كان المنتخب السوفياتي من الأبرز أوروبياً وعالمياً في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، إذ إضافةً إلى إحرازه لقب كأس أوروبا عام 1960، وصل إلى النهائي ثلاث مرات أعوام 1964 و1972 و1988، وأنجب لاعبين كباراً أبرزهم «العنكبوت الأسود» أو «أسد موسكو» حارس المرمى العملاق ليف ياشين.وتدهور مستوى الكرة الروسية تدريجاً، وغادرت نخبة اللاعبين للاحتراف في الخارج بحثاً عن المغريات المادية، لكن قدوم عمالقة المال للاستثمار في الأندية المحلية وعلى رأسهم مالك نادي تشلسي الإنكليزي رومان ابراموفيتش، دفع اللاعبين ليعودوا إلى بلادهم، وخصوصاً أن رواتب الأندية المحلية أصبحت تضاهي معدلات دول أوروبا الغربية. وبدأت النتائج الإيجابية لتطور الكرة الروسية تظهر على صعيد الأندية مع فوز سسكا موسكو بلقب كأس الاتحاد الأوروبي عام 2005، وكرّر الإنجاز عينه نادي زينيت سان بطرسبورغ الموسم المنتهي الذي أكمل فصول «الثورة» الروسية في أوروبا.
ولم يتخطّ المنتخب الروسي الدور الأول في نهائيات كأس أوروبا منذ عام 1988، أي عندما وصل الاتحاد السوفياتي عامذاك إلى المباراة النهائية وسقط بهدفي الهولنديين رود خوليت وماركو فان باستن في مدينة ميونيخ الألمانية.
ويعود تراجع مستوى الروس إلى تفكّك الاتحاد السوفياتي عام 1991، وبالتالي عدم تمكّن روسيا الاستفادة من مواهب الجمهوريات الأخرى، وخصوصاً أوكرانيا التي أنجبت لاعبين تاريخيين مثل حاملي الكرة الذهبية أوليغ بلوخين وإيغور بيلانوف، وأخيراً أندريه شفتشنكو.
ولا يعود تأخر مستوى الروس إلى تفكّك الدولة العظمى السابقة فقط، بل إلى افتقاد اللاعبين الخبرة، وهو ما يجعل المدرب الهولندي غوس هيدينك في المكان المناسب لكي يصنع لاعبين قادرين على استعادة اللقب القديم الذي حققه السوفيات في النسخة الأوروبية الأولى عام 1960.
وقعت روسيا في مجموعة متكافئة تضم إسبانيا واليونان والسويد، ورغم ترشيح هيدينك إسبانيا والسويد للتأهل إلى ربع النهائي، إلا أن حظوظها تبدو كبيرة، واللافت أنها ستواجه إسبانيا واليونان مجدداً بعد أوروبا 2004، حيث سقطت أمام الأولى 0ـــ1 وتغلبت على حاملة اللقب 2ـــ1 بهدفي كيريتشنكو وبوليكين.
ويعتمد هيدينك على تشكيلة شابة، يتقدّمها حارس سسكا موسكو إيغور اكينفييف (22 عاماً) الذي تعرّض لإصابة أبعدته لفترة طويلة عن الملاعب، ليحمل فلاديمير غابولوف حارس أمكار بيرم المنتقل إلى دينامو موسكو وفياتشيسلاف مالافاييف حارس زينيت المشعل بدلاً منه.
وكما سلفه يوري سيمين، ضمّ هيدينك العمود الفقري لدفاع سسكا المتمثل بسيرغي إيغناشيفيتش والأخوين فاسيلي وأليكسي بيريزوتسكي.
لم تهتز شباك روسيا في التصفيات سوى 7 مرات في 12 مباراة، نظراً لحشد هيدينك قوة إضافية في خط الوسط، مطبّقاً طريقة 3ـــ5ـــ2 بفضل أداء دفاعي من إيغور سيمشوف (دينامو موسكو) وكونستانتين زيريانوف (زينيت) أفضل لاعب في روسيا عام 2007 والأقدم في تشكيلة هيدينك.
ويعود العمل الهجومي في خط الوسط إلى دينيار بيلياليتدينوف (لوكوموتيف موسكو) وفلاديمير بيستروف (سبارتاك موسكو) وإيفان ساينكو المحترف الوحيد خارج روسيا مع نورمبرغ الألماني.
(أ ف ب)