تتنافس شركات التجهيزات الرياضية على استقطاب أفضل منتخبات كرة القدم لارتداء قمصانها من دون أن تبتعد هذه المنتخبات عن ألوانها التقليدية التي ترتبط غالبيتها بأعلام بلادها، فالبرازيل، بطلة العالم خمس مرات، ترتدي ألوان علمها الأصفر والأزرق والأخضر، كذلك الأرجنتين التي تلبس الأبيض والأزرق السماوي، وفرنسا بطلة العالم منذ عشر سنوات يطلق عليها لقب علم البلاد الـ «تريكولور» أي المنتخب المثلث الألوان الأزرق والأبيض والأحمر الحاضر على أرض المعركة منذ أيام الإمبراطور التاريخي نابوليون بونابرت.وتطول لائحة المنتخبات التي تعتمد ألوان أعلامها لباساً لمنتخباتها الوطنية، وبينها المنتخبات الأفريقية والآسيوية والعربية، لكن هذا الموضوع لا يعدّ قاعدة، إذ إن هناك بعض الدول التي تظهر بملابس لا تمتّ إلى أعلامها بصلة، ما يطرح التساؤل عن أسباب هذا الاختلاف والخروج عن القاعدة التقليدية؟.
يعود اختلاف بعض الدول في اعتماد ألوان ملابسها إلى أسباب تاريخية لها علاقة بأنظمة الحكم الملكية خلال القرون الماضية، ومن أبرز المنتخبات التي يطبّق عليها هذا الواقع ألمانيا وإيطاليا وهولندا.
صحيح أن ألمانيا وإيطاليا تخلّتا عن النظام الملكي منذ زمن بعيد، لكن هذا لم يمنعهما من الإبقاء على ألوانهما القديمة التي اشتهرتا بها، إذ إن المنتخب الإيطالي على سبيل المثال يرتدي اللون الأزرق الذي لا علاقة له بألوان العلم الإيطالي الأحمر والأبيض والأخضر، بل بلون عائلة «سافوا» الحاكمة التي أنجبت الملك فيكتور إيمانويل موحّد إيطاليا عام 1861، فكانت النتيجة أن عُرفت إيطاليا بالـ«سكوادرا اتزورا» أي المنتخب الأزرق اللّازوردي.
من ناحيتهم، تجنّب الألمان اعتماد الأسود والأحمر والأصفر إثر خسارتهم المذلّة في الحرب العالمية الأولى وفي ظل حكومة جمهورية فيمار (1919-1933)، ففضّلوا لون الإمبراطورية الألمانية الأبيض لقمصانهم والأسود لسراويلهم، الذي يرمز إلى نسر القيصر فيلهلم الثاني.
وحافظ الألمان على اللون الأبيض حتى بعد الحرب العالمية الثانية، التي جرّوا على أثرها أذيال الخيبة ثانيةً، لكنهم سرعان ما انتقموا لأنفسهم في كأس العالم 1954 التي أحرزوها في سويسرا على حساب المجر المرعبة 3-2.
اللون الأكثر تناقضاً مع علم بلاده هو للمنتخب الهولندي، الملقّب بالمنتخب البرتقالي والمختلف كثيراً عن ألوان العلم الحمراء والبيضاء والزرقاء. ويعود سبب ارتداء الهولنديين البرتقالي، إلى اللون الذي يرمز لسلالة «اورانج ناسو» التي حكمت البلاد في عزّها، أي عندما أعلن الملك ويليام الثاني (ويليام أورانج) استقلالها عام 1648.
16 علماً سترفرف فوق الأراضي النمسوية والسويسرية ابتداءً من غدٍ السبت، وستتقلّص إلى ثمانية بعد 16 يوماً من منافسات الدور الأول، ثم إلى أربعة في نصف النهائي بانتظار اللقاء الحاسم الذي سيتوّج على أثره بطل النسخة الثالثة عشرة من كأس أوروبا.
(أ ف ب)