ملعب كرة قدم يتسع لمئتي ألف مشاهد وأكثر؟ لا، ليس الماراكانا في البرازيل، أو «السان دوني» في ضاحية باريس. إنه بكل بساطة، ملعب «الراية» في ضاحية بيروت الجنوبية، صار ملعباً للبطولات العالمية.
حسن زين الدين
من قلب منطقة صفير ـــــ حيّ الأبيض، في الضاحية، بات ملعبٌ رملي لكرة القدم، يمثّل أرض الحدث العالمي الذي يتابعه ملايين المشاهدين في العالم العربي والكون بأجمعه. عبارة «مباشر من ملعب الراية» باتت تتكرر على الشاشات وتستحوذ على الاهتمامات. فعلى جنباته، تنتصب كاميرات لكبرى الوكالات والمحطات التلفزيونية العالمية، وتتسابق العدسات لالتقاط ما تيسر من صور لما ينظّم على أرضه من مناسبات.
صحيح أن مزاولة لعبة كرة القدم على أرضه الرملية باتت من الماضي، مع توافر الكثير من ملاعب العشب الاصطناعي في الضاحية، إلا أنه بات يمثّل رمزية لمهرجانات تستحق التوقف عندها.

استاد «الراية» الدولي!

الوصول إلى ملعب «الراية» في منطقة صفير، سهلٌ جداً. من جهة الغرب، يوصلك أحد متفرعات أوتوستراد السيّد هادي نصر الله إلى المكان، أو تستطيع الوصول إليه من جهة الشرق عبر أوتوستراد الحدث ـــــ صفير. إذاً الموقع مميز وبعيد عن زحمة المدينة.
في الملعب الذي تحيط به أشجار منظمة من كل الجوانب، لا وجود لقوائم حديدية، بل ثمة عدد كبير من الأحجار، تسمح لبعض الصبية والناشئة بأن يقوموا «بتقسيمة» سريعة.
فالملعب ببساطة لم يعد يصلح للعب الكرة، ولا يحمل في جنباته الخاوية إلا الذكريات. أبو شادي، هو أحد من يرتبط بتلك الذكريات، يذكر أن الملعب بدأ يشهد كرج الكرة عليه قبل حوالى 15 سنة حيث كان عبارة عن قطعة بور، فحسّنتها التعبئة الرياضية في حزب الله، وأصبحت ملعباً لكرة القدم عرف بـ«الراية» يستخدمه أبناء المنطقة، ويضيف: «كنا ننظم دورات شعبية تجمع أبناء منطقة صفير وباقي المناطق، وقد شهد الملعب بروز العديد من اللاعبين على الساحة الكروية».
أما لماذا سمي الراية، فيشير أبو شادي إلى أن «اسم الملعب هو نسبة إلى فريق الراية التابع للتعبئة، وقد كنت أحد لاعبيه».
ويلفت أبو شادي إلى أن الفريق لم يعد يمارس اللعبة منذ 7 سنوات على الملعب، فبقي لأبناء المنطقة حتى عدوان تموز 2006، حيث تعرض لأضرار جراء تهدم المباني المجاورة وأصبح مكبّاً للخردة والحديد، فنظفناه لاستقبال المهرجانات.
... وبات رمزاً
حافظ المكان على اسمه ملعب كرة قدم، وتحول إلى مكان لتنظيم مناسبات ترتبط بالمقاومة، لكن كما هو معلوم، فإن هذه الاحتفالات كانت تجرى في الملعب منذ سنوات طوال حتى عندما كان صالحاً للعب.
في ملعب الراية، لا مدرجات كما في الملاعب العادية تستوعب الجماهير الوافدة ولا بطاقات دخول يدفعون ثمنها، فقد بات هذا الملعب يمثّل رمزية كبيرة لمرتاديه، وثمة علاقة نشأت بينهما، فهنا على أرضه صلّوا مرات ومرّات، ورفعوا الدعوات، ومن هنا التهبت حناجرهم عند احتفالات بالانتصارات. محمد، واحد من سكان منطقة صفير، لعب يوماً الكرة على أرضه، وباتت قيمته تضاهي كبرى الملاعب العالمية.
من هنا أطلّ السيّد حسن نصر الله والبطل سمير القنطار ومجاهدو المقاومة، في احتفال عملية الرضوان لتحرير الأسرى ويضيف: «بات المكان يمثّل العزة والكرامة لنا جميعاً» جملة يرددها خليل بلغة رياضية «من هنا سنواصل تسجيل الانتصارات في مرمى العدو».
أما أحمد الذي لم يعد يلعب الكرة على هذا الملعب فيرى أن تسمية الملعب «بالراية» كانت ذات دلالة، «فها نحن نرفع راية الانتصار على العدو من هذا المكان».


دورات كروية

اكتمل «العهد الجديد»

تتابعت مباريات الدور ربع النهائي لدورة العهد الجديد بكرة القدم المصغّرة «ميني فوتبول» على ملاعب «أول سبورت» في الشويفات يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، ففاز فريق DHL على قناة المرأة العربية (8 ـــــ3) سجّل للفائز سعيد غدّار (4) وهيثم زين الدين (2) ومحمد العشي وعلي بزي، وللخاسر عباس قطيش (3).
وفاز فريق جريدة الشرق على شركة رود ستار (15 ـــــ 1)، وفريق محطة الجزيرة على فريق جريدة الأخبار (4 ـــــ3) سجّل للفائز علي كرنيب (2) ومحمد مرتضى (2)، وللخاسر شربل كريّم وعلي حمية وجمال بزي.
وفي ختام مباريات الدور، فاز فريق فيد باك على شركة F D C (8 ـــــ5)، وسجّل للفائز أحمد كريّم (4) وعلي قاووق (2) وعلي جابر وداني كرم، وللخاسر علي محمد وعلي عز الدين وعباس العلي وخضر الدغلي ومحمد سلهب.
وستقام مباراتا الدور نصف النهائي يوم الثلاثاء، فيلتقي DHL مع الجزيرة والشرق مع فيد باك، على أن تقام المباراتان النهائيتان يوم الخميس في 29 الجاري في أجواء احتفالية يتخللها توزيع الكؤوس والدروع.