حين ينوي مدرب باريس سان جيرمان لوران بلان الثأر من مدرب تشلسي البرتغالي جوزيه مورينيو، وحين تكون أرض «ملعب الأمراء» ميداناً مجهزاً جماهيرياً، وتهدر أصواتها قرب لاعبي تشلسي، يظهر حجم الإنتصار الكبير الذي أراده الباريسييون مِن من أخرجهم الموسم الماضي.لم ينجحوا في ذلك، وانتهت المباراة بينهما 1-1 في ذهاب الدور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، ليحصل مورينيو، أدهى المدربين، ولاعبوه، متصدرو الدوري الإنكليزي، على تعادل إيجابي.
كانت المباراة ندية بين الفريقين وتكتيكية بين المدربين. بدأت قوية من جهة الباريسيين، وظهر ما جهز له بلان. كرات عرضية عديدة، برزت سريعاً في الدقيقة العاشرة عبر الأوروغوياني إدينسون كافاني، الذي أوصل الكرة الى رأس بليس ماتويدي وحولها نحو المرمى، لكن سرعة ردّ فعل الحارس البلجيكي تيبو كورتوا كانت حاضرة، تلتها كرة عرضية أخرى على رأس السويدي زلاتان ابراهيوفيتش، ليصدّها كورتوا ويثبت أنه عند حسن ظن المدرب والجماهير.

ظلَّ الوضع قائماً على ما هو عليه بضغط باريسي حتى الدقيقة 25، إذ تسلّم البلجيكي إيدين هازارد الكرة ودخل بها منطقة الجزاء ليلعبها عرضية، لكن الحارس الإيطالي سلفاتوري سيريغو تسلّمها بسهولة.
مرة أخرى حاول كافاني في الدقيقة 34 التسجيل عبر كرة رأسية، ليقف كورتوا رجل المباراة دون منازع، في المكان المناسب، ويمسك بها.
تألق كورتوا
وكان رجل المباراة دون منازع لصده عدة أهداف محققة

بعدها بدقيقتين باغتهم تشلسي، وصمتت الجماهير لحظات معدودة، إذ وصلت الكرة إلى غاري كاهيل من كرة عرضية، ليمررها بالكعب الى الصربي ماريسلاف إيفانوفيتش الذي وضعها في الشباك برأسية قوية.
حاول الباريسييون العودة، لكن سداً منيعاً وقف أمام كورتوا.
بداية الشوط الأول كان الصراع كبيراً في وسط الملعب، وكان مورينيو قد أمر لاعبيه بالضغط دائماً على محرك سان جيرمان الإيطالي ماركو فيراتي، لذلك كانت المنافسة لفريقين. أما في الشوط الثاني فقد اختفى كل ذلك، ورأى بلان أنه يحتاج إلى أن يسجل قبل الذهاب الى ملعب الـ«بلوز».
كثف سان جيرمان الهجوم لينتج من ذلك هدف سريع في الدقيقة 54، عبر كافاني الذي حول برأسه عرضية ماتويدي الى هدف. 1-1 النتيجة، والباريسييون لم يهدأوا. استغلوا كل الاحتمالات: كرات بينية وعرضية وركلات الحرة، لكن كما هو معلوم، يصعب اختراق جدار بـ11 لاعباً يقف خلفه حارس رائع.
كان مورينيو صريحاً قبل المباراة حين قلل من أفضلية فريقه في المباراة لإخراج تشلسي الفرنسيين الموسم الماضي من البطولة، ومدركاً ما ينتظره، إذ إن ابراهيموفتش ورفاقه أبقوا على ضغطهم حتى الدقيقة 90 حين صدّ كورتوا هدفاً محققاً برأسية قوية لإبراهيموفيتش.
لم ينجح لاعبو بلان، ما أعطى تشلسي الأفضلية الكبيرة، إلى حين موعد لقاء الإياب في «ستامفورد بريدج».

شاختار ـ بايرن

انتهت المباراة بين شاختار الأوكراني وضيفه بايرن ميونيخ الألماني في الدور ذاته، بالتعادل السلبي 0-0. وكان الفريق البافاري صاحب الأفضلية في الشوط الاول حيث تراجع المضيف الى الدفاع. أما في الشوط الثاني، فقد تحسن أداء شاختار بعض الشيء من دون فائدة أمام بايرن الذي تعرض لاعبه الاسباني تشابي الونسو للطرد في الدقيقة 65.

مباراتا الليلة

تفرض نتيجة دور الـ16 في الموسم الماضي، بين ريال مدريد الإسباني وشالكه الألماني والتي كانت حصيلتها 9-2 لبطل أوروبا، نفسها بقوة عندما يحل الليلة (الساعة 21,45 بتوقيت بيروت) الأول ضيفاً على الثاني في تجدد المواجهة بينهما في نسخة هذا الموسم.
لكن لاعب الوسط الالماني للريال، طوني كروس، حذّر من التهاون مع أبناء بلده رغم تعرضهم في المواجهة السابقة على ملعب «فيلتنس ارينا» لأقصى هزيمة في تاريخهم على أرضهم (6-1).
ويعود الى تشكيلة الملكي الازرق مهاجمه الهولندي كلاس يان هونتيلار بعد غيابه عن آخر مباراتين في الدوري بسبب الايقاف.
وفي المباراة الثانية التي تقام في التوقيت عينه، يبحث بازل السويسري عن الوصول الى ربع النهائي لأول مرة في تاريخه بقيادة المدرب البرتغالي باولو سوزا الذي سيستقبل فريق بلاده بورتو حامل اللقب مرتين. ويحتاج سوزا، لاعب الوسط الدفاعي المميز الذي حمل ألوان بنفيكا، غريم بورتو، سنتين ومنتخب البرتغال في 51 مباراة، الى قلب سجل بازل السيّئ أمام الفرق البرتغالية، إذ لم يفز سوى مرتين في 10 مباريات على أرضه.