علي صفافصل الرياضة عن السياسية. جملة وأمنية تتكرر حتى من الغاطسين فيها من إداريين ومراجع معنية، وإعلام، وجمهور، وصولاً إلى الوزارة ... فمن أين يبدأ الفصل؟
.... وطغت أخيراً موجة من الشعارات واللافتات والهتافات السياسية ــــ الطائفية، في بعض ملاعبنا، وخصوصاً في أجواء السلة والقدم، نقتطف منها:
في كرة السلة، علت هتافات قذرة ضد أطراف يشرّفون لبنان ورياضته، بينها المدرب غسان سركيس، من شلّة صفعت الأخلاق والحضارة والروح الرياضية طبعاً. وفي كرة القدم، علت شعارات سياسية ورعاية حزبية واتهامات مذهبية... فتبرّأ الاتحاد من رعاية حزبية لحفل شمالي، وبرزت اتهامات مذهبية فارغة لحكم مباراة فريقي «الشباب الغازية والنهضة بر الياس» الأخيرة! وكان اتحاد اللعبة قد أصدر بياناً «حذّر فيه من إطلاق شعارات سياسية ودينية خلال المباريات، وتحميل المسؤوليات إلى النوادي الفاعلة! وجاء البيان بعد أن رفع فريقا العهد والمبرّة لافتتين قبل مباراتهما في الدوري «تأييداً لغزّة المحاصرة، وتبريكاً للشهيد المقاوم عماد مغنية»!
الرياضة عالقة في الشباك السياسية والطائفية، وهناك من يريد ضبطها بل فكّها... ولكن:
الاتحادات المعنية والجهات الأمنية مسؤولة أولاً عن ضبط الملاعب، ونتساءل: هل يستطيع أي اتحاد أن يعاقب جذرياً أي طرف مخلّ أم يخضع هو لضغوطات سياسية طائفية؟
هل يستطيع أي اتحاد أن يطلب من الأمن إخراج شلة الهتافات القذرة بالقوة من الملاعب، أم تمنعه ضغوطات حزبية ــــ طائفية؟
هل يتجرّأ بعض الإعلام المربوط على أن يشير بوضوح إلى أطراف الشغب ويجابهها، أم تخضع أبواقه لضغوطات مراجعه الحزبية؟
هل تتجرّأ مراجع سياسية معنية، حاضرة أو غائبة، أن تتبرّأ علناً من جماعاتها المشاغبة، أم أنها تقبلهم وتريدهم وترعاهم؟
إذاً، من يريد حقاً فصل الرياضة عن السياسة، وكيف، ومعظمهم معيّنون ومركّبون عبر السياسة ــــ الطائفية؟ الاتحادات والإدارات والأمن والإعلام غرقى في شباكها، ويُطلب فقط من الجمهور أن يكون مثالاً!
قلة معنية متحررة تطالب وتعمل بصدق على تنظيف الأجواء وضبطها. أقلية تدل على أن الرقي والتقدم لا علاقة لهما بأكثرية كيفما كانت ومهما كانت، حتى لو كانت منتخبة. لا بد للحضارة من غالب ومغلوب. مَن يطهّر مَن؟ من هنا تبدأ المسألة: مسألة الرياضة ...ومسألة الوطن.