يراهن كثيرون على أن موسم 2008 في بطولة العالم لسباقات سيارات الفورمولا 1 الذي ينطلق نهاية الأسبوع الحالي من حلبة البرك بارك الأوسترالية، سيكون صراعاً بين الزملاء بامتياز بعدما برز هذا الواقع في 2007 بين البريطاني لويس هاميلتون وزميله السابق الإسباني فرناندو ألونسو الذي دفعته هذه المواجهة إلى العودة إلى فريقه السابق رينو.واعتقد الجميع بأن هاميلتون تخلّص من عقدة ألونسو ليكون السائق الأول في الفريق البريطاني - الألماني، وخصوصاً أن الأخير تعاقد مع سائق شاب لم يحقّق الكثير مع رينو هو الفنلندي هايكي كوفالاينن، لكن الأول يجد في طريقه اليوم طموحاً آخر، إذ كشف الفنلندي عن نيّته بسرعة، قائلاً: «هدفي الفوز ببطولة العالم، وأعتقد بأن بإمكاني الفوز على لويس. وعدني الفريق بتزويدي السيارة ذاتها، وبالتالي أملك فرصة وعليّ أن أستفيد منها».
وقد يعيد موسم 2008 مجدّداً إلى الأذهان بالنسبة إلى ماكلارين مرسيدس ما حصل مع البطلين الأسطوريّين الفرنسي ألن بروستوالبرازيلي الراحل ايرتون سينا في نهاية الثمانينات، إذ اشتعلت منافسة شرسة بين الزميلين اللذين حصدا 15 فوزاً خلال 16 سباقاً، إلا أن الفوز كان من نصيب سينا رغم أن الفرنسي تفوّق عليه حينها من حيث عدد الانتصارات. ورد بروست اعتباره في العام التالي الذي شهد «حرباً» بين السائقين بدأها سينا بعدم احترامه تعهد تفاهم عليه الزميلان لمنع التواجه بينهما.
بدوره، لا يريد ألونسو أن يتكرر معه سيناريو 2007، وهو أمر مستبعد، وخصوصاً أن مدير رينو فلافيو برياتوري يفرض اختياراته المتمثلة بأن ألونسو هو الرقم واحد في الفريق، لكن من دون تجاهل طموحات البرازيلي نيلسون بيكيت جونيور المعروف عنه طباعه المتهوّرة وعدم التزامه التعليمات.
أما بالنسبة إلى معسكر أبطال العالم فيراري وسائقيها الفنلندي كيمي رايكونن حامل اللقب والبرازيلي فيليبي ماسا فسيكون الأخير في مهمة فرض نفسه منذ بداية الموسم من أجل اكتساب صفة السائق الأول الذي تدعمه «سكوديريا»، بعدما فشل في تحقيق ذلك الموسم الماضي بسبب إخفاقاته المتعددة، ما سمح للرجل الجليدي رايكونن بأن يكون «الحصان الجامح» في الفريق الإيطالي واستحق صفة السائق الأول لأنه أعاد إلى الإيطاليين لقب البطولة بعد منافسة شرسة مع هاميلتون وألونسو.
ومهما قيل بأن فيراري ترسم الحدود التي يتصرّف على أساسها سائقاها فإن ماسا مستعد للدخول في معركة «شرسة» مع زميله من أجل فرض نفسه والخروج من ظل السائق الثاني في الفريق، بعدما اختبر هذا الأمر مع الألماني ميكايل شوماخر ثم عندما اعتزل الأخير رأى نفسه مجدداً في ظل سائق آخر هو رايكونن المرشح للتفوّق مجدداً على زميله البرازيلي.
أما في الفريق الذي يعدّ ثاني الأفضل بعد فيراري وهو «بي أم دبليو ساوبر»، فالأمر مشابه لرينو لأن الألماني نيك هايدفيلد يريد أن يؤكد أنه السائق الأول في الفريق الألماني - السويسري على حساب زميله البولوني روبرت كوبيتسا الذي قدّم في 2007 موسماً مميزاً وكان في بعض الأحيان أفضل من زميله المخضرم.
(أ ف ب)