strong>• الشهادات والخبرة... لا الجنسيّة • نتائج ممتازة مع منتخب الشباب
• رعاية المنتخبات مهمّة وطنيّة

مدرب لبناني في لعبة كرة القدم. مقيم في فرنسا، بعدما جال في بلاد أفريقية ودرب في أنديتها، وترك آثاراً متميزة حيثما حل. أحرز أعلى الشهادات التدريبية في المدارس الكروية الفرنسية، ونال تنويه «المعلّم، ميشال هيدالغو» الذي رشحه للإشراف على أكثر من منتخب...


أجراها: علي صفا
المدرب بسام زبيب، مرّ إلى الوطن والأهل في إجازة لأيام قبل أن يتوجه إلى «جزر القمر» ليبدأ مهة تدريب جديدة هناك للمنتخب الوطني ولفريق من الدرجة الأولى حاملاً معه باقة تحديات، كما قال... وكان لنا لقاء وتعارف فحوار حول رؤيته للتدريب وكرة لبنان وواقعها ومسارها وتجربة محدودة معها قبل سنوات ورغبته في خدمتها...وأحلامه في إيصال منتخبات لبنان إلى... فوق.
■ أولاً أهلاً بك إلى لبنان بعد غيبة...
ــ شكراً لك، وهي زيارة صيفية لا بد منها لرؤية الأهل والأصحاب واستكشاف أوضاع الوطن وإطلالة على أوضاع لعبة الكرة هنا وحركة الأندية
■ هل ترغب في العودة ؟
ـ مهما طال الزمن في الغربة يبقى الحنين للوطن، ولكن على أسس عودة واضحة ومستقرة. نعم بعد 15 سنة من الاحتراف كمدرب في فرنسا وأفريقيا تراودني العودة لخدمة كرة لبنان، ولكن عندما تسمح الأوضاع العامة ...
■ من فرنسا إلى جزر القمر... ما الحكاية؟
ــ ببساطة، جرى اختياري لتدريب هذا المنتخب الناشئ لتحضيره لمسابقة كأس العرب، وكذلك لتصفيات كأس أفريقيا 2010، إضافة إلى تدريب فريق من الدرجة الأولى اسمه «أونفون دو كومورغ» يعني (أبناء جزر القمر)، وقد قبلت بالمهمة الصعبة لرغبتي في التحديات التدريبية مع علمي جيداً أنه منتخب متواضع كما مستوى اللعبة عموماً في هذا البلد البعيد والجميل...
■ وأين كان عملك أخيراً في فرنسا؟
ـ عملت مدرباً في «بوبني» حيث نجحت مع فريق الشباب، الذي انتقل بعض لاعبيه للفريق الأول، وهو يضاهي الآن مستوى فرق الدرجة الأولى في لبنان.
وحصلنا على كأس باريس وبطولة الدورة الدولية في فرنسا عام 2004 ونلت جائزة أفضل مدرب للشباب للموسم الماضي. وفوق ذلك رشحت لمنصب مدرب منتخب فرنسي، ولكن عامل «الجنسية» أثرّ سلباً. ويمكن مراجعة الموقع الإلكتروني الخاص وهو(WWW.bassamzebib.com) لمعرفة المزيد.
■ كيف كانت تجاربك في نواد أفريقية؟
ـ عملت في شاطئ العاج وبنين والنيجر وتوغو، وحققنا نتائج جيدة وحصلت على جائزة أفضل مدرب (أحرزنا الكأس وحللنا رابعاً في الدوري). وبالمناسبة كنت مرشحاً لمشاركة المدرب الألماني أوتوفيستر في الإشراف على منتخب توغو في مونديال 2006.
■ وكيف ترى كرة لبنان عموماً، وكانت لك تجربة بسيطة معها؟
ـ صحيح، عملت فترة مديراً فنياً لمنتخبات الشباب، موسم 2003، ووجدت خامات ممتازة يمكنها أن تتفوق عربياً وآسيوياً اذا توافرت لها الظروف والإمكانات (بدليل احتراف يوسف محمد ورضا عنتر في ألمانيا)، وأرى أن «نظام التواقيع» للأبد خاطئ ويجب أن يكون محدداً بمدة، وليفتح باب الاحتراف إلى الخارج.
■ هل لك علاقة بالاتحاد اللبناني للعبة حالياً، وهل عرضت مشاريعك؟
ـ نعم، سرني التعرف ببعض شخصياته، وأكنّ الاحترم لرئيسه هاشم حيدر، وتعرفت سابقاً إلى الشيخ بهيج أبو حمزة (الأمين العام السابق) ولم تسمح الظروف سابقاً بطرح مشاريع، ولا أخفي أن المشاريع في لبنان يلزمها استقرار وضمانات.
■ ببساطة... هل ترغب في العمل في لبنان مع المنتخبات أو الأندية؟
ـ طبعاً، الرغبة موجودة ولكن الضمانات هي المطلوبة لتأمين الاستقرار والنجاح. يسعدني كثيراً أن أضع خبراتي هنا، ولكن الواقع الحالي لا يشجع، وحلمي أن نخطط لتأسيس مدارس كروية ومنتخبات وطنية منتظمة بإشراف مدرّبين وطنيين، فنحن لا نقل شأناً عن المدرّبين الأجانب.
■ يبدو أنك تحمل دائماً مقارنات بالأجانب...
ـــ الشهادات والخبرة هي المهمة لا الجنسية. لنتأمل معاً ومنذ عشرين عاماً ماذا فعل المدرّبون الأجانب في لبنان ومعظم البلاد العربية. وفي المقابل هناك مدربون وطنيون حققوا الكثير، لذا يجب تصحيح الثقة أوّلاً، وتصحيح العقلية لمسؤولي الأندية لأن معظمهم يفضل الأجنبي كأجنبي ليتحاشى النقد ومسؤولية احتمال الفشل، وهذه عقدة نقص قد تكلف الكثير، فالنجاح محصلة عامة والفشل كذلك.
■ هل تتابع نشاط الكرة اللبنانية؟
ــ طبعاً، المستوى بشكل عام متراجع، ربما بتأثير الظروف، ولكن عدد النجوم وأصحاب المهارات يقل أيضاً. وقد سررت بالمنتخب الأولمبي ووصوله للتصفيات قبل النهائية، وكذلك لمنتخب الشباب الذي يواصل مسيرته بنجاح للمنافسة في نهائيات آسيا. وعلى فكرة أعظمهم، خلال عملي معهم لفترة قصيرة سابقاً مميزون ولديهم كفاءة عالية، ونتمنى لهم التقدم مع المدرب الوطني سمير سعد.
■ وهل تابعت المنتخب الأول؟
ــ للأسف، لم يكن جاهزاً لخوض التصفيات ولم يكن حتى مكتملاً، وهذا لا يليق بكرة الوطن، فالمنتخبات يجب أن تولى كامل الرعاية والاهتمام والتحضير.
في لبنان مواهب كروية، وأرى أن تكوين المنتخبات يجب أن يجري على منهج متكامل بين الفئات العمرية وصولاً إلى الأول وعبر مدرسة كروية موحدة...
■ أرى أنك ترغب في العمل في لبنان
ــ يسرني ويشرّفني، ولا أخفي أنني أتحدى بوصول منتخباتنا إلى المنافسات الجدية عربياً وآسيوياً، ولكن هذا يتطلب التخطيط السليم والاستقرار الإداري لاتحاد اللعبة أولاً.
ان بناء المنتخبات يجب أن يكون على خطة طويلة المدى. ولنعد الى ما حصل في فرنسا في الثمانينات، حيث أنشأت مدارس كروية على مدى عشر سنوات، وقطفت ثمارها بفوزها في بطولة كأس العالم 1998 وبطولة أمم أوروبا 2000. وهذا ما حصل أيضاً في تركيا على مدى سنوات وكذلك في اليابان، حيث دخل منتخب اليابان الدائرة العالمية. وهذا ما تحتاجه الكرة العربية بشكل عام وكرة لبنان بشكل خاص.
ان بناء المنتخبات الوطنية في لبنان يتطلب أن تحدد النوادي اللبنانية في الدرجة الأولى هويتها بين الهواية والاحتراف والانتقال تدريجياً اليه. وهذا يضمن الاستقرار الاداري والمادي للنوادي وبعدها ينعكس هذا على بناء المنتخبات. ومن المعروف أنه كلما ارتقى مستوى الأندية ارتقى مستوى المنتخبات.
■ وأخيراً؟
ــ شكراً لاهتمامكم، وأتمنى لكرة لبنان التقدم، وأبارك لفريق العهد لقب الدوري وللمبرة لقب الكأس وللصفاء استمرار نجاحه آسيوياً.
هوية
بسام زبيب ـ لبناني
مواليد 1963 ـ الكويت.
دراسات أكاديمية للتدريب ـ كبار وصغار.
تخصص في تأهيل مدربين ـ كرة قدم.
نال جوائز عدة كأفضل مدرب في نواد فرنسية وأفريقية.
حالياً: سيتسلّم تدريب منتخب جزر القمر.


الدورة الدوليّة