تواجه هولندا اختباراً من نوعٍ جديد أمام روسيا الليلة، الساعة 21.45 بتوقيت بيروت، في مدينة بازل السويسرية، في الدور ربع النهائي من كأس أوروبا 2008 لكرة القدم. ويدخل المنتخب الهولندي المباراة مرشحاً لتخطي عقبة نظيره الروسي، بيد أن الأخير قدّم كرة هجومية رائعة بدوره ضد السويد وتفوّق عليها 2ـــ0 ليستعيد توازنه بعد الخسارة القاسية في الجولة الأولى أمام إسبانيا 1ـــ4.وأكد مدرّب هولندا ماركو فان باستن أنه سيتابع شريط الفيديو للمباراة بين إسبانيا وروسيا ليدرك الطريقة المثلى للفوز على المنتخب الروسي. وقال: «علينا أن نرى ماذا فعل الإسبان بالروس في المباراة الأولى واستخلاص العبر».
ويتوقع أن يستهل فان باستن المباراة بالتشكيلة التي خاضت الشوط الثاني من المباراة ضد فرنسا، أي بإشراك اريين روبن على حساب لاعب الوسط المدافع أورلاندو انغيلار.
ويتمتع المنتخب الهولندي بأكثر من ورقة رابحة، إضافة إلى وجود القناص رود فان نيستلروي، بينما بدا واضحاً أن العمل الذي يقوم به الثنائي رافايل فان در فارت وويسلي سنايدر كبير جداً أيضاً، ليس فقط من الناحية الهجومية بل من الناحية الدفاعية أيضاً لكي يخففا الضغط على خط الدفاع.
في المقابل، يبدو أن المنتخب الروسي تعلّم من أخطائه التي ارتكبها في المواجهة الأولى ضد إسبانيا، وعرف مدربه القدير غوس هيدينك كيف يعيده إلى سكة الانتصارات ويضعه في ربع النهائي ليواجه منتخب بلاده.
واعترف هيدينك بأن لقاء روسيا وهولندا هو «موعد مميّز لي»، وخصوصاً أنه قاد بلاده إلى نصف نهائي مونديال 1998 في فرنسا. ويقول هيدينك «أعرف اللاعبين الهولنديين جيداً، وأعرف المدرب (فان باستن) وبعض معاونيه الذين عملت معهم سابقاً، نحن نلعب كرة جميلة، مثلهم، لذا سيكون اللقاء حماسياً».
ويستطيع هيدينك الاعتماد على ورقتين رابحتين هما مهاجمه المتألّق رومان بافليوتشنكو الذي سجل هدفين في البطولة حتى الآن، وصانع الألعاب المتألّق أندري ارشافين. ويقول ارشافين مازحاً «صحيح أنه كان بمقدورنا الخروج بغلّة أوفر من الأهداف في مرمى السويد، لكننا قررنا توفير بعض الأهداف للمباراة ضد هولندا».
وتابع «صراحة، كنت أفضل مواجهة فريق آخر، لأن المنتخب الهولندي أثبت أنه الأقوى في البطولة، لكن قدرنا أن نواجه الأقوى، وآمل أن نقف في وجهه».
والتقى هيدينك وفان باستن وجهاً لوجه مرّتين، الأولى قبيل انطلاق مونديال ألمانيا عام 2006 عندما كان الأول مدرباً لمنتخب أوستراليا، وانتهى اللقاء بالتعادل 1ـــ1، ثم مجدداً في شباط 2007، عندما أصبح هيدينك مدرباً لروسيا وأدّت المباراة إلى فوزٍ كبير لهولندا 4ـــ1.

إسبانيا ـــ إيطاليا

وستكون موقعة إسبانيا مع إيطاليا في العاصمة النمسوية فيينا غداً 21.45 أيضاً، الأبرز على الإطلاق في ربع النهائي، بالنظر إلى الكمّ الهائل من اللاعبين النجوم الذين يملكهما الفريقان.
وتعدّ المباراة اختباراً صعباً للدفاع الإيطالي الذي سيواجه هدّاف البطولة دافيد فيا (4 أهداف) وزميله الخطير فرناندو توريس، بينما يأمل الإسبان استعادة المدافع كارليس بويول لجهوزيته قبل الموقعة، وهو الذي غاب عن حصص تدريبية عدة للإصابة.
واعتبر مدرب إسبانيا لويس أراغونيس أن غياب اندريا بيرلو عن تشكيلة إيطاليا «عنصر مهم».
وقال أراغونيس إنه لا يعلّق أهمية كبرى على غياب جينارو غاتوزو للإيقاف أيضاً عن هذه المباراة. وأضاف «أقرّ بأن بيرلو لاعب كبير جداً، لكن القول إن غاتوزو هو كذلك أيضاً، أنا لا اتفق مع هذا الرأي. إيطاليا تملك كثيرين مثل غاتوزو لكنها لا تملك إلا بيرلو واحداً»، مشيراً إلى أن غياب بيرلو لا يعني على الإطلاق تأهّل إسبانيا إلى نصف النهائي.
وأوضح أن «بيرلو هو المعدّ المبدع، بينما تمتلئ صفوف إيطاليا بلاعبين يجيدون الدفاع مثل غاتوزو. لكن قد يمرّ بيرلو بأوقات سيّئة، ومن سيحل محله قد يقدّم مباراة العمر ضدنا».
(أ ف ب)