7 أهداف في 8 مباريات كانت كافية للمهاجم المصري عمرو زكي لإجبار الإنكليز على تعلّم لفظ اسمه العربي، بعدما أكّد حضوره مع فريقه ويغان في الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، جاعلاً مدربه ستيف بروس فخوراً بإبرامه أنجح صفقات الموسم حتى الآن
شربل كريّم
عرفت الكرة الإنكليزية صفقات كبيرة في الصيف الماضي، وغالبيتها كان محورها المهاجمون، فانتقل مثلاً الإيرلندي روبي كين من توتنهام هوتسبر إلى ليفربول مقابل 20 مليون جنيه استرليني، وقَدِم البرازيلي روبينيو من ريال مدريد بطل إسبانيا إلى مانشستر سيتي بمبلغ وصل إلى 32.5 مليون جنيه، وخطا البلغاري ديميتار برباتوف من توتنهام أيضاً باتجاه مانشستر يونايتد مقابل 30.75 مليون جنيه، لكنّ لاعباً واحداً دخل الأجواء الإنكليزية بهدوء وأطفأ نجومية جميع الوافدين، هو المصري عمرو زكي.
«لقد سجّل أهدافاً لكل الفرق التي لعب لها، إضافةً إلى منتخب بلاده. هو يريد فقط تسجيل الأهداف. هناك الكثير لنتوقعه منه، وأنا على ثقة بأنه سيبلي حسناً»، هذا ما قاله ستيف بروس بعد ذهابه شخصياً إلى مصر لإنهاء إجراءات ضم زكي (25 عاماً) من الزمالك على سبيل الإعارة مقابل 1.5مليون جنيه لمدة موسم واحد.
الأمر اللافت أن الصحف البريطانية خرجت غداة تسجيل زكي هدفين رائعين في مرمى مضيفه ليفربول العريق على الملعب التاريخي «أنفيلد رود» لتشيد بنظرة المدرب الثاقبة التي جلبت إلى ملاعب إنكلترا موهبة مثيرة للاهتمام، إذ إن أحداً لم يكن يعرف من أين أتى ابن المنصورة، ولو أن الأخير توّج مع منتخب بلاده بكأس الأمم الأفريقية في مناسبتين، وخاض تجربة احترافية قصيرة مع لوكوموتيف موسكو الروسي في 2006 (لم يلعب معه أي مباراة رسمية!).
ويبدو زكي اليوم هادئاً، لا يفكر في الملعب سوى بإسكان الكرة بين الخشبات الثلاث، وهو ببنيته الجسدية القوية وانتهازيته في منطقة الخصم، يعيد إلى الجمهور المحلي ذكريات أولئك المهاجمين التقليديين الذين انقرضوا في
الـ«برميير ليغ» منذ اعتزال آخر أبناء سلالتهم ألن شيرر.
لذا لا يخفى أن بروس أصبح يفكر في الطريقة المثلى لتأمين عقد يربط متصدر ترتيب الهدافين بفريقه لفترة طويلة، وخصوصاً أن الأندية الأخرى بدأت تحوم حوله، فضلاً عن اهتمام آخرين به من خارج إنكلترا، في الوقت الذي تشير فيه كل التقارير إلى أنه لن يكون بعيداً عن شبكات صيد الكبار الأربعة، أي مانشستر يونايتد وتشلسي وأرسنال وليفربول، الذين غالباً ما يؤدّون دور القراصنة في الحصول على اللاعبين المميّزين في الفرق الأصغر.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحدّ لأن هذه الفرق تعلم جيداً أنها ستحقق مكسباً مزدوجاً إذا استقطبته إلى صفوفها لأنها ستحمي مرماها من خطره، وتستفيد من قوته الرهيبة في الناحية المقابلة.
وأياً يكن من أمر، فإن نجاح زكي السريع لم تعرفه الكرة الإنكليزية مع لاعب جديد منذ زمن طويل، ما جعل الفرق الكبرى تسأل عن مردود الملايين التي صرفتها من أجل التعاقد مع نجوم بأسعار تفوق بأضعاف سعر المهاجم المصري.
إذا استمر زكي في اللعب بالطريقة نفسها فإنه حتماً سيرسم مستقبلاً رائعاً، وهو الذي لا تزال أحلام الطفولة تراوده رغم وقوفه بين أبرز نجوم العالم، مردّداً «حلمي ارتداء قميص يوفنتوس الإيطالي».