لعبة «الداما» من الألعاب الفكرية التي تضاهي الشطرنج، وتُعدّ «الداما» لعبة شعبية منتشرة في شتى المناطق اللبنانية وأحيائها، ومثّل شهر رمضان مناسبة لإقامة نشاطات لبطولاتها
طرابلس ـ فريد بو فرنسيس
عادت لعبة «الداما» لتنطلق بقوة من قلب طرابلس القديمة، وتحديداً في الباحة الداخلية للحمّام الأثري الجديد، عبر نادي «شباب الحدادين الرياضي» في طرابلس، الذي نظّم دورة في هذه اللعبة المشوّقة، تستمر طيلة شهر رمضان، تحت مسمّى «ليالي رمضان الفكرية الثالثة»، برعاية «مؤسسة الصفدي»، وبمشاركة 130 لاعباً من مختلف المناطق اللبنانية. ولعبة «الداما» تعود جذورها إلى الفارسية واليونانية، طوّرها الأتراك، ثم جرى تعديلها مراراً باختلاف الشعوب والمناطق. وهي تُعدّ اللعبة الفكرية الأولى، لأنها تتطلب تركيزاً وحذراً كبيرين عند كل «نقلة حجر».

وأشار رئيس النادي السيد محمد الزيلع إلى أن المشاركين هم من طرابلس وعكار وبيروت والجنوب وعاليه وصيدا والبقاع، وقد قسّموا إلى ثلاث فئات: الأولى يتبارى فيها محترفون لبنانيون خاضوا دورات عالمية، والثانية مخصصة للاعبي الدرجة الأولى، وخصصت الثالثة للهواة الذين يعرفون أصول اللعبة ويشاركون لاختبار قدرتهم على التركيز. وهذه الفئات الثلاث لا يلتقي بعضها مع البعض الآخر في النهائيات، بل يكون لكل فئة رابح أوّل ورابح ثان. وتففتح الدورة يومياً عند الساعة العاشرة ليلاً وتستمر حتى الواحدة بعد منتصف الليل، وربما أكثر من هذا الوقت عند اللاعبين المحترفين الذي يأخذ اللعب بينهم وقتاً أطول من غيرهم.
وعن المراقبين لهذه الدورة يقول الزيلع: «إن إدارة النادي خصصت إلى جانبها لاعبين محترفين، هما نبيل حامد ومحمد المرعبي اللذين يشرفان على اللعبة مع إدارة النادي». ويتبارى 130 لاعباً من كل الفئات يومياً على 15 طاولة «داما»، يحضرها أكثر من مئتي مشجّع ممن يعرفون اللعبة.