علي صفانعيش بين أجواء السياسة والرياضة، بين مباريات محلية وأوروبية.. من تشكيلة الحكومة وعُقَدها إلى تشكيلة منتخبنا الكروي الخاسر، ومن تشكيلة التحالفات السياسية إلى تحالفات الجماهير الكروية. بطولة أمم أوروبا لكرة القدم انطلقت، ونحن محظوظون لأنها ستشغل بيوتنا وحواسنا لأسابيع بعروض ومنافسات راقية تريحنا من صراعات سياسية خطيرة. ونرى محلّلين نجوماً مثل كرويف وفينغر وماجر وذياب والجابر بدلاً من وجوه محلّلين مُكربة ومحرّضة تكهرب الغرائز والناس. ونرى جماهير مزيّنة بألوان وأعلام بلادها مشجّعة ومتقاربة بدلاً من جماهير تابعة كالخراف، وتتناحر كالذئاب.
الرياضة أرقى، بصراعاتها ونتائجها وحتى بخسائرها.

■ ■ ■


شوارع البلد مرآة لثقافة أهلها.
صدر عندنا قرار برفع اللافتات السياسية والأعلام الحزبية والصور من شوارع البلد. لافتات استخدمت فضاء الأحياء وحيطانها لتهنئة زعماء باسم الحي والمنطقة. تهانئ تجارية من سماسرة مواسم وزعامات فارغة.
شوارعنا استُغلّت وحيطانها لعبارات الشتم والتحريض ونداءات لخلفاء راشدين من طابور بلا رشد ولا راشدين.
الرياضة أرقى. قبلاً، كنا نقرأ «النجمة وبس» و«الأنصار مدرسة» والصفاء «تعا بورد»، ونرى لافتات وموالاة لنواد رياضية، كلها راحت بفضل زعامات وبكوات السياسة والميليشيات. ويُكرّمون أيضاً! آخ يا بلدنا... آخ يا رياضة بلدنا.

■ ■ ■


اختُتم موسم كرة السلة لبنانياً، بفوز الرياضي باللقب وبجدارة، وفاز المتحد بلقب المنافس الأول. وكسبت اللعبة نادياً طرابلسياً بجمهور محترم وإدارة راقية. وكسب اتحاد السلة بوعيه في مواجهة مشكلة الجمهور الرياضي فطبّق القانون وحافظ على حضور الجمهور الآخر.
كرة السلة ضربت كرة القدم وكرة السلطة عندنا، بإدارتها وجمهورها ونتائجها الفنية والمادية. إنها مسألة إدارة... الإدارة أولاً، ومنها ينبت التطور.

■ ■ ■


حكمة سوداء من ملاعبنا:
«أنا أشتم إذن أنا موجود» (جمهور رياضي).
«أنا مع جمهوري شاتماً أو مشتوماً» (إداري رياضي).