Strong>تحسم البطاقة الأخيرة المؤهلة إلى الدور ربع النهائي في كأس أوروبا 2008 لكرة القدم الليلة الساعة 21.45، عندما تلتقي السويد مع روسيا على ملعب «تيفولي» في إنسبروك النمسوية، وذلك في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الرابعة التي تشهد مباراة هامشية على ملعب «شتاديون فالس سيزنهايم» بين اليونان التي فقدت لقبها وإسبانيا التي سبق أن ضمنت صدارة المجموعة
تبدو الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها في لقاء السويد وروسيا، حيث سينشد الفريقان الفوز للعبور إلى الدور ربع النهائي، رغم أن الأولى تحتاج إلى التعادل لضمان تأهلها بفارق الأهداف.
وكانت السويد قد سجلت بداية قوية بفوزها على اليونان بهدفين نظيفين، بينما لقيت روسيا سقوطاً كبيراً 1ـــ4 أمام إسبانيا التي عادت لتفوز على السويد في الدقائق القاتلة 2ـــ1، فيما وضعت روسيا نفسها في موقف جيّد بفوزها المهم على اليونان 1ـــ0.
وستكون المواجهة بين السويد التي تملك أكبر معدل من أعمار اللاعبين وروسيا التي تملك أصغر معدل، وهو الأمر الذي يأمل مدرب السويد لارس لاغرباك أن يصبّ في مصلحة منتخبه المتمتع بخبرة أوفر.
وإذا عبرت السويد إلى ربع النهائي فإنها ستواجه هولندا في ربع النهائي، في إعادة لسيناريو بطولة 2004 في البرتغال وحسمها الهولنديون عامذاك بركلات الترجيح.
ويقول لاغرباك الذي يعتمد على «الحرس القديم» في تشكيلته الأساسية، أمثال القائد فريدريك ليونغبرغ والهداف المخضرم هنريك لارسون: «الأمر الأهم في مباراة كهذه هو التحضّر نفسياً لمواجهة كل الاحتمالات، لأنه سيكون من الصعب التواصل مع اللاعبين خلال اللقاء».
ويتوقع أن يكون هداف المنتخب السويدي زلاتان ابراهيموفيتش جاهزاً للمباراة، بعدما اضطر للخروج أمام إسبانيا إثر شعوره بأوجاع في الركبة، وهي الإصابة التي عانى منها طوال الموسم المنتهي مع فريقه أنتر ميلان بطل إيطاليا، وقد رأى لاغرباك أن «إيبرا» يمثّل مركز الثقل في تشكيلته، وهو الوحيد القادر على تغيير وجهة المباراة.
وأكد لاغرباك في الوقت عينه أنه لا يعرف ما إذا كان ابراهيموفيتش يستطيع أن يلعب الدقائق التسعين بأكملها في المواجهة الحاسمة ضد روسيا، قائلاً: «أعتقد أنه سيبدأ المباراة، لا أستطيع تأكيد هذا الأمر، فوضعه يشبه إلى حدّ بعيد السيناريو الذي سبق مباراة إسبانيا، فهو يشعر بألم بسيط في الركبة».
في المقابل، قدّم المنتخب الروسي أداءً جيداً في مباراته الأخيرة أمام اليونان، رغم عدم تسجيله نتيجة عريضة، وهو بالطبع لا يبدو فريقاً هجومياً مخيفاً، لكن لديه العناصر القادرة على إحداث الفارق، وسيضاف إليها صانع الألعاب المميّز أندري أرشافين الذي لم يشارك حتى الآن بسبب الإيقاف.
وقد يعمد مدرب روسيا الهولندي غوس هيدينك إلى تغييرات طفيفة، تحديداً في خط الهجوم، عبر إشراك مهاجم نورمبرغ الألماني إيفان ساينكو إلى جانب رومان بافليوتشنكو.
من جهته، حذّر أرشافين (27 عاماً) من صعوبة مواجهة السويد قائلاً: «السويديون سيكونون أقوياء جداً، وهم لا يقاتلون فقط بل يعلمون كيفية تحويل المباراة لمصلحتهم. أعتقد أنه إذا أظهرنا الإصرار الذي بدا علينا أمام اليونان، فستكون مباراة مثيرة للاهتمام».
اليونان ـــ إسبانيا
وتنشد إسبانيا تحقيق العلامة الكاملة عندما تقابل اليونان، بعد العرضين القويين أمام روسيا والسويد على التوالي.
ومن دون شك، سيعمد المدرب لويس اراغويس إلى إراحة غالبية لاعبيه الأساسيين، وخصوصاً الثلاثي كارليس بويول ودافيد سيلفا وسانتياغو كازورلا.
ويعاني بويول من التهاب في مفصل قدمه اليمنى، وسيلفا من التواء في الكاحل، بينما تبدو حالة كازورلا مشابهة للأول، لكن الإصابة في قدمه اليسرى بحسب ما أفاد الاتحاد الإسباني.
وقال أراغونيس: «أعتقد أنني سأجري تغييرات. نحن مجموعة مميزة ويجب أن يأخذ الجميع فرصتهم».
وربما يسند اراغونيس دوراً قيادياً للشاب سيسك فابريغاس الذي اعتمده ورقة رابحة، وذلك في سبيل إراحة شافي هرنانديز واندريس اينييستا اللذين قدّما عرضاً جيداً إلى جانب البرازيلي الأصل ماركوس سينا في الوسط، كما يفترض أن يلعب المدرب «العجوز» ورقة هداف الدوري دانيال غويزا الذي لا يقل شأناً عن الثنائي المرعب فرناندو توريس ودافيد فيا متصدر ترتيب الهدافين برصيد 4 أهداف.
وفي موازاة أمل اليونان بتحقيق نتيجة إيجابية للخروج بشرف من البطولة، فإنها تسعى أيضاً لهزّ الشباك، وهي الوحيدة التي بقيت من دون رصيد تهديفي حتى الآن.
وقال المهاجم فانيس جيكاس: «نريد العودة إلى بلادنا مرفوعي الرأس»، مضيفاً: «انتهت بطولة أوروبا بالنسبة لنا أمام روسيا، لكن لا تزال لدينا كرة قدم لنقدّمها إلى مشجعينا».
وربما أكثر الذين سيدخلون اللقاء بأعصاب مريحة هو مدرب اليونان الألماني أوتو ريهاغل بعدما أكد رئيس الاتحاد اليوناني فاسيليس غاغاتسيس أن الرجل الذي قاد «بلاد الفلاسفة» إلى اللقب القاري قبل 4 سنوات، سيبقى في منصبه رغم الخروج المخيّب هذه المرة من البطولة القارية.
وقال غاغاتسيس في تصريح لصحيفة «كاثيميريني»: «سنبقى سوياً حتى عام 2010.
من السهل تغيير المدرب، لكن قوة هذا الفريق تكمن في الثقة المتبادلة بين أفراد المنتخب والمدرب». وأضاف: «في هذا البلد، لدينا ميل نحو النسيان، يجب أن نتذكر أن ريهاغل هو مهندس أهم إنجاز رياضي في تاريخ اليونان».
وكان ريهاغل استلم منصبه عام 2001 وصعد بالمنتخب اليوناني من المركز الواحد والستين عالمياً إلى الثامن بعد تتويجه باللقب القاري، وينتهي عقده في نهاية مونديال 2010 المقرر في جنوب أفريقيا.
(أ ف ب)