strong>كرة لبنان على عتبة موسم جديد، بعدما أعلن الاتحاد اللبناني برنامج بطولاته الرسمية، وأعلن استكمال ولايته حتى آب 2009 بحسب قواعد الفيفا، ما يفرض على وزارة الشباب والرياضة تعديل مواد معنيّة بهذا
موسم كرة القدم في لبنان ينطلق بكأس النخبة أوّلاً، الأربعاء، تليه في أيلول بطولة الدوري ثم بطولة الكأس. الفرق المعنيّة بدأت تحضيرها بما تيسّر، الفريق الذي يأتيه مال يشتري لاعبين والذي يحتاج يبيع الأفضل ليصمد، ونصف النوادي ما يزال يبحث عن سبل لبقائه في الأولى، ولاعبون أجانب يروحون ويجيئون ويكلّفون كالعادة. والعهد والمبرة والصفاء والأنصار سيمثلون لبنان عربياً وآسيوياً، ولجنة اتحاد اللعبة باقية لموسم جديد... بانتظار جديد قد لا يأتي. حركة كروية عامة تشبه تماماً حركة الموسم الماضي تقريباً في كل شيء، فما هو الجديد إذاً في الموسم الجديد المرتقب؟
جواب أول: ستفتح أبواب الملاعب مجدداً أمام الجمهور، بعد إغلاقها لموسمين. والسؤال: وهل سيعود الجمهور؟ كيف ولماذا، وهل سينجح الموسم؟ المسألة يلزمها فحص وتحليل وتقويم لمعرفة تفاصيل الواقع المتخلف لوضع سبل تطويره.
الموسم الماضي
يقال مرّ الموسم بسلام، رغم تراجع مستويات جميع فرق المقدمة، وخصوصاً الأنصار والنجمة، فخرجا بلا ألقاب رغم الأكلاف الباهظة (حوالى 3 ملايين دولار). وخطف العهد لقب الدوري والمبرة لقب الكأس بأفضلية نسبية. وواصل الصفاء تمثيل لبنان آسيوياً بجهد نسبي أيضاً... وهناك صور أخرى:
جميع النوادي خسرت مادياً دون أن تجني شيئاً (أكلاف الموسم قاربت ستة ملايين دولار)، ومستويات اللاعبين الأجانب في معظمها بين فاشل ومتواضع... كالعادة. وغاب الجمهور خارج الأبواب المغلقة وهجر معظمه، وبات من الصعب إعادته. وغادر لاعبون للاحتراف في الخارج دون إذن من نواديهم لغياب القوانين الضابطة لذلك (محمد قصاص إلى سوريا، وهيثم زين إلى البحرين، وحالياً محمّد غدار إلى الإمارات). وظهر منتخب لبنان الأول المظلوم بصورة باهتة في التصفيات الدولية، بعدما غابت التحضيرات المناسبة له، فاستقال جهازه الفني والإداري... مع الشكر. وفي الاتحاد اللبناني، بات واضحاً تعايش رأسي اللعبة صورياً لاستكمال الولاية عاماً آخر إلى حين تهبط قرارات المراجع العليا على انتخابات أو توافقات مشؤومة. هذا ما شهده الموسم الماضي، فماذا سيحمل الموسم الجديد؟

لا تقويم ولا مراجعة!

أوّلاً، ألا يستأهل كل ذلك وقفة تقويم ومراجعة، من الاتحاد أو النوادي أو الجمعية العمومية وصولاً إلى الإعلام الرياضي؟ أم أن هؤلاء يرون كل شيء تمام التمام؟ ولذلك يكملون شغلهم وولاية إداراتهم وإنجازاتهم العظيمة في هذه اللعبة الشعبية سابقاً؟
ببساطة، المشكلة تكمن في غياب تحديد الجهات المسؤولة ومراقبتها ومحاسبتها.
فاتحاد اللعبة مش فاضي، وإدارات النوادي مشغولة بحالها وأحوالها، والجمعية العمومية أشبه بأفراد مجلس الشعب، مجرد شلل وأرقام مربوطة، والإعلام الرياضي موزّع على إشارات المراجع السياسية ــــ الطائفية والشخصانية النافذة... وقليل يحاول بحريّة. إذاً، من يحاسب من؟ ومن أين يبدأ العلاج؟ وما هو دور وزارة الشباب والرياضة في هذه الدائرة المغلقة؟.
الموسم الجديد على الباب، وباب الإصلاح مغلق، وأبواب الملاعب ستفتح للجمهور ولكن على عدد بسيط جداً (نكرر لن يتجاوز الخُمس)، وخسائر النوادي ستزيد لأنها هي ستدفع أكلاف الملاعب والحكام (كان الاتحاد يساعدها).
ولا شيء يدل حتى الآن على أن مستويات الفرق ستكون أفضل. وصورة المنتخبات الوطنية وأجهزتها غامضة.
ولا ضوابط جديدة لعقود اللاعبين، ولا لضبط خروجهم من نواديهم للعب في الخارج، ولا مقياس للتعاقد مع اللاعبين الأجانب.
ولا سقف محدداً يضبط أسعار اللاعبين ويناسب مصلحة النوادي واللاعبين.
كل هذا واضح، وأعضاء الاتحاد مشغولون بأحوالهم وأوضاعهم بين موجود بالقوة، وقرفان ينتظر الخلاص، وطامح يريد حق العودة، وآخرين ينتظرون قرارات المراجع السياسية في وقت يشكو فيه الجميع من تشابك السياسة والرياضة! وتصرخ اللعبة من ركلها ورفسها وإهانتها.
وتبقى وزارة الرياضة تبحث عن دورها الحقيقي في هذه الغابة.
ورغم كل شيء يتحفّز كثيرون لدخول جنّة الاتحاد ولو عبر بوابات أو دهاليز السياسة المرفوضة أصلاً وشكوى، فيما يرشح أكثر أن المراجع ستفرض مجدداً «التوافق» المرّ، وهو تجميع أسماء محسوبين من هنا وهناك وهنالك، يجتمعون في صورة واحدة ليتخاصموا على اللعبة الشعبية بوسائل وخطط ماكرة فيما تغيب برامجهم لتطوير اللعبة ولو شبراً واحداً، ويبقى أهل الاختصاص والكفاءة خارج دائرة الانتخابات الحرة السليمة.
واقع متخلّف مشربك ومخزٍ تتجاهله الغالبية، أو لنقل تعرفه، ولكنهم يزحفون جبراً نحو موسم جديد... كل ما فيه عتيق.
(الأخبار)


التضامن والأهلي يفتتحان ملعب حناويه