ستقف الجارتان ألمانيا والنمسا وجهاً لوجه ضمن المجموعة الأولى في كأس أوروبا 2008 الشهر المقبل، والتي تضم كرواتيا وبولونيا أيضاً. لقد استعادت ألمانيا نفوذها العالمي بعد وصولها إلى نهائي مونديال 2002 ونصف نهائي مونديال 2006، إلا أن نجاحها العالمي لم ينسحب إلى القارة الأوروبية حيث لم تتأهل إلى الدور الثاني لا بل لم تفز بأي مباراة منذ بطولة 1996 التي أحرزت لقبها في إنكلترا! لم يتغيّر الكثير في «المانشافت» بعد المونديال الأخير، إذ غادر يورغن كلينسمان فاتحاً المجال أمام مساعده يواكيم لوف ليشرف على المنتخب ويقوده بنجاح في التصفيات التي حلّ ثانياً في مجموعتها الرابعة بفارق نقطتين عن تشيكيا.وما يقوّي من حظوظ الألمان في النهائيات هو عودة القائد ميكايل بالاك لمستواه الحقيقي في النصف الثاني من الموسم مع تشلسي الإنكليزي بعد غيابه لإصابة في كاحله، بحيث يأمل الألمان أن تكون مفاتيح الحل في جعبته.
ورغم وجود أسماء كبيرة في خط الهجوم مثل ميروسلاف كلوزه هداف مونديال 2006، وكيفن كوراني أفضل لاعب ألماني لعام 2007 والمخضرم أوليفر نويفيل، إلا أن الأنظار ستتركّز على هدّاف شتوتغارت ماريو غوميز الذي يمكن أن يصنع الفارق في أي لحظة أمام المرمى.
ويبقى القلق من تراجع مستوى بعض العناصر الأساسية، أمثال كلوزه الذي لم يسجل سوى هدف واحد عام 2008 و10 في الدوري، بينما خفّ وهج زميليه لوكاس بودولسكي، ولاعب الوسط باستيان شفاينشتايغر.
ستخوض ألمانيا الدور الأول عند جارتها النمسا في مدينتي كلاغنفورت وفيينا، وهناك ستحاول أن تعزّز رقمها القياسي وتحرز الكأس القارية للمرة الرابعة بعد 1972 و1980 و1996 في أرض كثيراً ما رأى الألمان أنها أرضهم.
تجربة أولى للنمسا على الساحة القارية
تفتقد النمسا خبرة البطولات الكبيرة في العقد الأخير، إذ إن آخر مسابقة ضخمة شاركت فيها كانت كأس العالم 1998 في فرنسا حيث أُقصيت من الدور الأول، لذا استدعى المدرب جوزف هيكرسبرغر المخضرم ايفيكا فاستيتش (38 عاماً) أحد اللاعبين الذين شاركوا منذ عشر سنوات لينقل خبرته إلى زملائه الشبان في مشاركة هي الأولى للنمسا في نهائيات بطولة أوروبا. وإذا كان هيكرسبرغر يملك خبرة المناسبات الكبيرة، فلاعبيه يفتقدونها إذ يبلغ معدل أعمار اللاعبين الـ31 في تشكيلته الموسّعة 25 عاماً و16 مباراة دولية.
يعوّل لاعبو النمسا الشبان على المحترفين خارج الحدود، غير أن الدولة التي سيطرت على الكرة الأوروبية خلال ثلاثينات القرن الماضي لا يلعب محترفوها سوى في الأندية المتوسطة في إنكلترا وإيطاليا، أو في البطولات الصغيرة كالبرتغال واليونان.
ومن اللاعبين المفاتيح في المنتخب النمسوي، إيمانويل بوغاتيتز مدافع ميدلسبره الإنكليزي الذي وصفه الدولي السابق هيربت بروهاسكا بـ«صخرة الدفاع»، وقائد الفريق ايفانشيتز القادم من باناثينايكوس اليوناني إلى جانب الصاعدَين سيباستيان برودل وفيلي كافلاك اللذين وصلا مع منتخب دون 20 سنة إلى نصف نهائي بطولة أوروبا 2007.
وفي ظل صيام المهاجم رولاند لينز وتقدّم المخضرم ماريو هاس في العمر (33 عاماً) يمكن أن يزجّ هيكرسبرغر بمهاجم فيردر بريمن الألماني مارتن هارنيك (21 عاماً).
(أ ف ب)