يتجدد السجال في الشارع الكروي السعودي في كل مرة يقال فيها مدرب أجنبي وتسند الإدارة الفنية للمنتخب إلى مدرب محلي حول ما إذا كان الأخير مجرد مدرب طوارئ كما هي حال ناصر الجوهر الذي خلف البرازيلي هيليو سيزار دوس أنجوس، أم أنه يملك فعلاً المؤهلات التي تمكنه من تولي المهمة حتى النهاية في المحافل القارية والعالمية.ورغم أن المدرب السعودي وصل مع «الأخضر» إلى أقصى الإنجازات، إلا أنه لا يزال في نظر الكثير من المهتمين بكرة القدم السعودية بعيداً عن الكفاءة التي تؤهله لتسلم مهام الإشراف على المنتخب، حيث ظل في معظم الحالات مدرب طوارئ لا أكثر.
ومنذ عام 2000، بدأ اسم ناصر الجوهر يظهر في الجهاز الفني للمنتخب عندما كان مساعداً للمدرب التشيكي ميلان ماتشالا في نهائيات كأس أمم آسيا في لبنان، وبعد خسارة السعودية في أول لقاءاتها أمام اليابان 0 ـــــ 4 تم استُغني عن ماتشالا وأسندت المهمة إلى الجوهر الذي نجح في قيادة المنتخب إلى المباراة النهائية قبل أن يخسر مجدداً أمام اليابان بهدف دون مقابل.
وأعطى هذا النجاح للجوهر فرصة البقاء في الأجهزة الفنية للمنتخب مدرباً مساعداً. وفي التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2002، خلف الجوهر الصربي سلوبودان سانتراتش بعد المباراة الأولى، ونجح في المهمة وأوصل الأخضر إلى النهائيات.
وبتكليف الجوهر حالياً بقيادة المنتخب خلفاً لدوس أنجوس يعاد سيناريو 2002، وكما هي العادة، الشارع الرياضي السعودي قلق ويطالب بالتعاقد مع مدرب أجنبي لقيادة «الأخضر» في الدور النهائي من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2010 في جنوب أفريقيا.
وكانت إنجازات المدرب السعودي قد بدأت مطلع الثمانينيات، ويسجل لعميد المدربين السعوديين خليل الزياني البداية القوية معها بتحقيق أول لقب في كأس آسيا عام 1984، ثم في العام ذاته قاد المنتخب الأولمبي للمرة الأولى إلى أولمبياد لوس أنجلس. وسجلت هذه البداية للمدرب المحلي قفزة نوعية للكرة السعودية، فالزياني أسس حقبة جديدة فيها، فمن حينها كبرت الطموحات وبدأ التخطيط الفعلي للحضور في أكبر تظاهرة عالمية، وهي نهائيات كأس العالم.
ويعترف الكثير من أصحاب الاختصاص في كرة القدم بأن المنتخب السعودي بحاجة إلى مدير فني أجنبي مع وجود المدرب المحلي مدرباً مباشراً، وخصوصاً أن الأخير يتفوق في الاختيار الدقيق للتشكيلة الأساسية أو القائمة المختارة للمنتخب، ويجيد أيضاً التكتيك أثناء المباراة، أما المدير الفني فهو الذي يجيد رسم الاستراتجية العامة للمنتخب.
تجدر الإشارة إلى أن دوس أنجوس أشاد بعد قرار إعفائه من مهمته بإمكانات ناصر الجوهر التدريبية، وأكد أنه يملك الخبرة والمعلومات عن أي لاعب سعودي، ويعرف كيف يوظف قدراته داخل الملعب.
(أ ف ب)