انتهت المعركة الانتخابية في اتحاد السباحة؟ لا لم تنته بعد؟ ألقت السياسة بثقلها البشع على السباحة والسبّاحين، ورأى «تيار المستقبل» نفسه أنه ضحية، بعد مؤامرةٍ دفع ثمنها بمقعد سني، لكن ما حقيقة ما حصل على أرض الواقع منذ 2007؟

آسيا عبد الله
جميعهم يتذكّرون معركة العام الماضي، التي لم يُكتب لها أن تولد عندما سارع «تيار المستقبل» وحلفاؤه إلى طلب التوافق في الساعة الأخيرة، وتحديداً عند الثانية والنصف من عصر ذاك اليوم، إذ دخل أحدهم ليعلن مفاجئاً حلفاءه «يا جماعة الفوز فعلاً، لنا لكن مصلحة اللعبة قبل كل شيء ونحن موافقون على طلب الطرف الآخر بالتوافق على الرغم من أنه جاء متأخراً، فليكن له ما يريد!». في تلك الانتخابات تمّ التوافق على أن تأتي مرسيل برجي رئيسةً وأن يتمّ التجديد لاتحادها، على اعتبار أن ولايته القصيرة ستنتهي بعد أشهر وفق المرسوم 213، الذي فرض على كل الاتحادات أن تنتخب هيئات إدارية جديدة بعد كل أولمبياد. إلا أن ما حصل منذ أسابيع كان مخالفاً للاتفاق الموجود. وما حصل وفق مصادر حياديّة مطّلعة أن برجي كانت قد علمت بتحرّك يقوم به أمين سر نادي ساتيليتي ميشال حبشي مع ناديي أوركا والجزيرة، ليأتي رئيساً، ويومها اتصلت برجي بأحد كبار المعنيين بهذا الاتفاق فقال لها بالحرف الواحد «ولو؟ ألا يحقّ له أن يحلم بالرئاسة؟».

... وبدأ التحرك

طروحات مختلفة، كلّها صبّ في أن تكون الرئاسة لغير برجي، وكانت الإجابة دوماً «الاتفاق كان على أن تبقى هي الرئيس التوافقي وأن يُعطى اتحادها فرصة تقديم مشروعه للسباحة»، وهنا خطّ كلّ طرف خطّه وحده وكان القرار بالمعركة. جاءت المعركة وما حصل أن «تيار المستقبل» وحلفاءه قدّموا لائحة من ستة بالإضافة إلى تركه ثلاثة مقاعد للطرف الآخر، وهذا الأخير شكّل لائحة من سبعة وترك مقعدين فارغين للمستقبل (الجزيرة والنجاح)، وبدأ التصويت...
نال سعيد جحا 17 صوتاً، وكل من غابي الدويهي وعبود عيسى 15، ومرسيل برجي 12 صوتاً، وفريد أبي رعد وطوني حنين وأسعد شاهين 11 صوتاً، وكل من عادل يموت وعدنان العميل 10 أصوات، وكل من محمد شاكر وعصام عوكر 9 أصوات، وميشال حبشي 8 أصوات ونشأت دياب 13 صوتاً، وانسحب جورج دياب. مصادر «أكثرية السباحة» أكّدت للأخبار أن خطأ تيار المستقبل كان في حساباته التي لم تكن صحيحة 100%، فحصل ما حصل، ونال المرشّح عدنان العميل 10 أصوات وكانت حصة يموت 9، معتبراً أن المؤامرة جاءت من داخل جماعة التيار، وتابعت المصادر «لقد أعطيناهم أصواتنا كما اتفقنا، لكن ما لم يكن متوقعاً أن يحصد عدنان العميل هذا العدد من الأصوات، لقد أقنع حلفاء المستقبل بإعطائه، حتى لو أعطينا صوتاً لمحمد شاكر فكان يموت سيسقط لأن القانون يقول بفوز الأكبر سناً، لقد شطب أحدٌ منهم محمد شاكر!». وأضافت المصادر «نحن قمنا بحساباتنا ودخلنا معركة ديموقراطية وأعطيناهم أصواتاً، لكننا في الوقت نفسه لم نُدخل شبابنا في الخطر، لطالما قالوا لنا إن حسام زبيبو هو المخوّل بأن يفاوض باسم تيار المستقبل، وهو من أعطاهم البوانتاج، فتحالفوا مع ناديي الصفرا وساتيليتي معتبرين أن الفوز آتٍ آتٍ». وما يؤكّد هذه المعطيات، مصادر أخرى أكّدت للأخبار ما حصل بعد عملية الفرز، عن أن المرشّح سعيد جحا، الذي نال أكبر عدد من الأصوات كان قد قال بالحرف الواحد «اجتمعتُ وعادل يموت وقلتُ له: 4 لكم و4 للطرف الآخر وأنا التاسع ويكون الرئيس مرسيل برجي والأمين فريد أبي رعد»، وكان ردّ يموت «أنا لا أريد التوافق لأنني فائز بـ5 فآخذ بذلك الرئاسة والأمانة»!

يموت متمسّكٌ باستقالته

ورداً على ما قيل، أكّد يموت للأخبار «لقد طرح جحا 6 لهم و2 لنا و1 على الحياد، ثم طرحت له 4 في مقابل 4 فلم يقبلوها، وبعدها طرح جحا 4 لهم و4 لنا شرط أن يكون الرئيس والأمين لهم فكان الرفض»، وتابع في شأن الحسابات الخاطئة «لم نخطئ، الحسابات العملية كانت في شقين، الأول أن هناك من وعدنا بأن يلتزم خط التوازن والحياد ويحكّم ضميره ويعطينا فلم يحصل ذلك، بل صوّتوا للطرف الآخر بضغوط، والشق الثاني هو الضغط السياسي الحاصل، وفي النهاية فازوا هم بالمعركة وخسرنا».
من جهة أخرى، أعرب محمد شاكر، مرشّح المستقبل، عن استيائه لما حصل «لكونه يُسجّل للمرة الأولى في تاريخ رياضة السباحة»، وأضاف «لسنا مرتاحين ولا نحبّ هذه اللغة، لكن هذا هو وضع البلد بأسره من الرئاسة إلى مجلس النواب والدوائر كلها»، وتابع «نحن رياضيون قلباً وقالباً قمنا بمعركة رياضية، لكن أقول إنه بهذه الطريقة لا يمكن للسباحة أن تصل إلى بر الأمان واللعبة في خطر، وختم شاكر رداً على إمكانية الحسابات الخاطئة والمؤامرة التي قيل إنها حيكت على تيار المستقبل «هناك من له تأثير فاعل على الجميع ولكن لا أعرف ما حصل تحديداً ولا أريد أن أسمّي، لكنني أعرف ما قدّمه عادل يموت للسباحة، وأختم بسؤال واحد أتمنى أن يجيب عنه من نال أكبر عدد من الأصوات وهو: كم مرة حضر هذا العضو إلى جلسات اتحاد السباحة؟».
باختصار، حصل ما حصل، يجوز أن يقال عن حسابات خاطئة، عززّتها مؤامرة من الداخل كانت قد قطعت وعداً بالتصويت لفلان فصوّتت لغيره، وكانت النتيجة أن قدّم عادل يموت استقالته التي ما تزال حبراً على الورق ألى أن تنجلي الأمور أكثر فأكثر، فتجتمع بعض الأطراف، وقد يتنحّى أحدهم وتحصل هناك انتخابات فرعيّة فتعود الأمور إلى نصابها.
وفي الختام، ليس مستغرباً ما حصل، فهذه أجواء وأعراف رياضة لبنان التي دخلت عليها الأيادي السياسية والتفرّعات الحزبيّة، وحوّلت فيها، على أمل ألا تدفع السباحة ثمناً جديداً من الأثمان البشعة التي دفعتها اتحادات لبنانية أخرى. إشارةً إلى أن عملية توزيع المناصب من المتوقع أن تحصل في الساعات القليلة المقبلة، وكانت التركيبة السابقة مؤلفة من: مرسيل برجي (رئيساً)، محمد شاكر (نائباً للرئيس)، ميشال حبشي (أميناً للسر)، عصام علي حسن (أميناً للصندوق)، فريد أبي رعد (محاسباً)، سعيد جحا وعبود عيسى وغابي الدويهي وعادل يموت (أعضاء)، وهم يمثلون نوادي أكوا مارينا، المون لاسال، الرمال، ساتيليتي، النجاح، أوركا، الجزيرة، الرحاب وكولينا.


رأي

سلامة: أتمنّى ألا يدخلوا معي في المحظور!

من جهته، وبعد الذي نشرته إحدى الصحف اللبنانية في عددها الصادر أمس، في حق المحاضر الدولي جهاد سلامة، صرّح سلامة وفنّد قائلاً «بدايةً، لن أردّ على من لم يجرؤ على توقيع اسمه على المقال، وحين يجرؤ على ذلك سيستأهل ردّي عليه»، وتابع «أما بالنسبة لما حصل فأقول إن حساباتهم كانت خاطئة وليلوموا حلفاءهم لا جهاد سلامة الذي لم يُدخل السياسيين في المعركة كما فعلوا هم، وقد أخبرنا حلفاؤهم بأنهم أدخلوا السياسيين في هذه المعركة»، وختم «لقد دخلوا في المحظور حين أدخلوا المون لاسال في ما كتبوه، وأتمنى ألا يدخلوا في المحظور معي»، ليس جهاد سلامة من يُدخل السياسة في الرياضة، وليس جهاد سلامة من يلعب على الحبال، وليس جهاد سلامة الذي وافق على التوافق في الـ2007.

بيان عن بعض أندية كسروان وجبل لبنان

وكان قد صدر بيان أمس عن بعض أندية كسروان وجبل لبنان، انه وايماناً منه بالتغيير لا فيه مصلحة اللعبة وخلافاً لما ادعته بعض وسائل الاعلام بأن أندية بيروت «هي التي قامت بتحريك النوادي والضغط عليها لإحداث تغيير جذري في الاتحاد»، فلقد أصبح معروفاً لدى الرأي العام مدى التدخلات السياسية المباشرة وغير المباشرة للضغط على الاندية وتغيير موقفها، «وانطلاقاً من هذا الواقع ندعو الى تصحيح الخطأ حفاظاً على اللعبة».


أصدر الجزيرة بياناً جاء فيه «نظراً لما حدث في انتخابات السباحة وللخلل الحاصل في التركيبة الطائفية للاتحاد... قرر عادل يموت الاستقالة»