شربل كريّمصدر التصنيف الشهري للمنتخبات عن الاتحاد الدولي لكرة القدم قبل أسبوع، لذا فإنه إذا كان هناك من تعليق على ترتيب الأوائل كان يجب أن يقال وقتذاك. لكنْ، صراحةً يحتاج المرء إلى بعض الوقت لاستيعاب أو تحليل الأسباب وراء وقوف منتخب الكيان الصهيوني في المركز الخامس عشر أمام منتخبات تفوقه عراقة ومستوى وسمعة! الحقيقة أن مَن يراجع نتائج إسرائيل في الآونة الأخيرة، أو قبل أربعة أعوام، يدرك جيداً أن منتخبها لم يقدّم الشيء الكثير على الصعيدين العالمي والأوروبي، إذ فشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2006 وكأس أوروبا 2008 على التوالي. أما الانتصارات العظيمة التي جعلت «الفيفا» يرفع إسرائيل مرتبة على لائحة تصنيفه، فجاءت على حساب مولدافيا المتواضعة ولوكسمبور الصغيرة في تصفيات مونديال 2010!
جنون هذا التصنيف غير المنطقي يبرز كل شهر تقريباً، فمنطق «الفيفا» يفيد اليوم بأن إسرائيل هي أفضل من الباراغواي المتفوّقة على العملاقين البرازيل والأرجنتين في تصفيات المونديال لقارة أميركا الجنوبية. كذلك، فإنها تتقدّم على اليونان بطلة أوروبا 2004 ومصر بطلة أفريقيا وأوكرانيا والولايات المتحدة وغانا وساحل العاج والسويد والإكوادور وبولونيا... وكلها منتخبات حضرت في الحدثين الكبيرين، أي المونديال أو «اليورو».
نعم، إنه التصنيف «الغريب العجيب» الذي مهما كانت آليته، يبقَ موضع تساؤلات، وهو أمر بدأ منذ تصدّر البرازيل له لمدة سبع سنوات متتالية، أي منذ فوزها بمونديال 1994، وقد احتاجت فرنسا بعدها إلى إضافة اللقب القاري (2000) على لقبها العالمي لانتزاع المركز الأول منها، بعدما وسّع «السيليساو» الفارق طوال هذه السنوات، ما جعل البعض يمزح بالقول: «يبدو أن السيد بلاتر يضيف نقطة للبرازيليين عند نهوضه من فراشه يومياً».
وأفاد «الفيفا» بأن النظام الذي اعتمده في تصنيفه للمنتخبات طوال تلك الأعوام تبدّل بعد مونديال 2006، لكن المفاجأة كانت أنه في أول «تصنيفٍ جديد» بقيت البرازيل التي خرجت من الدور ربع النهائي بخفي حنين أولى، وتقدّمت كندا 29 مرتبة دفعة واحدة (من المركز الـ 83 إلى الـ 54)، مسجلةً أفضل مركزٍ لها، رغم أنها لم تلعب أي مباراة طوال الأشهر الثلاثة التي سبقت صدور التصنيف!
لا يمكن استبعاد ارتقاء إسرائيل مرتبةً أخرى الشهر المقبل، حتى لو تلقت خسارة ثقيلة أمام ساحل العاج، الليلة، إذ إنه يبدو أن «لوبي» كروياً في صدد العمل على تسويق المنتخب المذكور عالمياً، لأنه ـــ كما هو معلوم ـــ ينظر الرعاة دائماً باهتمام إلى التصنيف قبل الشروع في عقد صفقات رعاية للمنتخبات الوطنية، إضافةً إلى أسباب أخرى تأتي في سياق سرقة الإسرائيليين لحقوق غيرهم.
فعلاً، يذكرنا «الفيفا» الآن بالمنظمات السياسية العالمية التي تسكت عن الانتهاك اليومي للصهاينة في فلسطين المحتلة.
■ خلاصة:
- الأمر الأكيد، أن ما يُسَمّى «إسرائيل» لا يُفترَض أن يكون موجوداً أصلاً على اللائحة الكروية.
- يمكن أن يكون «الفيفا» قد أصاب في تصنيف منتخب واحد، هو اللبناني (المركز الـ 149)، لأننا فعلاً نستحق مركزنا، وللمشككين الرجاء مراجعة مستوى مباريات المرحلتين الأخيرتين في بطولة الدوري العام.