لم يكن صعود سائق «رينو» البرازيلي نيسلون بيكيت جونيور إلى منصة التتويج في المركز الثاني خلال جائزة ألمانيا الكبرى، الأحد الماضي، أمراً مفاجئاً، فالسرعة تسري في دماء هذا الشاب الوسيم الذي ورث اسمه في الفئة الأولى من والده، كما هي حال غيره من السائقين الحاليين
شربل كريّم
اسم بيكيت جونيور هو ضمن نادٍ واسعٍ يضمّ الأبناء والآباء الذين خاضوا غمار بطولة العالم لسباقات سيارات الفورمولا 1، إذ إلى جانبه يقف اليوم مواطنه نيكو روزبرغ والياباني كازوكي ناكاجيما، وهم جميعاً اتجهوا نحو واحدة من أخطر الرياضات بتوجيهات مباشرة من آبائهم!
واكتسب بيكيت جونيور شهرته سائقاً سريعاً عندما مثل بلاده في بطولة «آي وان غران بري» التي كانت محطة أساسية نقلته إلى الفورمولا 1، حيث سبقه اسمه، لكون والده الذي يحمل الاسم نفسه (نيلسون بيكيت) حصد 3 ألقاب عالمية في ثمانينيات القرن الماضي (1981 و1983 و1987).
إلا أن سمعة والده لم تنصفه، وخصوصاً أن بدايته المتعثرة في موسمه الأول وجهت الانتقادات نحوه، وتردد كثيراً في الفترة الأخيرة أن «رينو» يتجه إلى الاستغناء عنه، قبل أن يسجّل في ألمانيا أفضل نتيجة للفريق الفرنسي، تاركاً حتى زميله الإسباني فرناندو ألونسو بطل العالم مرتين مصدوماً من وقع المفاجأة.
ويعرف «نيلسينيو» كما غيره من السائقين الذين ورثوا أسماء آبائهم في الفئة الأولى، أن عليه أن يبرهن عن علوّ كعبه بنفسه، وهو ربما يعيش وسط ضغوط أقل، لأن والده يبقى غالباً بعيداً عن السباقات بفعل انشغاله بمشاريع خاصة، وهو الأمر الذي لا يعيشه روزبرغ في ظل وجود والده كيكي بطل العالم عام 1982 دائماً على مقربة منه، بفعل عمله معلّقاً للتلفزيون الألماني خلال السباقات.
وإذ يعيش روزبرغ موسمه الثالث مع «وليامس»، فإنه قد يجد في حضور والده نقطة إيجابية أحياناً، بحيث يستفيد من نصائحه، رغم أن الفورمولا 1 تغيّرت جذرياً بين الأمس واليوم، وهو صارح سابقاً بأنه يفضّل التحدث مع والده عن مواضيع أخرى بعيداً عن السباقات، وسط إصرار الأخير على معرفة آخر المعطيات من ولده.
أما زميله نجل ساتورو ناكاجيما الذي خاض غمار الفئة الأولى من 1987 وحتى 1991، مثّبتاً حضور اليابانيين في أقوى بطولات السرعة، فإنه ضمن مكانه في الفريق البريطاني بعد عقد الشراكة الذي وقّعه رئيسه فرانك وليامس مع المصنّع الياباني «تويوتا»، بيد أنه رغم ذلك، استحق مكانه بعدما أظهر سرعة قد تجعله من أبرز السائقين مستقبلاً.
شتّان بين الماضي والحاضر
صحيح أن بيكيت جونيور وروزبرغ وناكاجيما ساروا على خطى آبائهم، لكن كل واحد منهم يعرف في داخلهم أن عليه الارتقاء إلى مستوى الإرث، تماماً كما فعل البريطاني دايمون هيل الفائز باللقب العالمي مثل والده غراهام، والكندي جاك فيلنوف الذي أعاد إلى الذاكرة والده الراحل جيل بإنجاز مماثل، لكن هذا الأمر لا يعدّ قاعدة، إذ كانت الخيبة بانتظار بطل العالم الإيطالي ـــ الأميركي ماريو أندريتي عندما خاض نجله مايكل تجربة فاشلة مع ماكلارين، كما عانى كريستيان إمرسون فيتيبالدي عندما دافع عن ألوان «ميناردي» و«فوتوورك»، وفشل بطل العالم ثلاث مرات الأوسترالي جاك برابهام في نقل سحره إلى نجله ديفيد في التسعينيات.


الحظ كان حليفه

«الحظ كان حليفه، وسيارة الأمان ساعدته»، هذا ما جاء على لسان مدير «رينو» فلافيو برياتوري، تعليقاً على إحراز بيكيت جونيور المركز الثاني في جائزة ألمانيا، إلا أن الإيطالي المخضرم لم ينفِ أن سائقه الشاب قاد بعدها بطريقة رائعة وصفها بالشجاعة، حيث بدا الأسرع على الحلبة بعد صاحب المركز الأول لويس هاميلتون