سقط من الطبقة السادسة، فتأهّل للأولمبياد، ثم أحرز ميداليةً فيه. وبذلك دخل إدوار معلوف التاريخ وأدخل لبنان معه بعدما حقّق أمس إنجازاً، بإحرازه برونزيةَ سباق الدرّاجات على الطرق، في بارالمبيكس بكين
آسيا عبد الله
قبل مغادرته إلى بكين، أكّد إدوار معلوف، في المؤتمر الصحافي الذي عُقد في مبنى نقابة الصحافة برعاية رئيسة الاتحاد اللبناني لرياضة المعوّقين رندة بري، أن حلمه كبير، وأمله بتحقيق ميدالية ذهبية للبنان بات قريباً جداً، ثم غادر بعدها إلى فرنسا ليتابع استعداده، فإلى بكين قبل نحو شهر على انطلاق ألعابها البارالمبية، في سياق معسكر تدريبي. وأحرز إدوار برونزيته، أمس، فقد قطع معلوف ابن الأربعين عاماً مسافة السباق (12،700كم)، في اثنتين وعشرين دقيقة، واثنتي عشرة ثانية وواحد وتسعين جزءاً بالمئة من الثانية، ليحلّ ثالثاً خلف السويسري فريل هاينز، والإيطالي بوديستا فيتّوريو، محرزاً بذلك الميدالية الأولى للبنان في تاريخ الألعاب البارالمبيّة. وبها دخل جدول الميداليات ليصبح ثامن بلد عربي يحقق ميداليةً، في الدورة الحالية.

الاستعداد للـ49 كيلومتراً

وفي حديثه الخاص إلى «الأخبار» بعد إنهائه السباق، أعرب معلوف عن فرحته بالنتيجة المحققة قائلاً «لم يكن سهلاً على الإطلاق، وأصعب ما فيه خطّ الصعود البالغة مسافته 900 متر، والذي إذا عرف المشارك كيف يقطعه يمكنه حينها أن يسيطر على مجريات السباق»، وأضاف «في السبعة كيلومترات الأولى كنت في الصدارة، لكنني عدتُ وتراجعتُ مركزين لمصلحة هاينز وفيتّوريو، علماً بأنهما أنهيا السباق بفارق ليس كبيراً مقارنةً معي، حتى إن وصولي جاء بعد الإيطالي بفارق أجزاء ضئيلة جداً من الثانية». وتابع معلوف في حديثه عن السباق «هو كاللوتو فإما أن أفوز وإما أن أخسر، فكل لفة لا يتعدّى قطع مسافتها نصف ساعة»، وفي ردّه عن طبيعة الإقامة واستعداده لسباقه المفضّل، الأحد، قال «الأمور كلها على ما يرام، وأنا في الصين من قبل أن تنطلق الألعاب بشهر، واليوم سأتمرّن مع مدربي وسنضع استراتيجيات وخططاً للسباق المقبل يوم الأحد»، وعن توقّعاته في شأن النتيجة الممكن تحقيقها في السباق البالغة مسافته تسعةً وأربعين كيلومتراً (4 لفات) أضاف «هذا هو سباقي المفضّل، وصرتُ أعرف تقريباً قدرة كل منافس لي وقوته، لا سيما في خط الصعود، وهدفي أن أحرز الذهبية كي يفرح بها شعب لبنان الذي أعتقد أنه في أمسّ الحاجة ليعيش الفرح»، وفي ردّه على ما إذا كانت معدّاته جيدة وموازية في النوعية لمعدّات باقي المشاركين ختم معلوف «الحمد لله معدّاتي ممتازة، وكل ذلك بفضل الرعاية التي احتضنتني من شركة نستله بيور لايف وإكسبور ليبانون».
بيروت مارتون تهنّىء وجّهت جمعية بيروت ماراثون التهنئة الى معلوف على إنجازه، ورأت فيه انتصاراً للبنان الرياضي بكل أطيافه ومكوناته وخصوصاً لجمعية بيروت ماراثون التي تعتبر معلوف واحداً من أبرز الذين يشاركون في سباقاتها.


1995 هو عام النكسة لمعلوف

عام 1995 تعرّض إدوار معلوف لإعاقة دائمة في جسده، إثر سقوطه من الطبقة السادسة لأحد المباني، ليعيش المعاناة سنين، استطاع بعدها بإرادة قوية أن يبدأ تمارينه على كرسيّه المتحرك ويشارك في سباقات وماراتونات محلية وعالمية، فأحرز فضية في بطولة العالم الأخيرة في بوردو الفرنسية، بعدما كان قد حلّ في المراكز الأولى لبطولات أوروبية