لا يلبث فصل الصيف أن يطلّ على اللبنانيين حتى تراهم ينتشرون على الشواطئ والمسابح هرباً من الحرّ. لكنّ ثمة عدداً كبيراً منهم يجد في رمال الشاطئ متنفّساً ليمارس هوايته الرياضية المفضّلة
حسن زين الدين
تختلف اهتمامات رواد البحر بين عدد من الرياضات الصيفية، وذلك بحسب إمكان توافرها. وبينما قد يلقى هؤلاء صعوبة في ممارسة هواياتهم المفضّلة في المسابح نظراً لصغر شواطئها أو غياب ملاعبها، أو لعدم قدرة البعض أصلاً على ارتياد هذه الأماكن لارتفاع بدلات الدخول، فإن شواطئ الساحل اللبناني أو ما اصطلح على تسميتها بين العامة « السان بلاش»، باعتبارها مجانية، تمثّل فسحة جيّدة لممارسة الرياضات الصيفية على أنواعها.

بين الصفراء والبيضاء

اعتاد جهاد في كل صيف أن يرتاد شاطئ الرملة البيضاء. يعشق جهاد (24 عاماً) البحر، لكن مسيرته البحريّة لا تكتمل إن لم يصطحب في حقيبته مضربين وطابة صفراء، ليلعب التنس مع صديقه وتحديداً لعبة «الباليتّ».
ويلفت جهاد إلى أن هذه اللعبة هي من الرياضات الأشهر التي يمارسها اللبنانيّون على الشاطئ، ويشرح «قواعد اللعبة تتمثّل في قيام اللاعبَين بتبادل الكرة بينهما لفترة، ومن ثم تتحوّل إلى ضربات قوية (كبسات) وعلى المتلقي صدها ليمنع تسجيل النقاط عليه»، ويضيف «قد تُلعب أحياناً بين فريقين من لاعبين اثنين». وهو يجد في هذه الرياضة متعة وفائدة بدنية، كما «أن الحركة والمجهود اللذين نبذلهما خلال اللعب، يرفعان من درجة حماوة الجسد فنكسب بالتالي لون «برونزاج» مميّزاً».
بين شاطئ الرملة البيضاء في بيروت وشاطئ صور، ثمّة كيلومترات ثمانون تفصل بين المدينتين. لن يختلف مشهد الشاطئ كثيراً، لكن الطابة الصفراء الصغيرة الحجم في بيروت، ستصبح بيضاء اللون وأكبر حجماً في صور. هي كرة القدم، التي يعشق حسام مزاولتها على الشاطئ.
حسام (18 عاماً) الذي يتردد صيفاً بين بيروت وقريته القريبة من صور، يفضّل لعب الكرة مع أصدقائه على شاطئ البحر «لأن كثيراً من المسابح يمنع لعب الكرة لعدم إزعاج روّاده» يقول حسام، ويردف«لعب الكرة على الشاطئ ممتع لأنه يساعدنا على القيام بمهارات وحركات أكروباتية مثل « الدبل كيك» لا نستطيع القيام بها على الملاعب العادية»، لكن ما يزعج حسام وأصدقاءه هو «سخونة رمل الشاطئ فنهرول مسرعين إلى المياه لتبريد أرجلنا».
وتجدر الإشارة إلى أن لعب كرة القدم على شاطئ البحر له فوائد كثيرة بحيث يُكسب الجسم لياقة بدنية وقوة تحمّل، جرّاء ثقل حركة القدمين على الرمل، وثمّة أندية كرة قدم تُجري تمارين للاعبيها على الشاطئ تحضيراً للموسم الكروي.

صيفاً ... شتاءً
بالعودة إلى شاطئ الرملة البيضاء، فإن محمد (29 عاماً) يحبّذ ممارسة رياضة فردية لا تحتاج إلى كرة و«مواد أوّلية» أخرى، وهي رياضة العَدْو. حيث يعتمر محمد قبعته، ويبدأ بممارسة هوايته ذهاباً وإياباً على طول الشاطئ، ولفترات طويلة، وهو يرى في رياضة العَدْو «فائدة صحية على الجسم، كما أنني أكسب اسمراراً جميلاً». محمد لا يشعر بالملل لممارسة هذه الرياضة دون شريك «إذ إن سمّاعات الجهاز الموسيقي لا تفارق أذنيّ وهي تفي بالغرض». وليس بعيداً عن الشاطئ، فإن «كورنيش المنارة» يضيق بممارسي هذه الرياضة، صيفاً وشتاءً.
تختلف هوايات جهاد وحسام ومحمد في الرياضة الصيفية التي يحبّذون ممارستها على شاطئ البحر، لكن ثمّة رياضة تعدّ صيفية بامتياز، يتّفق عليها الثلاثة ويمارسونها، ألا وهي...
السباحة.


«بيتش سوكر»

بطولة لبنان هذا الشهر

بعيداً عن الهوايات الشاطئية التي يمارسها المواطنون، فإن لعبة كرة القدم تعدّ من أبرز الألعاب الشاطئية على مستوى البطولات، وقد توّجت البرازيل أواخر الشهر المنصرم بطلة للعالم .
في مسابقة «البيتش سوكر» في لبنان يشير رئيس لجنة الصالات في الاتحاد اللبناني لكرة القدم سمعان الدويهي إلى أن هذه اللعبة تأخذ منحىً سياحياً واستعراضياً في لبنان كما في باقي الدول، وقد أوكل الاتحاد مهمّة تنظيم البطولة إلى شركة تُعنى بتنظيم مسابقات رياضية كانت قد اشترت حقوق التنظيم لمدة ثلاث سنوات بدءاً من الموسم الماضي، وستُنظّم البطولة الثانية بين 16و28 آب الحالي على الشاطئ الرملي لمجمّع «هوليداي بيتش» السياحي (ذوق مصبح)، والمشاركة فيها متاحة أمام من يرغب من أندية ومؤسسات وجمعيات رياضية.
ويشير الدويهي إلى أن منتخب لبنان في اللعبة سيُؤلّف وفقاً للبطولة الشاطئيّة وهو مدعوّ للمشاركة في بطولة الكرة الشاطئية في الألعاب الآسيوية التي ستنظّمها إندونيسيا في شهر تشرين الأول المقبل.