هو الرياضي اللبناني الوحيد الذي سيمثّل لبنان في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في بكين (الألعاب البارالمبية لأصحاب الاحتياجات الخاصة)، إدوار معلوف حوّل إعاقته إلى طاقة ليتربّع على منصات التتويج في أوروبا والعالم
آسيا عبد الله

في عام 1995، تعرّض إدوار معلوف لإعاقة دائمة في جسده، إثر سقوطه من الطابق السادس لأحد المباني، ليعيش المعاناة سنين، استطاع بعدها بإرادة قوية أن يبدأ تمارينه على كرسيّه المتحرك ويشارك في سباقات وماراتونات محلية وعالمية، فأحرز فضية في بطولة العالم الأخيرة التي استضافتها مدينة بوردو الفرنسية، بعد أن كان قد حلّ في المراكز الأولى لبطولات هولندية وإيطالية وألمانية. وعلى الرغم من وجوده خارج لبنان، فلم ينسَ معلوف أن يزور بلاده ويشارك في ماراتون بيروت الذي لمع نجمه محلياً فيه، فأحرز ذهبية في النسخة الأخيرة منه. وفي هذا السياق، عقد الاتحاد اللبناني لرعاية رياضة المعوّقين، مؤتمراً صحافياً أمس في نقابة الصحافة، قدمت فيه رئيسته رندة بري المرشح معلوف الذي سيغادر اليوم إلى هولندا لخوض معسكر تدريبي هناك مدته ستة أسابيع، على أن ينتقل بعدها مباشرةً إلى بكين لخوض منافسات الأولمبياد.

معلوف «استعداداتي 110%»

وصرّح معلوف لـ«الأخبار» فقال «استعداداتي 110%، وهدفي الوصول لإحراز ذهبية في بكين»، وتابع رداً على قيمة الدعم التي يتلقّاها وهو الذي تصل كلفة تمارينه في الخارج إلى نحو 80 ألف يورو سنوياً فقال «لا دعم مطلقاً من الدولة سوى المعنوي، وهنا لا بد لي أن أشكر شركة (نستله بيور لايف) لرعايتها لي والوقوف إلى جانبي»، وختم معلوف «أتمنى أن يصدق المعنيون في الإدارات الرياضية ويولوا الاهتمام اللازم لنا ولغيرنا من الرياضيين، وخصوصاً أن ألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة تحتاج إلى مال أكثر من باقي الرياضات». إشارةً إلى أن معلوف سيخوض منافسات دورة الألعاب الأولمبية على درّاجته أو ما يعرف بالـcycling إلى جانب منافسين من ألمانيا، إيطاليا، تشيكيا، فرنسا، النمسا وغيرهم من الرياضيين المصنفين عالمياً.

بري «خائفة من المستقبل الرياضي»

وفي المؤتمر، أبدت رئيسة الاتحاد رندة بري خوفها الشديد من المستقبل القريب للرياضة، لا سيما رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة التي تحتاج إلى ميزانيات كبيرة، مطالبةً بمزيد من الدعم يناسب احتياجات هذه الرياضة «لأن الرياضي ذا الاحتياجات الخاصة يحتاج إلى رعاية مضاعفة بدنياً وصحياً وفنياً»، ولم تخفِ بري قلقها خاتمةً «أعرف أن المشكلة ليست في الميزانيات بل في الآليات والسياسات المتبعة في لبنان لصرف الأموال على الرياضيين».

خيامي «مثلي مثلكم أطالب!»

من جهته، أكد المدير العام لوزراة الشباب والرياضة زيد خيامي، ما قالته بري، مشيراً إلى أنه هو الآخر يطالب بموازنة خاصة لهذا الاتحاد، مضيفاً «نحن لم نقدّم شيئاً لمعلوف أو سواه من ذوي الاحتياجات الخاصة»، رافعاً الصوت عالياً من الوزراة إلى «السلطات الأعلى» التي تقرّر صرف المال.
أما رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية، اللواء الركن سهيل خوري، فقد هنّأ معلوف على الإنجاز الذي حققه، قائلاً «سندعمكم ضمن إمكاناتنا وقدراتنا». وقد حضر المؤتمر الصحافي إلى جانب بري وخيامي وخوري رئيس مكتب الرياضة في وزارة الشباب محمد عويدات، ورئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر وعضو اتحاد كرة السلة الدكتور روبير أبو عبد الله وحشد من الإعلاميين. وفور انتهاء المؤتمر، توجّه إدوار معلوف إلى مقرّ الشركة الراعية لمسيرته، في الحازمية، حيث احتفل به أعضاء الشركة وإداريّوها، متمنين له التوفيق في معسكره التدريبي في هولندا والنجاح في المنافسات الأولمبية في بكين.
■ وتألفت بعثة البارالمبية من:
رولا عاصي (رئيسة)، فرح حيدر (إدارية)، الكتور بشير عبد الخالق (إدارياً)، إدوار معلوف (لاعباً)، هيرمان فرايهوف (مدرباً)، هينريك ستايلين (مدرباً مساعداً).