سينتقل صراع الديوك في ملاعب الكرة الصفراء بين «الماتادور» الإسباني رافائيل نادال والسويسري روجيه فيديرر إلى أروقة العاصمة الصينية بكين عندما يحملان لواء بلديهما بحثاً عن الميدالية الذهبية
يأمل الإسباني رافايل نادال، الذي سيتربع على عرش التصنيف العالمي للاعبي كرة المضرب في 18 الجاري، أن يتخطى عامل الإرهاق من أجل مواصلة تألّقه، وبالتالي الظفر بالميدالية الذهبية خلال أولمبياد بكين. وانضم نادال بعد ساعات معدودة على وصوله إلى العاصمة الصينية إلى غريمه السويسري روجيه فيديرر ومواطنه طومي روبريدو، وخاض مع الأخير بعض التمارين الخفيفة على أمل أن يتخلّص من الإرهاق الذي يعانيه قبل انطلاق المنافسات الأحد المقبل.
ويقدم نادال أحد أفضل مواسمه، ما سيسمح له بخطف صدارة التصنيف العالمي بعد أسبوعين، ليتخلّص النجم الإسباني من عقد الحضور في ظل غريمه السويسري، حيث كان المصنّف ثانياً لمدة 159 أسبوعاً متتالياً، فيما فيديرر يتربع على عرش الكرة الصفراء منذ 236 أسبوعاً، وهو إنجاز لم يسبقه إليه أي لاعب في السابق.
وتفوّق نادال على فيديرر في مواجهتين من العيار الثقيل، وذلك في نهائي بطولتي رولان غاروس التي توّج بلقبها الإسباني للعام الرابع على التوالي، وبطولة ويمبلدون البريطانية التي نال لقبها للمرة الأولى في مسيرته.
وأثبت نادال الذي يعدّ «ملك» الملاعب الترابية، أنه في قمة عطائه هذا الموسم، وخصوصاً بعد نجاحه في الظفر بلقب ويمبلدون على الملاعب العشبية، وهو، خلافاً للمواسم السابقة، يبدو أكثر جاهزية للنصف الثاني من الموسم، لكن يبقى الهاجس الأساسي للاعب الإسباني عامل الإرهاق.
ويعدّ نادال اللاعب الأكثر رشاقة في الملاعب حالياً، وعليه أن يحافظ على هذه السمعة إذا ما أراد الظفر بالذهب الأولمبي.
وفرض نادال نفسه الأفضل في 2008، لأنه يملك ببساطة أفضل سجل بعد فوزه بسبعة ألقاب وتسطيره 64 فوزاً مقابل 8 هزائم فقط، وهو تفوّق بوضوح على غريمه فيديرر الفائز بلقبين فقط هذا الموسم وفي 44 مباراة من أصل 55، لكن هذا الواقع يعني أن نادال لعب 17 مباراة أكثر من غريمه (72 مقابل 55).
والمفارقة أن المصنّفين الثلاثة التالين في التصنيف العالمي والمشاركين في الأولمبياد أيضاً، الصربي نوفاك ديوكوفيتش الثالث والروسي نيكولاي دافيدنكو الرابع والإسباني دافيد فيرر الخامس لعبوا 55 مباراة أيضاً هذا الموسم، ما يعني أن لا أحد من هؤلاء اللاعبين قدّم أكثر من نادال هذا الموسم على الصعيد البدني.
ومع وجود عوامل الحرارة المرتفعة والرطوبة والتلوّث البيئي الذي قد يؤثر في أداء جميع الرياضيين، فمن المرجّح أن يكون نادال مطالباً باستعمال «مخزونه» الإضافي، وإلا سيتبخّر حلمه الأولمبي باكراً.