علي صفا نزلت ستارة أولمبياد بكين بعد 16 يوماً من لقاء أبطال 205 دول تعارفت وتبارت في ظل شرعة هي الأرقى على الأرض.
نزلت الستارة وعلت صورة الصين عملاقة، تصدّر اسمها بـ51 ذهبية بفارق كبير عن أميركا اللاهثة خلفها، وعن منافسيها المشدوهين بالغيرة. وتحطمت أرقام عديدة، في ملاعبها الباهرة، وتكسرت صورة قوى أميركا في مسابقات السرعة وسقطت عصاها فتراجعت. تراجع القطب الواحد أمام الأقطاب العائدة بقيادة الصين وجمايكا وحلفائهما. عاد العرب بغلّة أقل وخسارة في رأسمال الميداليات: من 14 في سيدني 2000، إلى10 في أثينا 2004، إلى 8 في بكين.
تراجعت مستويات أبطال المغرب العربي في القوى والملاكمة خصوصاً، لولا التونسي الملولي والمغربية حسناء والجزائريان ثريا وعمار، ودخل السودان والبحرين لأول مرة عبر العداءين أحمد إسماعيل ورشيد رمزي، فيما تعزّت مصر ببرونزية وحيدة لهشام مصباح!
وعادت بعثة لبنان خلسة عبر كواليس المطار، فارغة مع سلة تبريرات جاهزة عتيقة «نتائجنا الخجولة تأثرت بسوء الظروف الداخلية». ويجيء الرد من كابول: «أفغانستان أحرزت ميدالية»!
وقد يقول البعض: «المهم المشاركة» حسب المبدأ الأولمبي، والجواب: «نعم مشاركة، ولكن مع تحضير مشرّف... لا مقرف».
وداعاً أولمبياد الصين العظيم الذي لا ينسى، وأهلاً ببعثات العرب المهزومة بمراجعها، وبعثة لبنان من رحلتها ليدخل مسؤولوها الكرام إلى وحول الداخل لخوض انتخابات العودة... من جديد!