بهذه التشكيلة، وصل المنتخب اللبناني لكرة السلة إلى كأس العالم، وهذه هي التشكيلة التي دكّت سلّة المنتخب الفرنسي بـ74 نقطة في مقابل 73، فكيف يمكن لها أن تخسر أمام اليونان والبرازيل بفارق 57 و40 نقطة على التوالي؟
آسيا عبد الله
الخسارةُ قد تكون مقبولة أو متوقّعة إذا صحّ التعبير، على اعتبار أن لبنان يلعب أمام منتخب عريق كاليونان سادس العالم، أو البرازيل الـ18، لكن المشكلة لم ولن تكون في الخسارة أبداً، بل في فارق النقاط الذي سُجّل نتيجة اللعب العشوائي وغير المنضبط سواء على أرض الملعب أو حتى في «الكواليس» حسب المعلومات!
والإحصاءات وحدها كفيلةٌ بتفسير المقصود: فعندما يسجّل اللاعبان المُعوّل عليهما، وهما: فادي الخطيب وبراين بشارة 3 و5 نقاط على التوالي، فهذا أمر مستغرب! وإن تصل نسبة الهجمات الضائعة في مباراة لبنان والبرازيل إلى 31، وفي لقاء اليونان إلى 19 فهذا أيضاً غير مبرّر!
مصادر صرّحت لـ«الأخبار» أن أجواء المنتخب برمّته لم تكن جديّة، وأن عدد الحصص التدريبية للاعبين في كندا لم يتخطّ الاثنتين، وأن الاستهتار الذي ظهر على أرض الملعب يتحمّل مسؤوليّته من لم يزرع الانضباط والجديّة والتركيز في عقول اللاعبين ونفوسهم، «اللاعب عسكري يقوم بما يُزرع فيه»، كما يقول المصدر! بينما مصادر أخرى تنفي ما قيل وتؤكد أن الأجواء كانت إيجابية إلا في ما يخص الإقامة على الأراضي الفرنسية في باريس، ما أثّر سلباً على نفسيات اللاعبين ومعنوياتهم «فدخلوا التصفيات في أثينا غير مرتاحين»، وأضافت هذه المصادر «خسر المنتخب أمام الرأس الأخضر وهذا دليل كافٍ على أن اللاعبين كانوا بعيدين عن الراحة».

«سركيس» لعبوا بطريقة بدائية!

في هذا السياق، كشف المدرب الوطني غسان سركيس أنه لم يفاجأ بالخسارة المسجّلة بل بالفارق وطريقة اللعب وغياب الانضباط. وفي شأن غياب فوغل، أضاف «فنياً لا أستطيع أن أؤكد تأثير غياب فوغل لأنه لو كان موجوداً في لقاء اليونان لما وصلت الكرة إليه من الأساس نظراً إلى الطوق الدفاعي اليوناني المُحكم على منطقتهم»، وتابع سركيس «لعبوا بطريقة بدائية. كل منهم أراد أن يمسك بالطابة بعيداً عن الأداء الجماعي. باختصار، كان هناك فشلٌ على الصعيد الفني، وخصوصاً في ما يتعلق باللاعبين اللذين تم التعويل عليهما، وهما: براين بشارة وفادي الخطيب».

قانصوه كل لاعب لوحده

أما جاسم قانصوه، مدير المنتخبات السلّوية السابق، وأحد أبرز اللاعبين الذين مرّوا على تاريخ السلة اللبنانية فقد رأى «أنه حسب المنطق هذا هو مستوانا، والأمور هيك ماشية بآسيا ولكن انفضح المستوى قدّام أوروبا وخصوصاً مع غياب الدفاع»، وتابع قانصوه «كرة السلة لعبة جماعية تموت حين يلعب كل لاعب لوحده، لقد بات واجباً إعادة التنظيم والاهتمام أكثر لأمر المنتخبات والمدارس السلوية التي تخرّج دماً جديداً ينفع الفرق».

أبو شقرا يُعلن حال الطوارئ!

وكان لا بد من الحديث الى مدرب المنتخب فؤاد أبو شقرا فور وصوله الى بيروت للوقوف على رأيه في شأن المستوى الذي قدّمه لاعبوه بعد كل التصريحات التي أطلقها فأعلن حالة طوارىء وقال «كنا نلعب امام منتخبات كبيرة من دون لاعب ارتكازنا الأساسي فوغل، لكن ذلك لا يعني انه لو كان موجوداً لكنّا فزنا، لكننا كنا خسرنا بفارق أقل»، وتابع «إفتقدنا للروح القتالية ولم تكن هذه الروح طاغيةً على قلّة فنياتنا وابتعادنا عن الحصول على المتابعات».
وأضاف أبو شقرا «كانت سفرة فرنسا مؤذية لنا لجهة الإقامة وغيره حتى اننا خسرنا امام منتخب الرأس الأخضر، الحلّ لا يكون إلا بتجنيس لاعب ارتكاز مكان فوغل واسترداد جنسية العديد من اللاعبين من اصل لبناني، فكل مدرب يستدعي تقريباً نفس اللاعبين لأن لا خيارات أمامه»، وختم أبو شقرا رداً على سؤال ما إذا كان سيجدد العقد مع المنتخب في حال لم يحصل ويدخل دم جديد عليه او يحظى بالدعم المادي اللازم «لا أستطيع ان أجيب بنعم او لا، لكن ما أحسمه هو ان الاستحقاق الآتي سيكون في كأس ستانكوفيتش ويجب الإسراع لترتيب الأمور فنحن في حالة طوارىء».
إشارة الى ان عقد المدرب أبو شقرا سينتهي في آب المقبل، بحيث ستشهد اتحادات لبنان الرياضية برمّتها انتخابات إدارية جديدة، وسيكون من واجب الاتحاد السلوي المقبل أن يولي الاهتمام الأول لمنتخب الرجال الذي سيكون أمام فرصة المشاركة في كأس ستانكوفيتش المقررة في الكويت في تشرين الأول المقبل، كيف سيكون ذلك من دون لاعب ارتكاز بديل يملأ الفراغ الذي تركه فوغل إلا في حال عودة الأخير؟ وهل سيقبل أبو شقرا تسلّم مهمات التدريب من جديد بعد النتائج المخيّبة للمنتخب أخيراً ؟ إشارة إلى أن لاعبي المنتخب يصلون إلى الأراضي اللبنانية من أثينا مساء اليوم.


توضيح لكلام المدرب كلزي

ورد، أمس، تصريح للمدرب جورج كلزي حول المنتخب اللبناني واستفهامه عن مغزى معسكرات اللاعبين، وأن اللاعبين لم يعودوا قادرين بتشكيلتهم الحالية على تقديم المزيد، وقد صحّح كلزي أنه كان قد أسف لنتيجة مباراة لبنان مع اليونان، وفوجئ بالمستوى الذي قدّمه هؤلاء اللاعبون أنفسهم الذين سبق أن أسقطوا فرنسا في المونديال