وبدأت حملات تركيب الاتحادات الرياضية بعدما هدأت جبهة التركيبات السياسية وحكومتها، وبدأت مناورات رموز الاتحادات الحالية لركوب ولاية رياضية جديدة في العهد الجديد ولكن... بوسائل قديمة
علي صفا
حددت مواعيد الانتخابات بعد أولمبياد بكين، من أيلول إلى تشرين الثاني، بحسب قواعد المرسوم 213 المخزون في الثلاجة، وتبدو بوادر المعارك واضحة، وخصوصاً في كواليس كرة السلة والكرة الطائرة واليد والقدم، وصولاً إلى اللجنة الأولمبية، وتمتد إلى مفاعيلها ومراجعها السياسية.
اتحاد كرة القدم كان أول مَن أعلن رسمياً عن موعد انتخابه الجديد في أول أيلول 2008. وردّ الاتحاد الآسيوي بإنذار للاتحاد اللبناني إذا ما أجرى الانتخابات قبل تعديل أنظمته بما يتناسب مع أنظمة الاتحاد الدولي.
ونتوقف هنا، كيف أعلن الاتحاد اللبناني عن الانتخاب دون تعديل أنظمته: ألم يكن يدرك هذا، وهو مبلّغ به منذ شهور، أم هو تجاهل، أم مجرد خطأ؟

النظام الجديدتحديد عدد أعضاء اللجنة العليا بما يناسب الواقع الداخلي، وجعل «الأمانة العامة» وظيفة، ويكون الأمين العام موظفاً غير عضو في اللجنة العليا، ورفض تدخل الحكومات أو البرلمان في الاتحادات الوطنيةويرى الاتحاد الدولي في هذا حلاً للمشاكل القائمة غالباً بين رئيس الاتحاد والأمين العام، وحصراً للصلاحيات. وهذا ما شهدته اتحادات عربية عديدة، بينها الكويت واليمن، وأخيراً العراق، حيث تدخّل الفيفا وفرض أنظمته، ووصل الأمر إلى الاتحاد اللبناني: فقد تسلّم أخيراً من الاتحاد الدولي رسالة تتضمن 29 ملاحظة لإقرارها والعمل بها قبل إجراء الانتخابات الجديدة ومنها ( وظيفة الأمانة العامة).

آراء... آراء

حول الموضوع، أفادنا رئيس الاتحاد اللبناني «أنا مع التعديلات المطلوبة، وسبق أن أثرتها في جلسة اتحادية سابقة. ونحن في الاتحاد ملتزمون قرارات الاتحاد الدولي وقادرون على تنفيذها، ولا أرى تعارضاً يذكر مع متطلبات المرسوم الإصلاحي للوزارة 213.
وأفادنا الأمين العام رهيف علامة بـ«أنا مع مبدأ وظيفية الأمانة العامة، لكونه يمثّل نظرة احترافية للعمل الإداري، ولإيجاد إدارة متفرغة للتطوير، وسنقرّ ذلك في جلسة اليوم (أمس). وأضاف «المشكلة أن هناك أموراً تتعارض مع مرسوم الوزارة الإصلاحي (213)، ولكن الاتحاد الدولي منحنا الدعم الكامل لتطبيق قراراته».
وقال لنا عضو الاتحاد مصطفى حمدان «يجب تطبيق ملاحظات الاتحاد الدولي، وهذا يستدعي تأجيل موعد الانتخابات لإجراء التعديلات المطلوبة من جانب اللجنة العليا لتصبح متطابقة مع بنود الفيفا ثم ترفع إلى الاتحاد الدولي للموافقة، على أن تعرض لاحقاً على الجمعية العمومية المحلية لإقرارها». ووجد حمدان تعارضاً بين المطلوب وبنود مرسوم الإصلاح 213 يستوجب مراجعة بعض بنوده. وأكد أنه لن يكون مرشحاً للمرحلة الجديدة.

مفاعيل الوضع الجديد

تعديل البنود، وخصوصاً ما يتعلق بتحويل الأمانة العامة إلى وظيفة، يعني لبنانياً كسر العرف الاتحادي القائم في اللجنة العليا لسنوات، ومذهبيات المراكز فيها (الرئاسة لشيعي والأمانة العامة لدرزي) كما هو سائد منذ قيام اتحاد عام 1985 (بقيادة رهيف علامة).
وهنا سيقف الجميع أمام واقع جديد يبشّر بمعركة قاسية.

صراع الأقطاب

تنطلق معركة اتحاد الكرة أوّلاً من جبهتي الاتحاد الحالي (رئيس الاتحاد هاشم حيدر والأمين العام رهيف علامة) بعدما تعايشا لسنوات بتوافق نظري غالباً. ومن الواضح أن رهيف علامة يعمل جاهداً للتجديد، وبدأت بوادر حملته العام الماضي بزيارات إلى تجمعات في المحافظات تحت غطاءات تيارات اجتماعية وسياسية، وطبيعي أن يخوض الانتخابات في لائحة فاعلة لا إفرادياً للسيطرة على القرار الجماعي، وسيصبح من حقه أن يتطلّع إلى أي مركز فاعل وصولاً إلى الرئاسة، ولا شيء يمنع بالقانون سوى ... السياسة!
وبالمقابل، يتحفّظ رئيس الاتحاد هاشم حيدر على إعلان رغبته في التجديد لأسباب شخصية ومرجعية، فهو زاهد فيها، ولكنه جاهز لها حين تدعو الحاجة.
وهناك جبهات أخرى جديدة. فقد أعلن فادي علامة (رئيس نادي شباب الساحل) عن رغبته في الترشح للرئاسة، ووزّع «برنامج عمل» لتطوير اللعبة.
وأعلن سمعان الدويهي، عضو الاتحاد الحالي، تجديد ترشحه رسمياً عن نادي السلام زغرتا، بعدما أظهر نجاحاً بارزاً في رئاسة لجنة كرة الصالات (فوتسال). ويتوقع أيضاً إطلالات أخرى، أقربها من نادي الأنصار (ممثلاً بنائب رئيسه كريم دياب، والإداري وضاح الصادق) عبر تحالف مع جبهة تحدد لاحقاً.
أمام هذا، تبدو المراجع السياسية الفاعلة في تركيب الاتحاد مشغولة بالوضع السياسي، ولم تركّز بعد على الطبخات الرياضية».
ويرى البعض أن نوع العلاقات السياسية الفاعلة، وخصوصا بين حركة أمل وتيار المستقبل والحزب التقدمي قد تشكل نوع «تركيبة الاتحاد».

والخلاصة...؟!

ومهما تكن صورة تركيبة الاتحاد الجديد، فهناك أمور للتحقيق لا بد منها:
ــــ العمل على تنفيذ مضمون الملاحظات (29) المطلوبة من الاتحاد الدولي.
ــــ تأليف لجنة قانونية لتعديل النظام الحالي بحسب أنظمة الفيفا.
ــــ عرض الأنظمة على الجمعية العمومية للموافقة عليها.
ــــ فتح باب الترشيح على لوائح متكاملة ومتخصصة ومختلطة، مع طرح برامج تحمل عناوين واضحة لتطوير اللعبة والعمل عليها (وللمحاسبة عليها لاحقاً).
ــــ ضرورة فتح ورشة عمل موسعة، عبر تأليف لجان مختصة (تطوير، منتخبات، تسويق، والترويج لجذب الجمهور...).
وعلى هذا، تكون كرة لبنان قد دخلت المختبر الجديد شكلاً ومستقبلاً، بعدما تاهت لسنوات في العبثية وصراعات أقطابها، وغرقت في التوافقات وعبارات الإنشاء.
ويبقى سجل صراع الانتخابات مفتوحاً بين مطالب الفيفا والمرسوم 213 الذي ينتظر مصيره أيضاً، وربما إلى ما بعد بعد أولمبياد بكين.


سلة

أسكدجيان: أنترانيك كان الأفضل في «السويداء»

أحرزت سيدات نادي أنترانيك (بيروت) بطلات لبنان والعرب في كرة السلة لقب دورة نادي السويداء السورية الدولية، بعد فوزهن على منتخب سيدات سوريا الذي يلعب تحت اسم منتخب السويداء بنتيجة 90 ـــــ 68. وكانت لاعبتا الفريق اللبناني نايله علم الدين وإيما أسكدجيان أفضل مسجّلتين في اللقاء برصيد 21 نقطة لكل منهما. وفور انتهاء المباراة النهائية جرت عملية التتويج، حيث تسلّمت سيدات أنترانيك كأس المركز الأول. وبعد عودة الفريق إلى لبنان بقيادة مدربه فيكين أسكدجيان، الذي حل مكان المدرب رزق الله زلعوم بسبب وجود الأخير مع منتخب الناشئين في معسكر تدريبي، أكد فيكين لـ«الأخبار» «أن لاعبات أنترانيك قدّمن مستوى جيداً جداً أفضل بكثير من مستواهن في بطولة أندية غرب آسيا الأخيرة التي استضافتها حلب»، وتابع: «الفرق الثمانية المشاركة كانت جيدة، ولا سيما منتخب سوريا الأول الذي لعب تحت اسم فريق السويداء»، وختم فيكين في شأن استحقاقات أنترانيك فقال: «الفريق متعبٌ للغاية، ولم يرتح منذ فترة، لذلك سيرتاح اللاعبون لمدة شهر ونصف قبل أن يعاودوا استعدادهم لانطلاق الدوري المحلي للسيدات». إشارةً إلى أن الدورة كانت قد ضمّت إلى جانب أنترانيك، فريقين من الكويت، وفريقاً من العراق وآخر من قطر والأردن ومنتخب سوريا الذي شارك باسم «السويداء».
(الأخبار)