strong>"إذا واجهت الملاكم محمد علي كلاي وجهاً لوجه، يمكنه أن يدمرك بالضربة القاضية خلال لحظات، لكن إذا حميت نفسك جيداً، فبإمكانك الاستمرار حتى تقتنص الفوز»، بهذه الفلسفة يلخص جيوفاني تراباتوني مقاربة الطليان للبطولات الكبيرة
لكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو: هل تكرّر إيطاليا هذا الصيف ما صنعته فرنسا منذ ثماني سنوات، عندما أحرزت الثنائية، أي كأس العالم وكأس أوروبا، أم إن مشوارها الصعب في التصفيات لا يعزز فرص فوزها باللقب للمرة الثانية في تاريخها؟ لم يدخل المنتخب الإيطالي يوماً إحدى البطولات الكبيرة إلا وكان من بين المرشحين لإحراز اللقب، ولن تكون مشاركته في كأس أوروبا 2008 مختلفة، وخصوصاً أنه مدجّج بلقب بطولة العالم الذي أحرزه قبل عامين في ألمانيا على حساب فرنسا التي ستقابلها في الدور الأول إلى جانب هولندا ورومانيا في «المجموعة الحديدية».
سجلت إيطاليا بداية بطيئة في التصفيات الأوروبية، إذ بعد تعادلها مع ليتوانيا 1ـــ1 على أرضها في نابولي، وخسارتها على أرض فرنسا 1ـــ3، لقّنت منافسيها دروساً في اللعبة، محرزة تسعة انتصارات وتعادلاً واحداً في مبارياتها العشر المتبقية، لتتصدر المجموعة الثانية بفارق ثلاث نقاط عن فرنسا.
لا يخشى الطليان أحداً، إذ لديهم من الثقة ما يكفي لمواجهة أقوى المنتخبات، حتى لو خرجوا خاسرين في النهاية. ويقول المدرب السابق مارتشيلو ليبي بعد تأهل بلاده إلى أوروبا 2008: «اليوم، لا منتخب في أوروبا أقوى من إيطاليا».
هجومياً، تفجرت مواهب العملاق لوكا طوني (31 عاماً و1.96 م) خلال المونديال وبعده، فمن الهدفين في مرمى أوكرانيا في ربع النهائي، إلى إحرازه لقب الهداف في «البوندسليغه» مع بايرن ميونيخ الألماني (21 هدفاً)، تمكن طوني من فرض نفسه أساسياً في التشكيلة، متكاملاً مع أنطونيو دي ناتالي (30 عاماً و1.70 م) مهاجم أودينيزي الذي لم يلعب في المونديال والمجهول أوروبياً.
الخبرة هي ركيزة إيطاليا، فباستثناء "ملك" روما فرانشيسكو توتي المعتزل دولياً، بقيت المجموعة نفسها في ظل وجود الحارس جانلويجي بوفون والقائد فابيو كانافارو وهداف الدوري الحالي أليساندرو دل بييرو وجانلوكا زامبروتا وجينارو غاتوزو وأندريا بيرلو.
وأعاد دونادوني إلى «الأزرق» المدافع كريستيان بانوتشي وماسيمو امبروسيني، وزجّ بوجوه جديدة مثل مهاجمي أودينيزي فابيو كوالياريلا وجنوى ماركو بورييللو، لكنه استبعد لاعبي ميلان المدافع ماسيمو أودو والمهاجم فيليبو اينزاغي، والأخير أبدى انزعاجاً كبيراً لعدم ضمّه.
الدفاع المغلق كان دوماً علامة الطليان الفارقة، لكن في ظل تراجع مستوى قائدهم فابيو كانافارو مع ناديه ريال مدريد الإسباني وإصابات ماركو ماتيراتزي المستمرة، مرّ دفاع الأزرق في مطبّات كروية أنقذها الحارس بوفون صاحب المستوى الثابت الذي مكّنه من التربع على عرش الحراسة العالمية.
وعلى عكس نجاحاتها الصاخبة في المونديال، حيث أحرزت اللقب 4 مرات، لا تُعدّ كأس أوروبا البطولة المفضلة لدى الطليان، رغم أنهم أحرزوها مرة واحدة في تاريخهم عام 1968 وخسروها بشقّ النفس في نهائي 2000 أمام فرنسا بهدف دافيد تريزيغيه الذهبي، في حين خرجوا من الدور الأول في النسخة الأخيرة عام 2004.