تقترب الصين من تحقيق الحلم الذي عملت له سنوات طويلة، وهو التحوّل إلى القوة الأعظم رياضياً وإسقاط الولايات المتحدة عن العرش المذهّب مع بدء العدّ العكسي لاختتام الأولمبياد
بكين ـ شربل كريّم
لم تدخل بلاد المليار نسمة يوماً الألعاب الأولمبية بخجل، بل إنها أصرّت دائماً على ترك طابعها الخاص، وجاءت استضافتها هذه بهدف تظهير نتائج مجهود مشروع طويل له أهداف متعددة لتبرزها إلى العالم بصورة مغايرة عن تلك التي تسوّقها وسائل إعلام الغرب على خلفيات سياسية. إلا أن صناعة الأبطال المحليين منذ الصغر لم تكن بأيدٍ وطنية صرف، إذ إن ملوك التصدير استعانوا بالخارج مستوردين المدربين الأجانب لإضفاء لمسة خاصة على «إنتاجاتهم» الرياضية، فكان هؤلاء عنصراً أساسياً في النجاح الباهر.
وفي قراءة للوفد الصيني يظهر أن 38 مدرباً من 16 بلداً مختلفاً يعملون معهم في 17 نوعاً من الرياضات، بوسائل تدريبهم المتطوّرة في عالم الرياضة التي أثّرت كثيراً في تخطّي الصين لرقمها الأعلى في الميداليات الذهبية.
ولعل أشهر هؤلاء المدربين الأجانب الناجحين هنا، الأوسترالي دينيس كوتيريل مخرج إحراز السباح زانغ لين ميدالية فضية، رغم أن الصين لم تعرف مجداً في الأحواض المائية، وقد أشرف كوتيريل على لين منذ 2007، وهو درّب سابقاً بطل المسافات الطويلة مواطنه غرانت هاكيت، أضف الجلبة التي أثارها الأوستراليون بشأن بيع مدرب السباحة جيسيكا تشيبر «أسرار المهنة» إلى الصينيين، فكانت النتيجة فوز ليو زيغه بذهبية 200 م فراشة برقم قياسي عالمي فيما حلّت أوستراليا ثالثة.
كما بدت لمسات الفرنسي كريستيان باور في انتصار زونغ مان في سلاح الحسام، فكانت ثاني ذهبية للصين في المبارزة خلال 24 عاماً...
وإذ يبقى فضل الآتين من أوروبا وأميركا وأوستراليا في الظل بسبب حبّ الصينيين تلمجيد كل ما هو وطني، تشير الإحصاءات إلى أن الصين أرسلت 2547 مدرباً إلى 123 دولة منذ عام 1957، وأكثر هؤلاء حملوا معهم أفكارهم في الرياضات التي اشتهرت بها البلاد، أمثال كرة الطاولة والغطس والبادمنتون.
ورغم مجهودات المدربين الأجانب، تُحسب للصينيين عزيمتهم في المواظبة على التمارين الشاقة منذ سنّ صغيرة، حتى إن بعض الأهالي ينتظرون بلوغ أطفالهم سن الرابعة لتسجيلهم في برامج تدريبية رياضية لتحضير أبطال للمستقبل تماماً كما أُسّس ليو جيانغ منذ سن الثانية عشرة ليصبح بطلاً أولمبياً وعالمياً في سباق 110 م حواجز، لذا ليس مستغرباً حضور الصينيين في الرياضات الـ 28 المدرجة حالياً.
الأميركي مايكل فيلبس ذوّب الأرقام القياسية في «مكعب المياه»، والجامايكي أوساين بولت قال للجميع الحقوا بي إذا استطعتم، أما الصين، فهي تزيد ميدالياتها المختلفة يوماً بعد يوم بأسلحة سرية أكثر منها علنية.
إنها عجائب أولمبياد بكين 2008 الذي لا شكّ في أنه سيبقى في الذاكرة لفترة طويلة وطويلة جداً.


خروج الجزائريّين شادي ووطاح

خرج الملاكمان الجزائريان عبد القادر شادي ونوفل وطاح، أمس الاثنين من الدور ربع النهائي لوزني 57 كلغ و51 كلغ على التوالي في منافسات الملاكمة ضمن دورة الألعاب الاولمبية المقامة حالياً في بكين. وخسر شادي أمام التركي يعقوب كيليج بالنقاط 6-13، ووطاح أمام الأوكراني فياتشيسلاف غلازكوف بالنقاط أيضاً 4-10.