عندما سجل المهاجم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو بدايته بين الكبار في كرة القدم، كان رفاقه لا يزالون يجلسون على مقاعدهم في المدارس، والأهم انه في 2003 وبعمر 15 عاماً و35 يوماً أضحى أصغر لاعب يظهر في الدوري الأرجنتيني محطّماً رقماً حمله مارادونا
شربل كريّم
الآن تبدلت الأمور، ولم يعد أغويرو ذاك اليافع الساعي إلى شقّ طريقه نحو الأضواء، إذ بلغ المستوى الأعلى سريعاً بأهداف صارخة مع إنديبندينتي، مثّلت بطاقة عبور له إلى إسبانيا حيث انتقل للدفاع عن ألوان أتلتيكو مدريد (مقابل 20 مليون يورو)، وأضحى نجمه الأول من دون منازع، تاركاً بصمته تقريباً في كل مباراة خاضها بألوان فريق العاصمة الإسبانية. نظر جمهور أتلتيكو مدريد دائماً إلى النجم الدولي فرناندو توريس على أنه «المخلّص» الوحيد، والموهبة القادرة على قلب الموازين في العاصمة الإسبانية، ودفع الفريق بعيداً من ظل جاره ريال مدريد، إلا أن ابن النادي اختار الرحيل إلى ليفربول الإنكليزي، ما أثار غضب الجمهور، لكن القيّمين أكدوا لهم أن أغويرو سينسيهم «إل نينيو» سريعاً.
وبالفعل أصبح اسم «إل كون»، وهو لقب أغويرو لأنه يشبه إحدى شخصيات الرسوم المتحركة اليابانية، الوحيد الذي تنادي به جماهير ملعب «فيسنتي كالديرون»، على الأقل منذ بداية الموسم الحالي الذي بدأه النجم الشاب إثر عودته من مهمته مع منتخب بلاده متوّجاً بالذهب الأولمبي، فقاد الفريق إلى دوري الأبطال على حساب شالكه الألماني، وبدأ المسابقة القارية بثنائية في مرمى بي أس في ايندهوفن بطل هولندا، ثم أضاف هدفاً آخر أمام ريكرياتيفو هويلفا، السبت الماضي، ضمن الدوري المحلي.
أما الأمر اللافت بشكلٍ كبير، فهو الحديث الذي يدور في إسبانيا الآن، إذ تبدو المطالبة الواسعة من جماهير قطبي «الليغا» ريال مدريد وبرشلونة لإداراتي نادييهما بضم اللاعب بأسرع وقتٍ ممكن ودفع مبلغ 60 مليون يورو الكفيل بتحريره من عقده مع أتلتيكو مدريد.
ويرى جمهور الفريق الملكي في أغويرو (20 عاماً) هدّافاً شبيهاً بالمكسيكي هوغو سانشيز، بينما يقارنه جمهور «البرسا» بهدافهم البرازيلي السابق روماريو.
وبقي الشاب الذي يستفيد كثيراً بحسب قوله من نصائح «عمّه» مارادونا الذي سيهديه حفيداً قريباً، لكون ابنة الأخير جانينا حاملاً منه، بعيداً عن الغرور، مشيراً إلى أنه لا يزال شاباً ولديه الكثير ليتعلمه.
من يشاهد أغويرو من مكانٍ قريبٍ إلى أرض الملعب يكتشف جرأته التي تتخطى كل الحدود، وهذا ما بدا عليه في أولمبياد بكين، فهو إلى ميزاته التهديفية يتمتع بشجاعةٍ كبيرة، إذ لا يتوانى عن الدخول في مواجهات بدنية مباشرة مع المدافعين الذين يفوقونه حجماً فيصطدم بهم ويكمل طريقه باتجاه المرمى معتمداً أسلوباً قلّ نظيره.
وعموماً يحسب لأغويرو التزامه بخطط المدربين على أرض الملعب، وهذا ما أظهره في بداياته مع إنديبندينتي تحت إشراف أوسكار روجيري، ثم بعد انتقاله إلى العاصمة الإسبانية ولعبه وسط توجيهات المكسيكي خافيير أغيري، ثم خلال وجوده مع المنتخب الأولمبي أخيراً تحت قيادة سيرجيو باتيستا.
تحدث مشجعو الكرة كثيراً عن البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، وقبلهما عن البرازيلي كاكا، على أن هؤلاء هم الأفضل على الإطلاق، لكن يمكن الجزم بأن الحديث المقبل سيكون محوره سيرجيو أغويرو، لأنه الشيء الكبير القادم في عالم كرة القدم.