة العظماء

اختار «الملك» بيليه، أليساندرو دل بييرو ضمن لائحة «فيفا 100» التي تضمّ أبرز 125 لاعباً عبر التاريخ، خلال احتفالات الاتحاد الدولي بمئويته. كذلك اختير دل بييرو بين أفضل لاعبي أوروبا في الأعوام الـ 50 الماضية، وهو كان عام 2000 أكثر اللاعبين أجراً في العالم بمجموع عقده مع يوفنتوس ومردود الإعلانات التي مثّلها.