آسيا عبد الله■ 25 شخصاً فقط

فقد عقدت الهيئة الإدارية للاتحاد اجتماعاً استثنائياً أمس، برئاسة بيار كاخيا وحضور معظم الأعضاء، وبعد الاطّلاع على التقارير الخطية والشفهية الواردة، أصدر المجتمعون بياناً استنكروا فيه ما حصل، محمّلين مسؤولية ما حصل لإدارة الرياضي، وحددوا العدد المرافق للفريق إلى طرابلس يوم السبت بـ25 شخصاً فقط من إداريين ورابطة جمهور. كما أبعدوا جمهور المتحد عن كل ما حصل، «إذ لم يكونوا طرفاً في الحادث المذكور»، وطالبوا القوى الأمنية بإجراء تحقيق بالحادث وتحديد مسؤولية المسبّبين بهذه الفوضى.
وكان النادي الرياضي قد أصدر بياناً أمس، حمّل فيه مسؤولية ما حصل للاتحاد اللبناني لكرة السلة، متقدماً من جمهوره بأخلص التحية لولائه «ويفخر بهذا الجمهور ويبدي أسفه على الطريقة التى عومل بها من قبل قوى الأمن الداخلي ويندّد بتصرفات بعض أفرادها».
وفي هذا السياق، وبعد صدور البيانين: الاتحادي و«الرياضي»، قال رئيس الاتحاد، بيار كاخيا، الذي كان حاضراً على أرض الملعب أثناء حادث الشغب الذي حصل، «الذي حصل شكّل صدمة لي ولجميع الناس، فما حصل كان غير متوقع، غير مفهوم، لم يكن سببه كرة السلة ولا خلاف أو تلاسن بين الفريقين أو حتى اعتراض على حكم، لم يكن أساساً مرتبطاً بكرة السلة، ما حصل خرج عن اللعبة وعائلة كرة السلة اللبنانية»، وأضاف «صُدمنا أثناء وجودنا هناك، الجمهور يركض والقوى الأمنية تلاحقه وكأننا في فيلم مركّب، هرج ومرج حقيقيان».
وفي ما يخص تحميل الرياضي مسؤولية ما حصل للاتحاد، تابع كاخيا «لن أدخل في نقاش من يتحمّل المسؤولية، المسؤولية مشتركة بين الاتحاد والنادي المضيف والقوى الأمنية، لكن الذي حصل مرتبط بالرياضي ورابطة جمهوره»، وقال كاخيا في شأن المادة الأولى من بيان الرياضي التي شكر فيها جمهوره على ولائه، وكأن شيئاً لم يصدر عنه «نحن نؤمن بأن إدارة الرياضي تعرف تماماً ما حصل ويعرفون كيف يصلحون الأمور مع جماهيرهم»، أما في ما يخص القرار الاتحادي الصادر بمنع جمهور الرياضي من حضور مباراة فريقه غداً «طبّقنا المادة 49 من النظام الداخلي للاتحاد ولم نغرّمه مادياً».
إشارةً إلى أن الإشكال جاء على خلفية بعض الهتافات المذهبية بين أفراد من جمهور النادي الرياضي واستمر ليطال القوى الأمنية، لتتحول قاعة صائب سلام إلى قاعدة إنتاج لفيلم أميركي طويل، لا يظهر أن تصويره قد انتهى! ومن رأى عبوات الماء والكراسي وبرادات المياه المحمولة تتطاير في سماء النادي، ومن بعدها تجمّع القوى الأمنية في أعلى المدرج ومن ثم انقضاضها على الجمهور بقساوة في الملعب، يتأكد أنه فعلاً يشاهد فصلاً من فصول التدنّي الأخلاقي الذي ضرب رياضة لبنان! علماً بأن جمهور المتحد وبعضاً من جمهور الرياضي «المتعقّل»، تنحّيا ليشاهدا ما يحصل دون التدخل، حتى إنه وأثناء تبادل الكراسي في الهواء، علت هتافاتهما المشجّعة للنادي الرياضي، الذي لطالما حمل لواء السلة اللبنانية النظيفة!