strong>ستكون آمال كرة القدم الأرجنتينية معلّقة مرة جديدة على الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا الذي سينقل حبه للقميص الأزرق والأبيض الذي خدمه لاعباً، إلى مقاعد التدريب، بعد تعيينه على رأس الجهاز الفني خلفاً لألفيو بازيلي
رغم اختلاط اسمه بتعاطي المخدرات والخمور، بقيت الأرجنتين واثقة بمارادونا وسلّمته وديعة قديمة حملها فترة طويلة كلاعب، وعاد الآن ليكمل المشوار مدرّباً. صور عدة تلخّص مسيرة هذا الفنان الذي لا يتكرر في وسط الملعب ومركز صناعة الألعاب، ومعظمها في مونديال 1986 في المكسيك. صورة مؤثرة كانت تلك التي غمر فيها كأس العالم المذهبة على ملعب «أزتيك» بعدما لعب دور المايسترو لخوسيه لويس براون وخورخي فالدانو وخورخي بورتوشاغا الذين هزّوا شباك الحارس الألماني الغربي طوني شوماخر وأحرزوا المونديال للمرة الثانية في تاريخ بلاد «التانغو».
صورة مماثلة من حيث الروعة، لكن على الصعيد الفني وداخل المستطيل الأخضر، عندما راوغ نصف لاعبي المنتخب الإنكليزي في ربع النهائي وسجّل في مرمى الحارس الخالد بيتر شيلتون. أما الصورة المحفورة في أذهان الكثيرين، فهي تلك التي ارتقى فيها لاعب يبلغ طوله 1.68 م، وأودع الكرة بيده مسجّلاً هدفاً تاريخياً في مرمى الإنكليز أيضاً، ليطلق لقب «يد الله» على هذا الهدف.
نجم المنتخب الفرنسي السابق ورئيس الاتحاد الأوروبي الحالي ميشال بلاتيني قال يومذاك: «ما أستطيع أن أفعله في الكرة، يفعله هو في البرتقالة».
ترك مارادونا عالم كرة القدم كلاعب وهو في عمر الـ37، بعد سلسلة طويلة من الفضائح، ليدخل في صراع مرير مع عالم الإدمان والسمنة أوصله إلى حافة الموت نتيجة أزمات قلبية عدة كانت أخطرها عام 2004.
بقي مارادونا أربعة أعوام ذهاباً وإياباً على خط كوبا ـــــ الأرجنتين يحاول التخلّص من إدمانه، نظراً إلى الصداقة المتينة التي تربطه بالرئيس الكوبي السابق فيديل كاسترو.
ولم يستخلص دييغو أي عبرة، عاد للشرب، سمن مجدداً وسقط في هاوية جديدة أوصلته إلى المستشفى عام 2007، لكن القدر وصلوات ملايين الأرجنتينيين الذين «يعبدون» هذا الرمز أعادته إلى الحياة مجدداً.
ظهر نجم برشلونة الإسباني ونابولي الإيطالي السابق من المدرجات هذه المرة يلاحق منتخب بلاده في القارات المختلفة، ويراقب النجوم الصاعدة من ليونيل ميسي إلى سيرجيو أغويرو.
وبعدما رمى المدرب ألفيو بازيلي أوراقه على رأس الـ«ألبي تشيليستي»، لعب رئيس الاتحاد الأرجنتيني، خوليو غروندونا، الورقة المنتظرة، دييغو مارادونا مديراً فنياً بمعاونة سيرجيو تروليو، بينما تسلّم المدرب السابق في انتصار 1986 كارلوس بيلاردو مهمة مدير المنتخب، وذلك قبل يومين من عيد ميلاد مارادونا الـ48 (ولد في 30 تشرين الأول 1960).
لم تكن مسيرة مارادونا المدرب مشجعة أبداً، فهي اقتصرت على بضعة أشهر مع ناديي مانديوو كورينتيس وراسينغ كلوب الأرجنتينيين، في منتصف تسعينيات القرن الماضي.
(أ ف ب)


ميسي يرحّب رغم انتقادات دييغو