من المنتظر أن تكون المواجهة بين إيطاليا وفرنسا قمّة القمم بكل المقاييس، وببساطة الفائز فيها سيرافق هولندا إلى الدور ربع النهائي. ففي المرحلة الثانية ضربت هولندا بقوة ولقّنت فرنسا درساً قاسياً بفوزها عليها 4ــ1 على ملعب «ستاد دو سويس» في برن. وعلى ملعب «ليتزيغرند شتاديون» في زيوريخ أهدرت رومانيا فوزاً على إيطاليا كان سيضعها على مشارف ربع النهائي بعدما أضاع هدّافها أجريان موتو ركلة جزاء لتؤول المباراة إلى التعادل 1ــ1.وتتصدّر هولندا بـ6 نقاط كاملة تليها رومانيا بنقطتين وفرنسا ثالثة بنقطة واحدة وبفارق الأهداف أمام إيطاليا. وفي حال فوز رومانيا على هولندا ستتأهّل بغضّ النظر عن نتيجة مباراة فرنسا وإيطاليا.

هولندا × فرنسا

ضمنت هولندا صدارة «مجموعة الموت» وبالتالي تأهلها إلى الدور ربع النهائي بفوزها الثاني على التوالي المستحق على فرنسا 4ــ1 بعد مباراة شيّقة. وتركت إيطاليا وفرنسا لمعركة قاسية في مباراتهما المرتقبة.
تسيّد «البرتقاليون» الشوط الأول وصالوا وجالوا في المنطقة الزرقاء، فيما بدا «الديوك» كأنهم في صدمة الضغط الهولندي. وأثمرت ضراوة الطواحين هدفاً سريعاً في الدقيقة العاشرة عبر ديرك كويت الذي استثمر عرضية فان درفارت من ركلة ركنية وحوّلها كويت برأسه داخل شباك كوبيه.
وفي الشوط الثاني سيطرت فرنسا، وقام مدرب هولندا ماركو فان باستن بضربة معلم بإشراكه أريين روبن الذي زاد من دوران الطواحين البرتقالية، بعدما أضاع تييري هنري فرصة نادرة عندما انفرد بفان درسار وأطاح الكرة فوق العارضة، ومن هجمة مرتدة سريعة عكس روبن عرضية أمام مرمى كوبيه قابلها البديل روبن فان بيرسي بتسديدة قوية ارتدت من يد كوبيه وتهادت داخل شباكه في الدقيقة 59، ثم تزايد الضغط الفرنسي الذي قلّص النتيجة إلى 1ــ2 عبر تييري هنري الذي زرع عرضية ويلي سانيول في شباك درسار في الدقيقة 71، وجاء الرد «البرتقالي» بعد أقل من دقيقة عبر روبن الذي تسلّم الكرة داخل المنطقة الفرنسية وتلاعب بليليان تورام وسدد من زاوية ضيّقة الهدف الثالث في الدقيقة 72. وقبل أن تلفظ المباراة أنفاسها الأخيرة اختتم ويسلي سنايدر المهرجان الهولندي بهدف رائع عندما تسلّم الكرة وسددها من خارج المنطقة قوية في المقص الأيمن للحارس كوبيه (91).

إيطاليا × رومانيا

يمكن تصنيف المباراة أنها «خمس نجوم» ولعلها من أجمل مباريات الدور الأول حتى الآن، ويمكن اعتبار الحارسين الإيطالي جيان لويجي بوفون والروماني بوغدان لوبونت نجميها بلا منازع، فالأول أبقى على حظوظ بطلة العالم في التأهل لربع النهائي والثاني ذاد عن مرماه ببسالة متناهية.
استهلت إيطاليا اللقاء بضغط رهيب بعدما أجرى المدرب دونادوني 5 تبديلات على التشكيلة التي خسرت أمام هولندا، فيما لجأ بيتوركا إلى تعديلين فقط في خط الوسط، واعتمد الأول على لوكا طوني رأس حربة وحيداً، والثاني على ادريان موتو وحيداً أيضاً في المقدمة. وكان المنتخب الإيطالي الأفضل هجوماً وفرصاً وأداءً دون أن يوفّق مهاجموه في ترجمة أي من الفرص، بينما كانت فرص رومانيا أقل لكنها أوضح عبر الهجمات المرتدة السريعة وكانت أبرز الفرص تسديدة تشيفو من ركلة حرة فاصطدمت الكرة ببانوتشي وارتدت من أسفل القائم الأيمن (19) وأجرت رومانيا تبديلاً اضطرارياً في الدقيقة 25 بعد إصابة رادوي، وسجّل طوني هدفاً لإيطاليا في الوقت بدل عن ضائع ألغاه الحكم المساعد بداعي التسلل.
وتخلّت رومانيا عن حذرها الدفاعي في الشوط الثاني وارتكب زامبروتا خطأً قاتلاً عندما أعاد برأسه إلى بوفون كرة رُفعت من الخلف طويلة فخطفها القناص موتو وأسكنها الشباك في الدقيقة 55، ودامت الفرحة الرومانية دقيقة واحدة فقط ليأتي الرد الإيطالي سريعاً إثر ركنية من الجهة اليسرى استقبلها كيليني برأسه وفشل تاماس في إبعادها فوضعها بانوتشي داخل المرمى في الدقيقة 56، ثم استمرت الفرص من هنا وهناك وبرع الحارس لوبونت في التصدي للتسديدات «الزرقاء»، واحتسب الحكم ركلة جزاء لرومانيا إثر خطأ ارتكبه بانوتشي نفّذها موتو وتصدى لها بوفون ببراعة (81)، وضغط «الآزوري» في الدقائق الأخيرة دون تغيير النتيجة.