ابراهيم وزنة حسين ياسين، وجه إعلامي رياضي، من بوّابة المنار انطلق إلى الفضاء الرياضي الأرحب، وقاده نجاحه المحلي إلى الاحتراف المهني ليحط في قناة الجزيرة الرياضية، التي نقلت مباريات كأس أوروبا الأخيرة، فماذا عند ياسين ليقوله عن تجربته؟

بداية، ما هي الخطوات التي سرتها بهدف تطوير أدائك المهني؟
- أولاً، الاعتياد على مخاطبة الجمهور باللغة العربية الفصحى، ثم الاعتياد على الوجود مع فريق عمل متخصص ضمن مؤسسة محترفة لها سمعتها الكبيرة، ما يعني أنك تحت مجهر الرقابة والمحاسبة، وهذا يزيد من حجم المسؤولية، إضافة إلى السعي الجاد لتطوير الأداء الإعلامي من خلال متابعتي الدائمة للأحداث الكروية ومراقبة المميزين في مجال عملي من العرب والأجانب.

حالياً، أين تنصبّ اهتماماتك لتحقيق المزيد من النجاح الإعلامي؟
- بداية، أحب أن أوضح أنه لا أحد يستطيع أن يحكم على نجاحه أو فشله، فالجمهور المتابع هو الحكم، ولكني ومن منطلق اكتسابي بعض الخبرات في مجال عملي، تأكّد لي أن الإعلام المتخصص هو مستقبل الإعلام، فوجودي في الدوري الإيطالي لكرة القدم لا يسمح بمتابعة بطولات كروية أخرى، فما بالك بمتابعة ألعاب أخرى، علماً بأنني في إيطاليا، محل إقامتي، أعمل بين 8 و12 ساعة يومياً، وتتضمن متابعتي المهنية، مشاهدة البرامج المتخصصة بكرة القدم والمقابلات وقراءة الصحف والقيام بجولات على الأندية محور
عملي.

بصراحة، هل أنت راضٍ عمّا وصلت إليه أم إنك تسعى نحو الأفضل، وكيف السبيل لذلك؟
- عن الإمام علي (ع) «أضرّ الأمور بالإنسان، رضاه عن نفسه»، فالرضى عن النفس، هو بمثابة عائق أمام التطوير نحو الأفضل، لذا أحاول باستمرار أن أطوّر نفسي، وذلك من خلال مراجعة العمل الذي أقوم به ومواكبة كل جديد على الصعيدين المهني والتكنولوجي.

بالأمس عدت من تجربتك الأبرز، حيث تابعت ميدانياً فعاليات كأس أوروبا (في سويسرا)، ماذا أفادتك هذه التجربة، وماذا تقطف منها؟
- بالنسبة للاستفادة، فقد تابعت أكبر حدث كروي منذ بداية مسيرتي المهنية، وعشت الاحتراف الإعلامي بكل جوانبه وحيثياته (16 ساعة على الأرض). ومن الملاحظات الإيجابية على ما شاهدته، أسجّل الآتي: الأجواء الرائعة (المواكبة الجماهيرية)، والتنظيم الدقيق، ولا شك بأن الحضور في الملعب مختلف تماماً عن المتابعة عبر التلفزيون، وعلى الصعيد الشخصي، حققت أمنية لطالما حلمت بها. وفي الجانب السلبي، لفتني عدم تفاعل الشعب السويسري مع بطولة كبيرة تقام على أرضهم، ولطالما كانت أعداد الجماهير المواكبة لمنتخباتها أكبر من جماهير البلد المنظّم، كما أن مدرجات الملاعب صغيرة قياساً إلى حجم المسابقة، لاحظ أن مباراة فرنسا مع إيطاليا جرت على ملعب زيوريخ (سعته 31 ألف متفرّج).

بحكم تجربتك الميدانية الأوروبية هذه، ما هي انطباعتك عن المواكبة الجماهيرية للمنتخبات، وكيف تصنّفها؟
- أكثر الجماهير حضوراً لافتاً ومميزاً هي الهولندية، فبعد خروج منتخب هولندا من المسابقة، علّقت الصحف الصادرة هناك «خسرنا الجمهور الهولندي». أما التركي، فالملاحظ أن انتماءه للمنتخب واسم البلد أقوى من انتمائه لكرة القدم، فيما الجمهور الألماني هو الأكثر تعجرفاً، وله نظرته الاستعلائية تجاه الآخرين، أما الجمهور الفرنسي فقد بانت علامات الصدمة عليه من خلال تشجيعه الخجول، والجمهور الإيطالي هو بحق كان المميز والمبتكر، فلكل مباراة هتافاتها وعباراتها، وهو أشبه بجمهور النجمة في لبنان، ويتميز الجمهور البرتغالي بعواطفه الزائدة، فكان الأكثر بكاءً في أفراحه وأحزانه، وخصوصاً بعد الخروج من المسابقة، وأخيراً، لفتني الجمهور الروسي بحضوره السياحي لا التشجيعي، فكان جامداً جداً، وربما يعود ذلك إلى طبيعة الإنسان الروسي.

... وأنت في سويسرا، هل تذكّرت لبنان وكرة القدم فيه؟
- لحظة وقوفي على أرض الملعب قبل انطلاق مباراة هولندا وإيطاليا، استرجعت شريط الذكريات ــــ مع الفارق الكبير ــــ وتخيلت نفسي واقفاً على أرض ملعب الصفاء بانتظار دخول فريقي النجمة والصفاء، إضافة إلى لقائي بالحكم السلوفاكي ميشال لوبوس، الذي سبق أن عمل في لبنان لستة أشهر (1998)، فسألني عن أحوال الكرة اللبنانية، ثم أفادني بأن المستوى الكروي اللبناني في تراجع، وذلك بناءً على ما شاهده خلال مباراة النجمة والأنصار التي قادها منذ 3 سنوات بناءً لطلب الاتحاد اللبناني.

أما زال اسم «المنار» يعني لك الكثير؟
- مهرجان كرة المنار وبرنامج غول، كانا السبب في انطلاقتي، وهما محفوران في ذاكرتي إلى الأبد، وأمنيتي أن يبقى التطور والارتقاء إلى جانبهما، مع شكري لـ«الأخبار» على هذه الاستضافة.


هوية

■ الاسم: حسين علي ياسين
■ تاريخ ومحل الولادة: السلطانية 22 أيار 1975
■ حامل إجازة في الإعلام من الجامعة اللبنانية (1999)
■ بدأ العمل في تلفزيون المنار عام 1994، وفي 2005 انتقل إلى الجزيرة الرياضية.