يترقب الجميع هوية الطرف الثاني في المباراة النهائية لكأس أوروبا 2008 لكرة القدم المقامة في النمسا وسويسرا، وذلك عندما يلتقي منتخب روسيا نظيره الإسباني، الليلة الساعة 21.45في فيينا، في ثاني مباراتي الدور نصف النهائي. ويدخل الروس المباراة بمهمة مزدوجة، إذ يتمثّل هدفهم الأول بالثأر للخسارة القاسية التي تعرّضوا لها أمام إسبانيا 1-4 في الدور الأول ضمن منافسات المجموعة الرابعة.أما الهدف الثاني فيتمثّل ببلوغ روسيا المباراة النهائية للمرة الأولى منذ تفكّك الاتحاد السوفياتي إلى جمهوريات عدة عام 1990.
وقد تحسّن أداء المنتخب الروسي كثيراً، وبدا واضحاً أن خسارته المباراة الأولى كان مردّها إلى غياب صانع الألعاب المتألق اندري ارشافين أحد أبرز نجوم البطولة الحالية، وخصوصاً بعد عرضيه الرائعين في المباراتين الأخيرتين أمام السويد وهولندا على التوالي.
ويؤكد النقاد واللجنة الفنية التابعة للاتحاد الأوروبي بأنه إذا قُدّر لأرشافين قيادة منتخب بلاده إلى المباراة النهائية فإنه سينافس بقوة على لقب أفضل لاعب فيها متفوّقاً على البرتغالي كريستيانو رونالدو والهولندي ويسلي سنايدر.
ولم يكن ارشافين وحده الذي لفت الأنظار، فقد تألّق أيضاً المهاجم رومان بافليوتشنكو الذي سجل ثلاثة أهداف، والظهير الأيسر يوري زيركوف ولاعب الوسط الآخر سيرغي سيماك وقدّموا أداءً هجومياً ممتعاً.
ويقود هذه المجموعة الرائعة المدرب المحنّك غوس هيدينك الذي استغل المواهب التي يتمتع بها هؤلاء من سرعة في بناء الهجمات المرتدة ومن فنيات عالية لكي يبني فريقاً سيكون له شأن في المستقبل، وخصوصاً أن معدّل أعمار لاعبيه لا يتخطّى الخامسة والعشرين.
وأعرب هيدينك عن سروره للطريقة الهجومية التي ينتهجها فريقه بقوله: «أنا مسرور لأن فريقي يقدّم كرة ممتعة وأسلوباً شيّقاً».
وأمل هيدينك أن يظهر فريقه بشكل أفضل من المباراة الأولى ضد إسبانيا وقال في هذا الصدد: «أتمنى أن أرى وجهاً جديداً للمنتخب الروسي في المباراة المقبلة، لكن إسبانيا قوية جداً وسيطرت تماماً على الدور الأول بتحقيقها 3 انتصارات. اللاعبون الإسبان يملكون خبرة أكثر منا لذلك هم مرشحون للفوز».
واعترف بأن ظروف المباراة الأولى صبّت في مصلحة إسبانيا: «حقيقة الأمر أننا لم نلعب أمامها كما يجب، والهدف الأول المبكر هو الذي حدّد الفارق بين المنتخبين، استطاعوا بعده اللعب على الهجمات المرتدة. حاولنا نحن القيام بهجوم مكثّف لكن حالما نخسر الكرة يعودون بمرتدات خطرة وسريعة جداً».
وسيعاني المنتخب الروسي غياب قلب دفاعه الصلب دينيس كولودين الموقوف لنيله البطاقة الصفراء الثانية في البطولة. وانتُقد كولودين كثيراً إثر الخسارة الفادحة أمام إسبانيا، وحمّلته الصحف المحلية المسؤولية، لكنه عاد ونظّم خط الدفاع بشكل رائع ولم يدخل مرماه سوى هدف واحد في المباريات الثلاث الأخيرة عندما تمكّن الهولندي رود فان نيستلروي من إدراك التعادل قبل نهاية الوقت الأصلي بأربع دقائق.
ويرجّح أن يحلّ مكانه فاسيلي بيريزوتسكي الذي ستكون مهمته مراقبة ثنائي خط الهجوم الإسباني فرناندو توريس ودافيد فيا.
في المقابل، لم يقدّم المنتخب الإسباني عرضاً مقنعاً في مباراته الأخيرة ضد إيطاليا التي حسمها بركلات الترجيح
4-2 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.
وبدت واضحةً قدرة المنتخب الإسباني على السيطرة على مجريات اللعب في خط الوسط لكن ظهر واضحاً أيضاً عدم قدرته في التقدّم بالعمق عندما يواجه دفاعاً قوياً في وجهه، إذ غالباً ما يتبادل لاعبوه الكرة بالعرض، وخصوصاً ثنائي برشلونة اندريس إينييستا وشافي هرنانديز، وبالتالي يجب على المدرب لويس اراغونيس البحث عن أسلوب جديد ربما بإقحام سيسك فابريغاس أساسياً على حساب أحد الاثنين.
وقد أجمع لاعبو المنتخب الإسباني على أن فوزهم على روسيا في الدور الأول لا يعني شيئاً على الإطلاق، وأن ظروف المباراة ستكون مختلفة كلياً. وقال حارس المرمى ايكر كاسياس: «الفوز الكبير الذي حققناه على روسيا في الدور الأول لا يعني شيئاً على الإطلاق، اعتباراً من الدور ربع النهائي بطولة جديدة بدأت».
(أ ف ب)