علي صفاموسم الكرة بدأ بكأس النخبة، وظهرت عناوين فرقه و«الجماهير». وبدت مستويات الفرق عادية، بانتظار أجانبها، عدا الساحل المحافظ على لبنانيته وتطوره. المباريات الست جمعت أقل من ألف متفرج، وقمة النجمة والأنصار، الأحد، ضمّت حوالى الألف، خلعوا الباب ودخلوا بالقوة مجاناً وتعادلوا بركلات «السباب والشتائم» وأكدوا انتماءهم للناديين الشقيقين وتيار الأعدقاء!
وهكذا بدأ الموسم بمشاهد «النخبة»، وبتنسيق تام بين الحكومة واتحاد اللعبة وقوى الأمن وإدارات الملاعب وجماهير اللعبة الشعبية الأولى.
اللعبة الشعبية «ماشية» والاتحاد «راعيها».

■ ■ ■

منذ عامين، نكتب ونكرر أن لعبة الكرة عندنا تحتضر، وجمهورها هجرها، ولن يعود حتى لو فتحت الأبواب مجاناً. اتحاد اللعبة لم يأبه، كان مشغولاً ببعضه ومشتبكاً وغافلاً عن الحلول، وملتهياً بالسفر.
الاتحاد استفاق فجأة أخيراً ودعا إلى مؤتمر لاستعادة الجمهور! اطمئنوا. الجمهور لن يعود عبر دعواتكم ولا حتى صلواتكم، فاللعبة تحتضر، وتحولت إلى كرة شاشة وإعلام بعيداً من الجمهور... ولكم طول البقاء.

■ ■ ■

كنّا ستة سهرانين عند صديق نتابع مباريات آسيوية لتصفيات المونديال. رفع مقدم البرنامج «شماغه» الأصيل وتمنياته ودعاءه بالفوز للمنتخبات العربية على أعدائها حوالى 12 مرة خلال عشر دقائق. وكانت النتيجة، واحد فاز وآخر تعادل بطعم الخسارة واثنان خسرا، ولم يظهر أي منتخب عربي منهم يستأهل أن يتأهل للمونديال. وأخيراً، خفض المقدم الأصيل شماغه بغضب ليطرح أسباب الخسارات المخزية ومسؤولية المدربين والمسؤولين والنجوم، ونسي أنه وأمثاله من أسباب التخلّف، بفضل حشوهم وشعورهم الفارغ ودعاءاتهم في برامج الرياضة ليظهروا أصالتهم و«عروبتهم»، وكلنا نعلم أن نصفهم يكرهون النصف الآخر. هذا عندهم وعندنا أيضاً. لذا سيبقى التخلّف سائداً بفضل تلك التقديمات الفارغة وأصحابها.