strong>كرة أوروبا في لبنان... إسبانيا فاجأت إيطاليا بطلة العالم وأقصتها... فعلتها روسيا وأخرجت هولندا القوية... تركيا وضعت حداً لمسيرة كرواتيا، وألمانيا عرّت البرتغال... هوَسٌ ملأ شوراع بيروت ليختلف اللبنانيون حتى على منتخباتهم الأوروبية المشاركة!
آسيا عبد الله
لأن اللبناني بطبعه يحب «النزول إلى الشارع»، ولأنه يعشق رفع الأعلام والشعارات، فقد رأى في كأس أوروبا فسحة لينفّس عن مشاعره هذه، والمشهد يتكلم عن نفسه: أعلام للجميع، مقاه فتحت أبوابها ووضعت شاشات عملاقة لتنزل عند رغبة الزبائن الذين انقسموا بين محب لألمانيا وعاشق لإيطاليا رغم الخسارة، ومتحمّس لوصول تركيا وروسيا إلى النهائي «نكاية بالألمان والطليان»!
كيف تدور كرة أوروبا في أجواء نجوم الرياضة عندنا؟

«سركيس» وحكايته مع الألمان

لطالما عُرف بعشقه للمانشافت، ومتابعته الشديدة للبوندسليغه الألمانية ولاعبيها وكل أخبارها، كيف لا وهو أحد أهم مدربي كرة السلة اللبنانية المخضرمين، غسان سركيس أشاد بالألمان ورشّحهم ليكونوا في نهائي كأس أوروبا الحالية، «ارتكبوا هفوة مع المنتخب الكرواتي حين خسروا 0ـــ1 لكنهم عدّلوا المستوى في ربع النهائي حين تخطوا البرتغال القوية وأقصوها من المنافسات»، وأضاف «رغم عدم فوز المنتخب الألماني ببطولة كأس العالم الأخيرة، إلا أنني أرى أنهم يقدمون كرة جيدة، وأرى أن اللقب الأوروبي سيكون من نصيب المانشافت».
وعن البطولة عموماً أكد سركيس أن المنتخبات التي قدّمت مستويات جيدة في الدور الأول كهولندا والبرتغال غُلب على أمرها في ربع النهائي، «فألمانيا سحقت البرتغال، والروس عرّوا هولندا، وأعتقد أن الاستراتيجيات المعتمدة في المباريات هي اللافتة أكثر من اللعب الجميل الذي يستمتع به الجمهور عادةً». سركيس يفضّل لاعبين أمثال الألماني مايكل بالاك والبرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي فرانك ريبيري والإسباني فرناندو توريس، وصرّح لـ«الأخبار» أن المنتخبات بمعظمها قدّمت أداءً جيداً منذ انطلاق البطولة، «فالنمسا وسويسرا المضيفتان، رغم عدم تأهلهما، لعبتا جيداً، والروس قاموا من خسارتهم المخيبة أمام إسبانيا 1ـــ4 وأقصوا هولندا القوية، واليونان حاملة اللقب كانت تخسر بصعوبة في كل مرة».

«الخطيب» وعشقه للطليان

أما نجم منتخب لبنان لكرة السلة فادي الخطيب فإيطالي بامتياز، ولسوء حظه أن الطليان خرجوا من المنافسة بخسارتهم المخيبة أمام إسبانيا، أول من أمس، وعندما سألنا الخطيب عن توقعاته في شأن مباراة منتخبه المفضل وإسبانيا قال «إيطاليا ستفوز وستكون في النهائي في وجه ألمانيا، واللقب طبعاً للطليان».
خيّب الطليان توقّع الخطيب وخرجوا، وتركوا «أبو جهاد» يقول «الروس هم أكثر المنتخبات ثباتاً حتى الآن، أخرجوا الهولنديين ودخلوا المربع الذهبي بجدارة».

«أبو شقرا» والوالدة

هذا كله في كفة، والخسارة التي نزلت على مسمع مدرب منتخب لبنان لكرة السلة فؤاد أبو شقرا في كفة أخرى! كيف لا وهو مشجّع إيطالي صميم، أمه إيطالية ويحمل جنسيتها ومستعد ليقاتل من أجل الطليان رغم الخسارة، فيعطي أبو شقرا المبررات ويقول «ليسوا بمستواهم المعهود، فالإصابات ضربت منتخبهم، وهذا وحده كاف لخروجهم»، وللأمانة فقد سُئل أبو شقرا عن توقعاته قبل لقاء إيطاليا وإسبانيا فكانت إجابته «إسبانيا ستفوز وستصل إلى النهائي برفقة ألمانيا»!

لاعبات لبنان والروح الفنية العالية

رشا محمد لاعبة كرة القدم في نادي الصداقة اللبناني، وإحدى نجمات منتخب لبنان، أكّدت أن لمنتخب ألمانيا الحظ الأكبر في الوصول إلى النهائي «وخصوصاً أنه سيلتقي تركيا في نصف النهائي، والخبرة ستلعب دورها»، مضيفة «رغم أنهم لم يقدموا المستوى الجيد في بعض المباريات، إلا أنهم سيفعلونها في المباريات المقبلة».
«رشا» هي المشجعة الألمانية الوحيدة في عائلتها التي تعجّ بالمشجّعين للطليان، وفي هذا الصدد لا حول لها ولا قوة، فالكلمة لهم «أتابع مباريات ألمانيا خارج المنزل، وإذا اضطررت أذهب إلى بيت أختي». إشارةً إلى أن «رشا» رشّحت ألمانيا وإسبانيا في نهائي البطولة الأوروبية الأحد المقبل، أما اللقب فـ«لألمانيا طبعاً»!
أما لاعبة الصداقة الأخرى ديما فروخ فهي إسبانية «حتى الموت... حتى الموت»، عبّرت عن عدم توقّعها من سيصل إلى نهائي البطولة «لأنها ليست كغيرها من البطولات، كيف يمكنهم أن يتنبأوا بنتيجة مباراة إيطاليا وإسبانيا لا أعرف!». «ديما» رأت أن المنتخب الإسباني يعرف تماماً ما يريد وما يفعل على أرض الملعب، وهذا سيخوّله أن يخوض النهائي «وقد يكون ذلك برفقة ألمانيا... ممكن!». وتبقى كرة أوروبا تدور في مباريات ثلاث حتى جلاء اللقب، يوم السبت، ويبقى هواتها عندنا يدورون في فلك التوقعات والاستمتاع ...