شربل كريمدييغو أرماندو مارادونا، روماريو، رونالدو، لويس فيغو، ريفالدو. خمسة من أبرز النجوم الذين مرّوا في تاريخ كرة القدم، وحملوا أرفع جوائزها، استغنى عنهم، ببرودة أعصاب، ناديهم برشلونة، لينتقلوا مسطّرين إنجازاتٍ لا تنسى بعيداً عن «نو كامب».
ويضاف هذا الصيف اسم رونالدينيو إلى هذه اللائحة التي تتضمّن أسماء لم تتجرأ أندية أخرى على مجرد التفكير في الحصول على واحد منها، لكن «البرسا» ألبسهم كلّهم ألوانه قبل أن يرتكب الغلطة نفسها وترفع المناديل البيضاء لاحقاً في وجه الرؤساء المخطئين عقب عجز الفريق عن تحقيق النتائج المرجوّة.
إذاً حزم رونالدينيو حقائبه إلى ميلان، النادي الذي سبقه إليه ريفالدو ورونالدو، وحصدا الخيبة لأسباب مختلفة، تاركاً جمهور برشلونة المطالب بالتغيير بعد موسمين أعجفين، أمام علامة استفهام كبيرة مفادها: هل أخطأ القيّمون أو من بقي منهم (استقال نصف أعضاء مجلس الإدارة) مجدداً في حساباتهم، تاركين أقوى سلاح هجومي واستعراضي يرحل بعدما سرق قلوبهم لفترة ليست بقصيرة؟
الأمر الأكيد هو أن رونالدينيو لم يقدّم المنتظر منه في الموسم الماضي، والنوادي تستغني عادةً عن اللاعبين المتراجعين، لكن نادراً ما يُتخلّى عن أولئك النجوم الكبار ببرودة دم كما يحصل في برشلونة.
ينقسم الرأي العام حالياً بين مؤيدٍ ومعارضٍ للفكرة، إذ يرى الفريق الأول أن النجم البرازيلي استحق رفع «البطاقة الحمراء» في وجهه، لأنه لم يعرف كيفية الحفاظ على مستواه الفني وجهوزيته البدنية، بينما يقول الفريق الآخر إنه تحوّل كبش فداء، ودفع ثمن تمرّد صامويل ايتو وتلكؤ ديكو، والدليل أن الرئيس جوان لابورتا حمّل الأخير المسؤولية كاملة لما حدث الموسم الماضي.
وفي ظل الخضة التي يعيشها النادي إدارياً والورشة التي أطلقها غوارديولا فنياً، يمكن الجزم بأن «البرسا» يحتاج إلى صدم جمهوره في سوق الانتقالات، وما تردد عن تودّده إلى نجم ريال مدريد روبينيو ليس بعيداً عن هذا التوجه، لأن أي لاعبٍ صغير أو كبير يترك الفريق الملكي متجهاً إلى غريمه التقليدي، سيهزّ برشلونة برمّتها ويجعل جمهورها العريض مبتهجاً بتسجيله نقطة إضافية في خانته ضمن صراعه الأزلي مع فريق العاصمة.
صحيح أن برشلونة لا يزال يملك نجماً استثنائياً لا يقل شأناً عن رونالدينيو هو الموهوب ليونيل ميسي، وصحيح أن المدرب غوارديولا سيبني الفريق حول الأخير، لكن هذا الأمر لا ينفي حقيقة مرّة بالنسبة للكاتالونيين، هي أن القيّمين قد يكررون «الغلطة» مستقبلاً ونرى ميسي يرتدي غير قميص «البلاوغرانا».