الثاني عشر من شهر تشرين الثاني المقبل سيكون يوم الحسم في الاتحاد اللبناني للمصارعة، الذي تتّجه فيه الأمور على ما يبدو نحو التوافق في انتخاب هيئةٍ إدارية جديدة ــ قديمة بعيداً من المعركة، هيئةٍ لن تتبدّل!
آسيا عبد الله
أندية شُطبت من لائحة التصويت، لأنها ـــــ كما قيل ـــــ لا تمارس اللعبة فعلياً، والعلم عند الله! رئيسٌ قد يترشّح مجدداً في مواجهة خطّه السياسي تماماً كما فعل في المرة السابقة! أما الدعوات والمطالب المتكررة بالجملة من الحرصاء على الرياضة ومستقبلها بضرورة إحياء دماء الاتحاد وتعزيزه بالشباب فتجابه بضيق المصفاة القادرة على توليد أشخاص مؤهلين للإمساك بزمام الأمور. في هذا السياق، يأتي الموقف السلبي للنادي الرياضي ـــــ بيروت نتيجةً لشطبه من لوائح الاتحاد بسبب عدم ممارسته للعبة، وينعكس من خلال رأي مديره جودت شاكر الذي قال: «سنترك لهم اللعبة وليلعبوها وحدهم وألف مبروك عليهم، وخلال أسبوعين سنهدي الفرش التي نملكها إلى نادٍ طموح يريد أن يستمرّ في هذه اللعبة الطموحة ومع اتحاد طموح»، وأضاف: «قالوا إننا لم نشارك في البطولة، لكنهم تناسوا أنهم لم يبلغونا أصلاً بموعد انطلاقها كي نشارك فيها، وحين لم نفعل لأننا لم نعلم، شطبونا من لائحة التصويت في الانتخابات المقبلة، وإذا رأوا أن اللعبة ستنجح من دوننا، فمبروك عليهم وعلى أعضاء الاتحاد غير المتوافقين أصلاً بين بعضهم، فكيف يمكنهم أن يتوافقوا معنا؟». وختم شاكر: «النادي الرياضي لا يحتاج إلى الدخول في عالم المصارعة بعد اليوم، ولا يهمّه ذلك، علماً بأنه كان من روّادها في السابق».
أما النادي الآخر الذي شُطب من لائحة التصويت، فهو نادي «الدفاع بعبدا» لرئيسه رستم المقداد الذي أكّد من جهته لـ«الأخبار» أن الاتحاد لم يبلغه أساساً بموعد انطلاق بطولة لبنان قائلاً: «يقومون بتركيبات بهدف إبعادنا من الدرب، وهذه هي لعبتهم، بينما لعبة المصارعة اللبنانية للأسف باتت في خبر كان، لقد انقرضت هذه الرياضة بسببهم هم، بوجود هذه (البوطة)»، وأضاف موجهاً سهامه إلى رئيس الاتحاد فؤاد رستم: «لا تؤاخذوني، ومع احترامي للجميع، والله يطوّل في أعمارهم أتساءل: هل يعقل أن يبقى من هو في سن الثماني والثمانين في المنصب عينه لسنين؟»، وختم المقداد: «لا معركة، لا شيء اسمه أندية ولا انتخابات، وستأتي (البوطة) عينها كما في كل مرة».

بشارة: «لا أحد له حظ أكثر من الوارد حالياً»

وإذ حطّ الاستغراب علينا فور مطالعة رأي الناديين المشطوبين، فإن الاستغراب حطّ أكثر حين تساءلت مصادر قانونية عن سبب عدم اعتراض الناديين المذكورين، ضمن المهل القانونية لدى وزارة الشباب والرياضة، لكونها جهة الاختصاص عن أمرين متتاليين هما: تجاهل دعوتهما إلى المشاركة في البطولة كما ذكرا، ومن ثم شطبهما من لوائح الاتحاد، فيما تساءل أحد المخضرمين عما حققته الاتحادات السابقة المتوالية منذ عشرين عاماً قائلاً إن من يعترض اليوم كان شريكاً في الماضي.
وفي الحديث عن إمكان حصول معركة، حسم نائب رئيس الاتحاد البطل الأولمبي حسن بشارة بعدم إمكان ذلك، قائلاً: «نحن موجودون في الاتحاد، ولا أحد له حظ أكثر من الوارد حالياً»، وأضاف معلّقاً على احتمال ترشيح الرئيس السابق محمد الدنب للرئاسة مجدداً: «لن يكون له موقع ولا وجود، لأنه دخيل على اللعبة حيث أتيت به إليها بنفسي، لكنه لم يكن أهلاً لها»، وتابع: «في البداية حاول تقديم عمل جيد، لكنه بعد ذلك تراجع ولم يقدّم ما هو مطلوب للعبة وتطوّرها، فليبتعد عنها أفضل، لم يكن يوماً لها ولم تكن يوماً له».

... والدنب يردّ!

أما الدنب، الذي تشير مصادر مطلعة ومقربة إلى إمكان ترشّحه بجدية للرئاسة، فردّ أن «من يقول هذا الكلام عنّي بلا ضمير إذا كان من ضمن الهيئة الإدارية للاتحاد، لأن الجميع يعلمون أننا قدّمنا الكثير، بدليل أن أحدهم قال لي يوماً إن اللعبة كانت منقرضة منذ أيّام الفينيقيين قبل وصولي إلى الرئاسة، أما إذا كان الذي قال هذا الكلام من خارج الاتحاد فأنا أعذره، لأنه حتماً لا يعرف!». وأضاف: «كانوا يستوردون الحكام من سوريا، ولتاريخ اليوم لا شيء اسمه مدربون في هذه اللعبة». وختم الدنب بقوله إن «قرار الترشّح أو عدمه مرهونٌ بالظروف، لكننا نراهن على التوافق، لأنه أفضل للعبة».

قبيسي وغياب المنافسة

أما علي قبيسي، الأمين العام الحالي للاتحاد، فأكّد لـ«الأخبار» غياب فرص المعركة الانتخابية «لأنه لا منافسة أصلاً»، مضيفاً في شأن موقف حركة أمل وتيار المستقبل من الانتخابات المقبلة: «لا اتصال لي مع الطرفين، ولا أحبّ إدخال السياسة على الرياضة، علماً بأنها دخلت رغماً عنّا جميعنا». وفي ردّه على سؤال عن الدعوات لإدخال دماء جديدة إلى اتحاد المصارعة تساءل قبيسي: «الوسط الرياضي بأمه وأبيه يفتقر إلى إداريين جديرين، فكيف بوسط المصارعة؟ قد يكون صحيحاً أن اللعبة تحتاج إلى دماء جديدة، ولكن أين هي هذه الدماء التي يطالبون بها؟ هل وُجدت ونحن تركناها بعيدة؟».

الأطراف السياسية للحفاظ على المواقع!

مختصر الكلام أن المعركة لن تحصل في اتحاد المصارعة، ليس لأن قيادات اللعبة لا تريدها، بل لأن القيادات السياسية المعنيّة التي حاول «المصارعون» نفي علاقتهم وتأثرهم بها بل وتلقيهم التعليمات منها، لا تريد المعركة، إذ يبدو أن التوافق الضمني المحدود في بعض الألعاب الرياضية كالمصارعة والملاكمة (جرت انتخاباتها قبل أيام) بين الطرفين السياسيين الأقوى في الرياضة قد تمّ لإبقاء الوضع على ما هو عليه، حفاظاً على مواقع كل منهما.
ومختصر الكلام أيضاً أن القدامى المخضرمين سيبقون في مواقعهم على الرغم من تقدمهم الكبير في السن، وهو أمر ليس عيباً على الإطلاق شرط الاستفادة من الشباب، وهو الأمر الذي لن يحصل، ربما لأن الرغبة مفقودة لدى هؤلاء للعمل في هذا المجال، أو ربما لأن أحداً ما قد أقفل على مدى سنوات طويلة الأفق أمامهم.
ويبقى الوقوف على عدد الأندية التي يحقّ لها أن تصوّت في الانتخابات المقبلة، وبعدما شطب الاتحاد ناديي الدفاع بعبدا والرياضي بيروت من عائلته، وألغت وزارة الشباب والرياضة، اللعبة من ترخيص نادي الفوز طرابلس (باع مقرّه من ثلاث سنوات ولم يعد يدفع اشتراكات للاتحاد الوطني للعبة)، فقد باتت أسرة الاتحاد تضم أندية: البشارة برج البراجنة والتعاضد بيروت وأسامة بيروت والعرين بيروت والتنشئة طرابلس والبيئة طرابلس والمعني صيدا والفتوّة الشرقيّة. أما في ما يخص أندية: الفتوّة بيروت والميناء طرابلس والكفاح طرابلس وزهرة الشباب طرابلس، فهي لا يحق لها أن تصوّت، لأنها ـــــ بعدما دخلت في لعبة التسوية مع وزارة الشباب في السابق ـــــ لم تقدّم أي طلبات انتساب لاتحاد اللعبة، والقانون يقول إنه إذا لم يتقدّم النادي بطلب انتساب إلى اتحاده خلال ستة أشهر يُشطب نهائياً، وهذا ما حصل.


اتحاد

بعد صراعات طويلة، اتُّفق على تسوية، فعقدت الهيئة العامة للاتحاد اللبناني للمصارعة جلستها، وانتخبت في 29 تشرين الثاني لعام 2007 هيئة إدارية جديدة برئاسة المخضرم فؤاد رستم على حساب محمد الدنب، والبطل الأولمبي حسن بشارة نائباً للرئيس وعلي قبيسي أميناً عاماً ومحمد ديّة أميناً للصندوق وعلي رستم المقداد محاسباً وهشام عيدو وإيلي حاماتي مستشارين. وبموجب المرسوم 213، أعطت وزارة الشباب والرياضة الهيئة الإدارية المنتخبة إفادة إدارية لحظت انتهاء ولايتها في 30 تشرين الثاني عام 2008