سيكون السويسري روجيه فيديرر، المصنف أول عالمياً، أمام امتحان كبير في الدفاع عن لقبه وسيطرته الكبيرة على ألقاب بطولة ويمبلدون الإنكليزية لكرة المضرب، ثالثة البطولات الأربع الكبرى «الغراند شيليم»، في الأعوام الخمسة الأخيرة، وسيواجه منافسة قوية، وخصوصاً من الإسباني رافايل نادال والصربي نوفاك ديوكوفيتش.وتكتسي البطولة الإنكليزية أهمية كبيرة بالنسبة إلى فيديرر في مسيرته الاحترافية، فهو يسعى إلى استعادة نغمة الألقاب الكبرى البالغ عددها في رصيده حتى الآن 12 لقباً، لكنها غائبة عن خزائنه هذا العام بعد فشله في بطولتي أوستراليا وفرنسا بخروجه من الدور نصف النهائي، في الأولى على يد ديوكوفيتش، وخسارته النهائي في الثانية أمام نادال. وإذا كان فيديرر قد عزا خروجه من بطولة أوستراليا إلى إصابته بفيروس، فإنه تلقى خسارة مذلة أمام نادال في نهائية رولان غاروس هي الأسوأ في مسيرته الاحترافية.
ويطمح فيديرر إلى إعادة الأمور إلى نصابها من خلال بطولة ويمبلدون على الملاعب العشبية، وهو اختصاصي فيها، وبالتالي محو الصورة المخيبة التي بدا عليها منذ مطلع العام الحالي، ليؤكد أن ما حصل لم يكن سوى «كبوة فارس» وأنه لا يزال يملك الإمكانات والمؤهلات التي خولته صدارة التصنيف العالمي منذ أعوام عدة.
ويدرك فيديرر أن أي فشل في ويمبلدون سيكون بداية النهاية لمسيرته الاحترافية بعد التألق اللافت للعديد من اللاعبين الصاعدين، وأبرزهم ديوكوفيتش.
وبطولة ويمبلدون من البطولات المفضلة لدى فيديرر، حيث فرض نفسه بطلاً فيها في الأعوام الخمسة الأخيرة، معادلاً الرقم القياسي في عدد الألقاب المتتالية الذي كان بحوزة السويدي بيورن بورغ بعدما ناله الأخير من 1976 إلى 1980، وهو بالتالي يسعى إلى تسجيل رقم قياسي جديد في البطولة بنيل لقبها للمرة السادسة على التوالي ورفع رصيده من الألقاب الكبرى إلى 13 لقباً.
ويدخل فيديرر البطولة بمعنويات عالية، بعدما توج الأسبوع الماضي بلقب دورة هالة الألمانية. يذكر أن فيديرر لم يخسر أي مباراة على الملاعب العشبية منذ عام 2002، وتحديداً عندما خرج من الدور الأول بخسارته أمام الكرواتي ماريو انسيتش.
بيد أن جميع هذه المعطيات قد لا تعني الشيء الكثير إذا لم يظهر السويسري بمستواه المعهود، وخصوصاً أنه أحرز اللقب العام الماضي بفوز صعب على نادال في ثاني مباراة نهائية على التوالي بينهما في البطولة، بالإضافة إلى أن مهمة فيديرر لن تكون سهلة هذا العام، بدءاً من الدور الأول عندما يلتقي السلوفاكي دومينيك هرباتي. وقد يلاقي فيديرر في الدور الثاني اختباراً صعباً أيضاً أمام الأوسترالي ليتون هويت، آخر لاعب نال لقب ويمبلدون 2002 قبل أن يحتكرها فيديرر.
وسقط فيديرر 3 مرات أمام نادال على الملاعب الترابية، لكنه خسر أيضاً مباريات أمام لاعبين فرض أفضليته عليهم في الأعوام الأخيرة، من مثل الأميركي أندي روديك والتشيكي راديك ستيبانيك والأميركي الآخر ماردي فيش.
في المقابل، يبدأ نادال المصنف ثانياً مشواره بمواجهة الألماني أندرياس بيك. ويمني نادال النفس ببلوغ المباراة النهائية للمرة الثالثة على التوالي بعدما خسر أمام فيديرر في العامين الأخيرين، وخصوصاً أنه يدخل البطولة هذا العام بمعنويات عالية بتتويجه بطلاً لرولان غاروس للعام الرابع على التوالي بتغلبه على فيديرر ثم إحرازه لقب دورة كوينز على الملاعب العشبية للمرة الأولى في مسيرته بتفوقه على العملاق الكرواتي إيفو كارلوفيتش وروديك ديوكوفيتش في المباراة النهائية.
وبعدما نجح في معادلة الرقم القياسي في عدد الألقاب المتتالية في رولان غاروس الذي كان بحوزة بورغ، يأمل نادال في معادلة رقم ثان للسويدي، وهو الثنائية (رولان غاروس وويمبلدون) حيث كان بورغ آخر من حقق هذا الإنجاز 3 مرات متتالية أعوام 1978 و1979 و1980.
وفي حال نجاح نادال في مشواره في الأدوار الأولى في البطولة، فإنه قد يلاقي الروسي نيكولاي دافيدنكو في نصف النهائي وفيديرر في النهائي للعام الثالث على التوالي.
ويلعب ديوكوفيتش الثالث مع الألماني ميكايل بيرر، وهو مرشح بقوة لبلوغ دور الأربعة، حيث من المفترض أن يلاقي فيديرر.
ولدى الجنس الناعم، ستكون المنافسة حامية بين لاعبات كثيرات، في مقدمتهن الصربية آنا إيفانوفيتش، المصنفة أولى وبطلة رولان غاروس، قبل أسبوعين، ومواطنتها يلينا يانكوفيتش والروسية الحسناء ماريا شارابوفا ومواطنتها دينارا سافينا، وصيفة بطلة رولان غاروس والصاعدة بقوة هذا العام، والأميركية فينوس وليامس حاملة اللقب وشقيقتها سيرينا.
وتستهل إيفانوفيتش مشوارها بمواجهة البارغويانية روسانا دي لوس ريوس، فيما تلعب يانكوفيتش مع الأوكرانية أولغا سافتشوك، وشارابوفا مع الفرنسية ستيفاني فوريتز.
وأشارت شارابوفا التي خسرت صدارة التصنيف العالمي لمصلحة إيفانوفيتش، إلا أن الجميع يرشحونها وإيفانوفيتش للمباراة النهائية، رغم تألقها الدائم على الملاعب العشبية.
وشاطرت إيفانوفتيش شارابوفا الرأي وقالت: «الملاعب العشبية تكتسي طابعاً خاصاً، واللعب عليها سريع جداً، وبالتالي يجب أن تكون جاهزاً بدنياً».
وتبدأ فينوس وليامس المصنفة سابعة حملة الدفاع عن لقبها بمواجهة البريطانية ناومي كافاداي، وهي تسعى إلى اللقب الخامس في البطولة الإنكليزية.
(أ ف ب)