strong>كان القرار السياسي بغياب الجماهير عن الملاعب درءاً للفتنة، لم تستفد أكثر البرامج الرياضية كعادتها ولم تخصص مساحة تعبير لهذه الجماهير، فجاء موقع التعارف الشهير «فايسبوك» ليملأ الفراغ، من خلال مجموعات لمنتسبيه من جمهور لبنان
حسن زين الدين
...ورغم توافر فسحة التعبير تلك، فإن جماهير الأندية لم تستغلها بالشكل المطلوب، ما يعكس المدى الذي وصلته جماهيرية اللعبة الشعبية، إذ تبدو مداخلات أعضاء المجموعات متفاوتة زمنياً بشكل واضح، فقد يمر أكثر من شهر دون أي مداخلة في خانة «الحائط» في المجموعات، وتقل الحوارات المطروحة حتى الشّح في بعضها. كذلك، فإن عدد المجموعات الرياضية وأعضائها المنتسبين يبدو قليلاً جداً مقارنةً بتلك السياسية والشبابية وغيرها. أضف إلى ذلك، فإن السياسة تبدو حاضرة في بعض مداخلات الأعضاء وهي تتفاوت بحسب مجرى الأحداث في البلاد، ويمكن أيضاً في خانة المجموعات المتصلة في أغلبية هذه الصفحات الرياضية ملاحظة كثير من المجموعات السياسية والمذهبية والمناطقية!

النجمة... يا زمان

ولاكتشاف مجموعات مناصري الأندية، كان من الطبيعي أن يتفاوت عددها بين مشجعين لهذا النادي أو ذاك، بحسب جماهيريته، وقد أظهرت النتيجة أن ناديَي النجمة والأنصار يحظيان بأكبر عدد من المجموعات ـــــ وهذا أمر طبيعي ــــــ منها على سبيل المثال: مجموعة «nejmeh sporting club» التي تضم 571 عضواً وتعريفاً بإنجازات النادي وتاريخه وبطولاته، إضافةً إلى صور وفيديو لجمهور النجمة الكبير ترافقه تعليقات تتأسف على ذكرياته، وفي مداخلة تتساءل مشجعة عن تقصير زميليها عن تجديد المعلومات مضيفة «عيب نعمل هيك، قبل كان يجي كل النجماويي ياخدو الأخبار من هون». ورأي المشجعة يعكس حال المجموعة وغياب النقاشات بين الأعضاء، وينسحب هذا الأمر على مجموعة نجماوية أخرى هي « nejmeh club lover's» التي تضم 295 عضواً، وفيما نشطت مداخلات بعض أعضائها بالأمنيات والدعوات لحصد اللقب قبل مباراة الأنصار، فإن فقدانه لم يستدعِ أي تعليق أو عتاب منهم!

... والأنصار والعهد

كذلك فإن مجموعةal-ansar official» group» لمشجعي نادي الأنصار، تضم 425 عضواً و4 صور فقط، وقد غابت عنها تعليقات الأعضاء عن أسباب ضياع اللقب إلا من أحدهم معاتباً: «الحظّ ربح الدوري، مش العهد»!، ولا تختلف مجموعة «al ansar club» التي تضم 234 عضواً كثيراً عن سابقتها، بل إن أحد الأعضاء يوجّه سؤالاً إلى زملائه: «شباب مين ربح اليوم؟ ما حضرت الماتش نسيت». كذلك، هناك مجموعة جديدة لجماهير نادي العهد بطل لبنان، وقد تأسست بعد تتويجه هي «ahed club أبطال لبنان» وتضم 15 عضواً فقط، وتعليق وحيد لأحد الأعضاء يبارك فيه لزميله تحقيق اللقب. وتجدر الإشارة هنا، إلى أنه قد يكون ثمة مجموعات أخرى لهذا النادي أو غيره قد اعتمدت أسماء مختلفة لذا يصعب حصرها.

الصفاء... والسلام

مجموعة safa sporting» club» تضم 80 عضواً، وتُبرز في المقدمة اهتمامها بنتائج فريقها الآسيوية، وتغيب عنها الحوارات والمداخلات، وتلفت مجموعة مشجعي السلام زغرتا «salam zgharta» التي تضم 699 عضواً، وتستقبلك المجموعة بتعريف شامل بأهداف النادي الرياضية، ومنها توطيد العلاقات والصداقات بين جميع أبناء الشمال مسلمين ومسيحيين، والاهتمام بالناشئين وغيرها، واللافت أن المجموعة ظلت متابعة لأخبار الفريق طيلة الموسم في الدرجة الثانية. «mabarra football club» هي مجموعة مشجعين لنادي المبرة، وتضم 34 عضواً. وينقل أحد المشجعين «المتحمسين» هتافات الملعب إلى الموقع فيردّد: «المبرة حلوة برجالها لا بقصورها ولا بمالها».
وهناك الأكبر، مجموعة we love sagesse club وتضم 1352 من مشجعين لنادي الحكمة لكن تغطيتها تتركز على لعبة كرة السلة. كذلك، ثمة مجموعة جديدة هي «futsal Lebanon» وكما يشير الاسم، فإنها تختصّ بلعبة كرة الصالات الحديثة في لبنان، وتضم 40 عضواً، وفي تعريفها تشرح أهمية لعبة «الفوتسال» في تطوير مهارات اللاعبين وتقنيّاتهم، ما يسهم في إنتاج رياضيين أفضل.
أما مجموعة أعضاء المنتدى اللبناني في موقع «كووورة» الشهير فتحمل اسم «Lebanese kooora» فتضم 97 عضواً من مشجعي أندية لبنانية عدة، وتُبرز المجموعة في أخبارها تلقيها «دعوة رسمية لحضور مهرجان كرة المنار نظراً لتألق المنتدى اللافت في مجال الرياضة اللبنانية».

واقعية و...مجموعات أوروبية

في مقابل ذلك، تلفت الطروحات المثالية والواقعية لمجموعة من مشجعين للمنتخب اللبناني، يبدو أنهم من المغتربين في الخارج، وذلك لطغيان اللغة الإنكليزية على محادثاتهم وسؤال إحدى الأعضاء زملاءها عن كيفية تمكّنها من شراء قميص منتخب لبنان. المجموعة تسمى «Lebanon national team» وتضم 1040 عضواً. في خانة الحوار يطرح أحدهم السؤال (المعضلة!) التالي: كيف باعتقادك يمكننا تحسين كرة القدم اللبنانية؟ فتجمع الردود على أن المشكلة الأولى هي السياسة والطائفية، ويشير عضو إلى أن المنتخب يمتلك لاعبين مهرة يحتاجون إلى الدعم، وتلفت مشجعة أخرى إلى أن الفرق الخمسة الأولى في الترتيب، مدعومة سياسياً وطائفياً ومالياً، بينما الأندية الأخرى تعاني وتضطر إلى بيع لاعبيها، وتدعو أيضاً الأندية لزيادة رواتب اللاعبين ودفعها في مواعيدها...
تداخل السياسة بالرياضة ومشكلاتها الكثيرة، أمور لا تجدها في مجموعات كثيرة، للبنانيين من مشجعي ومتذوقي كرة القدم العالمية، ومن أكبرها تبرز مجموعة لمشجعي المنتخب الألماني تدعى «german fans bi lebnen» وتعرّف عن نفسها «إذا السياسة بتفرّق اللبنانيي، ألمانيا بتجمعن»، وهي تضم 2141 عضواً من مختلف الطوائف، وتفتخر بأن مشجعي منتخب ألمانيا هم الأكثر عدداً في لبنان.