• النمطيّة تسيطر على اللاعبين• إداريّو النجمة لا يعرفون سوى الفوز
• نادي النجمة صدَمَني


حافظ فريق النجمة على عادته بتغيير مدرب الفريق كل موسم. إذ تعاقد هذا العام مع المدرب الوطني إميل رستم، لينتهي مشوار المدرب العراقي السابق واثق ناجي مع الفريق. «الأخبار» التقت السلف ناجي وكانت له آراء قد تساعد كل خلف في مهمته

أجراها: عبد القادر سعد

■ ما هي الأسباب التي أدت إلى عدم تجديد واثق ناجي للعقد مع نادي النجمة؟
- أنا أبلغت النادي قبل شهر من نهاية الدوري أنني لا أرغب في التجديد. والسبب ليس مادياً بل لأسباب فنية. إذ إن وضع اللاعبين صعب ولا يمكن إصلاحه، نتيجة النمطية التي تسيطر على أدائهم الذي هو أقرب إلى اللعب في الملاعب الشعبية منه إلى اللعب في ملاعب الدرجة الأولى. لاحظت عدم رغبتهم في التعلّم، والميل نحو التقسيمات والمتعة، بعيداً عن التمارين التي تطوّر أداءهم، وهم يعانون ضعفاً على الصعيد التكتيكي والربط عبر الأجنحة والاختراق من الوسط، وكيفة جر دفاع الخصم إلى مواقع خاطئة، أو كيفية غلق الدفاع بطريقة صحيحة واستغلال المساحات المفتوحة، أو متى يجب اللجوء إلى اللعب الفردي أو الجماعي. من الصعب قيادة لاعبين لديهم 60% من الجهل الميداني.

■ كيف تصف تجربتك عموماً مع نادي النجمة؟
- هي ليست التجربة الأولى في لبنان. فقد درّبت سابقاً فريق التضامن صور، وعززت الفريق حينها بلاعبين صغار أصبحوا نجوماً الآن، كرضا عنتر ونصرات الجمل وبلال حاجو، وطوّرت مهاراتهم الفردية. فزمان ركل الكرة والركض قد انتهى، وحلّ لعب المجموعة، وهذا أسلوب ضعيف في لبنان. ومع النجمة لم أستطع تغيير العقلية لدى اللاعبين، لأنهم متقدمون في السن وليسوا صغاراً، ولاحظت أن إدارة نادي النجمة لا تهتم بالصغار، والجهد منصبّ على الفريق الأول.

■ كيف رأيت العمل في نادي النجمة إدارياً وفنياً؟
- الجميع لا يعرفون سوى الفوز ويجهلون كيفية الوصول إلىه، وهذا يحتاج إلى أشخاص متخصصين. والإداريون في النجمة غير متخصصين، ولا يتمتعون بهذا المستوى. وهو أمر لا يوصلك إلى أماكن متقدمة في الكرة الحديثة، وهذا ليس فقط في النجمة بل في معظم النوادي أيضاً، وهذه مشكلة أساسية في الكرة اللبنانية، رغم أن لبنان يتمتع بجميع مقوّمات التطور، وفي طليعتها الطقس المعتدل وموقعه على البحر المتوسط، ولا يجوز التذرّع بعدد السكان القليل. ما يحتاج إليه لبنان هو التنظيم العلمي الصحيح.

■ كيف وجدت المرافق في النجمة؟
- الوضع مقبول، ولكن يحتاجون إلى خدمات إدارية. أما على صعيد الملعب، فهو يحتاج إلى العديد من المرافق، وأرضية الملعب غير جيدة، إذ إن سماكة العشب الصناعي غير كافية وتؤدي إلى إصابات في الكاحل لدى اللاعبين.

■ ما هي الصعوبات التي واجهتك خلال عملك؟
- الصعوبة الأبرز هي أنني لم أشرف على إعداد الفريق، بل تسلّمته وهو معدّ بطريقة لا تليق باسم نادي النجمة العريق، كما أن عدد اللاعبين غير منظّم، ولا يتناسب مع كل مركز، وهناك عدد من اللاعبين يلعبون في غير مراكزهم، وهو ما يؤثر في إنتاجية اللاعبين، وبالتالي يؤدي إلى هبوط تكتيكي غير مرئي، والذي يلام هو المدرب. وتكمن المشكلة الرئيسية في كثرة عدد اللاعبين الذين يلعبون في الوسط، فيما الفريق يحتاج إلى لاعبين في مراكز أخرى، كالدفاع والأطراف والهجوم، إضافة إلى أن بعض اللاعبين لا يجيدون اللعب في أكثر من مركز، وهذا بسبب غياب المدارس الكروية.

■ بعد تجربة الموسم، هل وجدت نادي النجمة كما كنت تتصور؟
- في الحقيقة صدمت، لكون الإدارة لا تنظر إلى نادي النجمة من ناحية فنية واقعية، بل من خلال تاريخه. واللاعبون أيضاً يفكرون بعقلية أنهم لاعبون في النجمة لا من ناحية فنية منطقية.

■ وبرأيك، لماذا لم يحرز النجمة البطولة؟
- أوّلاً لأن الإعداد غير صحيح، والمنطق يفرض أن يأخذ الأنصار البطولة، لكونه فريقاً مخططاً أفضل. وأنا عندما قدمت إلى النجمة، كان الهدف تحسين النتائج، وهذا ما حصل خلال فترة تسلّمي.

■ هل لاحظت أن هناك بعض اللاعبين لم يكونوا جديين في بعض المباريات، وتحديداً في مباراة التضامن صور في الإياب؟
- مطلقاً، لم أشعر بذلك أبداً. والمشكلة كانت في عدم التزام اللاعبين التعليمات، واستهتروا بالخصم، إضافة إلى الاندفاع للهجوم وسعي كل لاعب للتسجيل دون الارتداد إلى الدفاع، ما أوجد مساحات في الفريق، كانت قاتلة خلال المباراة.

■ ما رأيك في المستوى العام للموسم الماضي؟
- غياب الجمهور أثّر في المستوى، لكون اللعبة هي لعبة جمهور، ولعبة كرة القدم تعتمد على ثلاثة عناصر: مستوى الحكام، ومستوى اللاعبين، ومستوى المدربين. وبما أن مستوى الكرة متراجع، فهذا ينعكس على جميع العناصر... وفهمك كفاية.

■ أيّ من الفرق لفت نظرك؟
- فريق العهد مميّز، ويملك لاعبين جيدين يحتاجون إلى الانتقال من التدريب العام إلى الخاص، ومن التدريب البسيط إلى المركب، حتى يصبحوا في مستوى آخر.

■ أي من الفرق اللبنانية ترغب في تدريبه؟
- أفضّل أن أدرّب فريقاً يكون في مرحلتين. إما أن يكون في المركز الرابع أو الخامس، وأصعد به كما حصل مع النجمة، وهي المرحلة الأصعب، والثانية هي تدريب فريق يملك لاعبين معدل أعمارهم صغير، لأن عقلهم يكون قابلاً للتعلم، وأنا أجد ذلك في فريق المبرة.

■ ما رأيك باللاعبين الأجانب للموسم؟
- ليس هناك أي لاعب جيد. وإذا بقي مستوى الأجانب هكذا، فالأفضل من دونهم.

■ ما الذي تحتاج إليه الكرة اللبنانية كي تتطور؟
- في ألمانيا حيث درست وتخرّجت على يد أستاذي إرنست هابل، تعلّمت أن البلدان أنواع. بعضها يهتم بالدوري ولا يهتم بالمنتخب كإنكلترا.
أما البرازيل فعلى العكس، تهتم بالمنتخب ولا تهتم بالدوري، وألمانيا تهتم بالاثنين. أما لبنان، فلا يهتم، لا بالدوري ولا بالمنتخب. ونحن كنا كذلك في العراق، ووضعنا خطة لتطوير الكرة العراقية في الفترة بين 1987 و1996، فجمعنا المنتخب في فريق واحد في البطولة وسمّيناه نادي الرشيد، كما حصل في الاتحاد السوفياتي، وأثبتت الخطة فشلها لأن المنتخب أصبح يتنافس مع فرق أقل منه.
وبناءً عليه، غيّرنا الخطة ورفعنا عدد المباريات التي يلعبها اللاعبون في الدوري، والمعدل بين 48 و52 مباراة. وهذا غير موجود في لبنان، إضافة إلى غياب المدارس الكروية وعدم وجود فنيين قادرين على تطوير اللاعبين الصغار. بيت الداء في الكرة اللبنانية أن العقلية ما زالت قديمة، ومعظمهم يعتقدون أن المهاجم هو من يسجّل الأهداف، وهذا اعتقاد خاطئ. فالمهاجم يتحرك وفق فكر مرسوم وكيف يقود دفاع الخصم إلى مواقع خاطئة تخلق مساحات (creating spaces) يستفيد منها زملاؤه.


مهندس الكرة العراقية

مواليد عام 1940
متأهّل وله ولدان طبيبان علي وأحمد.
لعب ست سنوات مع المنتخب العراقي بين عامي 58 و64.
ملقب بـ«مهندس الكرة العراقية»
تخصص في التدريب في المدرسة الألمانية العليا للرياضات الجسدية في لايبزيغ.
درّب منتخب العراق في 1986 وتأهّل معه إلى نهائيات المونديال.
أحرز لقب الدوري 3 مرات مع صلاح الدين.