وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة وحضور سياسي واسع افتتحت الصين الألعاب الأولمبية في الاستاد «عش الطير» بعرض باهر شارك فيه 14 ألف شخص اندمجوا بشكل لوحة مرسومة مع الأضواء والملابس المختلفة
بكين ـ شربل كريّم
تجمهر الآلاف منذ ساعات الصباح الأولى أمام ملعب «عش الطير» لضمان وصولهم قبل قطع الطرقات مع توافد رؤساء الدول وممثّليها، وقد أُقفلت المعابر بإحكام لمنع أي خرق يعكّر صفو الحفل، وخصوصاً بعد التهديدات الإرهابية حتى للمصالح الصينية في الخارج، إضافةً إلى التظاهرات محلياً وفي بلدان آسيوية مجاورة.
أطلقت الألعاب النارية الشرارة الأولى لحفل الافتتاح على وقع ضربات قارعي الطبول الذين قدّموا استعراضاً صاخباً، قبل أن ترتفع آهات الجماهير مع تحليق شعار اللجنة الأولمبية الذي يمثّل بحلقاته الخمس القارات، ثم عادت الألعاب لتزيّن سماء العاصمة الصينية بكين عقب إنشاد 56 شخصاً يمثّلون 56 إثنية ومعهم الرئيس هو جينتاو النشيد الوطني الصيني.
وعلى لحن أنغام كلاسيكية صينية، استعاد راقصون حقبة الزمن الغابر ورسموا بأجسادهم على الورق القديم بالحبر الصيني الشهير وتبعهم دخول حاملي كتب من القصب، ثم تواصلت بعدها العروض الفنية التي حبست الأنفاس لشدّة روعة الرقصات والموسيقى واخترقتها فكرة الفيلسوف العظيم كونفوشيوس عن الحياة «التناغم ثمين». كما أبهر عازف البيانو لانغ لانغ الجميع بعرض موسيقي رفيع بمشاركة فتاة لا تتجاوز الخامسة من العمر بنى من بعدها 1000 مؤدٍّ مجسّم «عش الطير» بأجسامهم المزيّنة بأضواء مختلفة الألوان.
وجسّد آخرون مبدأ الفلسفة الصينية القديمة في الفنون القتالية الصينية مظهرين علاقة الإنسان بالطبيعة، ثم عبّر أطفال عن فكرة حماية البيئة التي تدخل أيضاً ضمن وحدة الإنسان مع عناصر الطبيعة.
وبعد انتهاء الاستعراض الفني بدأ استعراض البعثات، وكان أولها بعثة اليونان التي استضافت فعاليات الدورة السابقة في 2004، وآخرها البعثة الصينية، وتلا العرض إيقاد الشعلة من جانب بطل الجمباز السابق لي نينغ، وقد كشف عن اسمه بعد بداية الحفل بوقت قصير، ويعدّ بطلاً قومياً في الصين بعد فوزه بثلاث ذهبيات، إضافة إلى ميداليتين فضيتين وبرونزية في لوس أنجلس 1984.
النقطة السلبية الوحيدة كانت قبل دخول البعثات إلى أرض الملعب الكبير، إذ كشف رئيس الاتحاد اللبناني لكرة الطاولة سليم الحاج نقولا «للأخبار» أن المنظمين وضعوا البعثات في قاعة ضيّقة لا تتسع للكمّ الهائل من الإداريين والرياضيين الذين جاؤوا للمشاركة في الحفل «عشنا ظروفاً صعبة وسط حرارة مرتفعة بسبب حشد عدد كبير من الأشخاص في قاعة غير مناسبة بدا كأنه لا تبريد فيها، والأسوأ في الموضوع أننا حملنا الرقم 198 للدخول من أصل 204 دولة مشاركة (استبعدت اللجنة الأولمبية الدولية بروناي لعدم تسجيلها أي رياضي أو رياضية للمشاركة في المنافسات)».
وأكد الحاج نقولا أن كل الأمور على ما يرام في ما خصّ إقامة البعثة اللبنانية في القرية الأولمبية «والجميع يدأب على خوض التمارين بجدّية تامة»، كاشفاً أن وزير الشباب والرياضة طلال أرسلان سيحضر إلى العاصمة الصينية لحضور الحفل الختامي.
إذاً، بعد سبع سنوات من التحضير حققت الصين حلمها، آملةً أن تبقى الكوابيس بعيدة عنه حتى 24 الجاري يوم ختام الألعاب التي ستقدّم 302 ميدالية ذهبية في 28 نوعاً من الرياضة.


التحية مميّزة للعراق

قوبل دخول الوفد العراقي المشارك بوابل من التصفيق من الجمهور الغفير. وسمحت اللجنة الدولية للعراق بالمشاركة قبل أيام من انطلاق التظاهرة الرياضية. وضم الوفد العراقي حمزة حسين (التجذيف) الذي حمل العلم وزميله حيدر نوزاد، والعداءة دانة حسين وحيدر ناصر (رمي القرص).