بعد أقل من عشرة أيام تنطلق بطولة لبنان في كرة القدم الـ 49، وفي المشهد، تبدو الملاعب جاهزة والأندية مدعّمة الصفوف، والجماهير غير متحمّسة، وأما الحكام، فهذا واقعهم...
إبراهيم وزنه
يفوق عدد الحكام في لبنان الـ120حكماً مصنّفين إلى درجات، أولى وثانية وثالثة، فيما يبلغ عدد الحكام الدوليين 14 (6 للساحة و8 للخطوط)، وبهدف تنظيم واقعهما أُلّفت لجان للحكام في جميع المحافظات، فيما تسيّر أمورهم، تعييناً وتوقيفاً وترقية من جانب لجنة الحكام الرئيسية،التي يرأسها الحاج محمود الربعة، الذي اعترف أخيراً «أنا دكتاتوري وأرفض المحسوبيات»، فيما كثيرون من الحكام لا يعترفون بأهليته في إدارة هذه اللجنة لاعتبارات فنية، ليعلّق أحدهم «بعمرو ما حمل صفّيرة».

مآخذ على الربعة واللجنة

يسجل المراقبون للحكام والتحكيم في لبنان ملاحظات عدة، منها:
ـــ وجود أكثر من 35 حكماً مصنّفاً درجة أولى، فيما يتولى 5 أو 6حكّام قيادة البطولة وهم: رضوان غندور، محمد منصور، طلعت نجم، بسام عياد، علي صباغ وأندريه حداد.
ولما سألنا الربعة عن إبعاد أكثر من 20 حكماً من الدرجة الأولى عن القيام بدورهم التحكيمي أجاب «نخاف عليهم ونعمل على حمايتهم، ولما تسمح ظروف المباريات بتعيينهم لن نتوانى عن ذلك أبداً».
واللافت أن «المهمّشين»، لم يعيّنوا حتى لقيادة مباريات درجة ثانية أو ثالثة.
ــ عدم انعقاد أي اجتماع للجنة الحكام منذ 4 أشهر، وحصر عمليات تعيين الحكام بشخص الربعة.
ــ ضرورة الالتفات إلى جهوزية الحكم الرابع، والسؤال المطروح: هل جميع المصنفين قادرون على قيادة مباريات درجة أولى؟
ــ خفض فارق الأجر بين الدرجة الأولى والثانية (150 ألفاً حالياً).
«لا يظننَّ أحدٌ أن أي مباراة ستكون خالية من الأخطاء»، بهذه العبارة علّق رئيس لجنة الحكام محمود الربعة على طبيعة عمل الحكام، مبدياً رضاه عن الأداء التحكيمي في الموسم الماضي بنسبة 80 في المئة، مشيراً إلى أن حصرية تعيين الحكام بشخصه مردّها «الخوف على التسريب»، مؤكّداً «الحكام جاهزون للموسم المقبل وامتحان اللياقة يوم الأحد المقبل سيكون الفيصل»، ليختم «المجريات وواقع المباريات يفرضان التأنّي في تعيين الحكام للمباريات».

الاستعدادات للموسم

انطلقت تمارين الحكام منذ أكثر من شهر، ومنهم مَن وصل الموسمين بعضهما ببعض، والحق يقال، بحسب معظم رؤساء اللجان في المحافظات، إن الحكام جاهزون للموسم على أحسن ما يرام، وعلى أهبة الاستعداد لخوض امتحان اللياقة البدنية، يوم الأحد المقبل، تحت إشراف اللجنة والدينامو الفني فيها حيدر
قليط.

أجور الحكام

يتقاضى حكم مباراة الدرجة الأولى الرئيسي 250 ألف ليرة والمساعد 200 ألف والرابع 150 ألفاً، أما حكم الدرجة الثانية فيتقاضى 100 ألف و75 ألفاً للمساعد و50 ألفاً للرابع.
ختاماً، لا بد من الإشارة إلى أن قطاع التحكيم في لبنان قوي بجدارة حكامه وإخلاصهم، ولا ينكر أحد بأن المحسوبيات والتعاطي المناطقي والطائفي، أمور تتحكمّ في التعيينات، فيما المحصّلة تؤكد أن الحكم اللبناني جيد، لكن إدارة القطاع التحكيمي ليست على قدر الآمال، فيبقى التألّق للحكام والتسلّط من شيم أصحاب القرار الإداري.


مؤهلات الحكام

«التمتع بشخصية قيادية، والتعاطي مع المباريات بعدل وحيادية، والسمعة الطيبة والنزاهة في الأداء». ورسالة الحكم رضوان غندور الى زملائه: «أن يبحثوا عن المتعة في المباراة كحال اللاعبين، وأن يتكاتفوا لحماية بعضهم، وإجراء التقويم الذاتي لأدائهم قبل الاستماع إلى تقويم الآخرين، فالمهم راحة الضمير».