لن يكون موسم 2008 في بطولة العالم لسباقات سيارات الفورمولا 1، مختلفاً كثيراً عمّا سبقه لناحية الأنظمة والقوانين، إذ كان سيكون الأبرز غياب جهاز التحكم في التماسك «تراكشن كونترول».وسيترك منع استعمال جهاز التحكم في التماسك والأجهزة المتعلقة بإدارة «الكبح المحركي» تأثيراً من دون شك على السائقين، وخصوصاً أنه يهدف إلى منع انغلاق الإطارين الخلفيين عند الانعطاف وتحوّل الوزن من جهة الى أخرى.
ووضع الاتحاد الدولي في السيارات الـ22 جهازاً موحداً للتحكم في المحرك هدفه مراقبة الفرق والحرص على التزامها منع استعمال هذين الجهازين. لكن يبدو أن الأمور بدأت تأخذ منحى مغايراً للهدف الذي حرمت من أجله هذه الأجهزة وهو تخفيف الأعباء المالية على الفرق، إذ بدأ الكبار يوظّفون «عباقرة» تقنيين ليجدوا الطريقة التي تمكّنهم من التحايل على هذا «المنع» عبر تحويل عمل بعض الأجهزة الأخرى لتقوم بعمل تلك الممنوعة بطريقة أو بأخرى، أو حتى «فكّ شيفرة» الوحدة المشتركة التي تراقب السياراتوكان الإيطالي يارنو تروللي سائق تويوتا أول من حذّر من أن بعض الفرق وجدت الطريقة التي تتحايل من خلالها على منع استعمال جهاز التحكم في التماسك. ورأى تروللي أن بعض الفرق وجدت طريقة للتحايل بطريقة «مخفية» على منع جهازي التحكم في الانطلاق والتماسك الذي يساعد السائقين في السيطرة على سياراتهم عند المنعطفات.
واستهلت جميع الفرق تجاربها الشتوية باكراً من أجل التأقلم مع فكرة القيادة في ظل غياب جهاز التحكم في التماسك وإدخال تعديلات ميكانيكية على سياراتها بإمكانها أن تخفف من وطأة غياب هذا الجهاز عبر تعديلات على جهاز فاصل الحركة أو نسب السرعات. لكن المشكلة التي واجهتها كانت في مسألة علبة السرعات، وهي أنها لا يمكنها أن تعرضها لضغوط كبيرة لأن القانون الجديد يمنع الفرق استبدال علبة السرعات إلا مرة واحدة كل أربعة سباقات، وأي تغيير سابق لأوانه سيكلّف الفريق المخالف التراجع خمسة مراكز على خط الانطلاق.
وأظهرت التجارب التي أقيمت في الفترة الشتوية معاناة السائقين أيضاً من غياب أجهزة إدارة «الكبح المحركي» ما سبّب فقدان السيطرة على السيارة عند دخول المنعطفات، ما سيدفع الفرق إلى زيادة قوة الجرّ «داون فورس» على الجزء الخلفي من السيارة من أجل تجنّب سيناريو مماثل خلال السباقات.
ولم يعانِ السائقون وحدهم من هذه الناحية، إذ إن معاناة المهندسين أكبر بكثير لأنهم اعتادوا في تحضير السيارات أجهزة المساعدة الإلكترونية في ما يخص ناحية التماسك، وكانوا يركّزون جهودهم على النواحي الأخرى مثل الانسيابية وجدارة التشغيل والسرعة.
(أ ف ب)