«ليو صلاح»، بات هذا لقب نجم فيورنتينا الجديد المصري محمد صلاح، الذي شُبّه به بالأرجنتيني ليونيل ميسي، والذي حازه بعد 7 مباريات فقط مع الفريق، وهو لا يزال يحاول إثبات أنه لا يستحق إلا أن يكون لاعباً أساسياً. انتهت مرحلة المحاولة الأول من أمس، وثبَّت قدميه داخل الملعب، لما لا يدعو للشك في أنه مهاجم من الطراز الأول. وجاءت مباراتهم الأخيرة ضد يوفنتوس في نصف نهائي كأس إيطاليا ليدحض الأقوال التي حاولت النيل منه ومن موهبته، موهبته التي تفجرت في مصر بدايةً، وانتقلت نحو العالمية.
ولا شك في أن حماسة صلاح وجنونه التهديفي في ارتفاع ملحوظ. في أول مباراة شارك فيها بعد إعارته من تشلسي الذي لم يعطه الثقة اللازمة، سجل هدفاً أمام ساسوولو وصنع آخر، وسريعاً بدأت الجماهير تغني اسمه وتصرخ: «جئنا إلى هنا لمشاهدة صلاح يسجل...».
ترك انطباعاً مميزاً لدى جمهور فيورنتينا، وكان ردّ فعله عكسياً عند مجيئه، إذ قدم أداءً هجومياً أكثر من رائع، بعدما توقع كثيرون عودته متراجع المستوى، نظراً إلى ما حصل معه في «ستامفورد بريدج» وملازمته مقاعد الاحتياط. لكنه صلاح، اللاعب الذي تبين أنه لا يكترث بالانتقادات السلبية التي توجه إليه، بل يميل الى صنع الفرح في الملاعب دائماً. نشيط جداً، وفي دوره البطولي الأخير أمام «السيدة العجوز» سجل هدفين، ليقود فريقه الى الفوز 2-1.
في استعراض منفرد للمهارات، انطلق «الفرعون» من مسافة 70 متراً وتقدم وحيداً، أمام المدافعين، ليمرّ بينهم ويتلاعب بسيموني بادوين، ثم يدخل منطقة الجزاء ويسدد الكرة بالمقص الأيسر، لتخترق شباك الحارس جانلويجي بوفون.
وفي الشوط الثاني، اقتنص هدف الفوز بتسديدة أيضاً داخل منطقة الجزاء على يمين الحارس البديل ماركو ستوراري، مستفيداً من خطأ ارتكبه كلاوديو ماركيزيو.

تغني جماهير
فيورنتينا: «جئنا إلى
هنا لمشاهدة
صلاح يسجل»


ويمكن القول إن ما يقوم به صلاح هو بمثابة إعلان واضح، أنه بات واحداً من أفضل المهاجمين في الدوري الإيطالي، وأنه، لا شك أيضاً في انه يوجّه رسالة الى مدربه السابق البرتغالي جوزيه مورينيو، ويسأله: «هل تراني؟».
سُلّطت الاضواء من جديد على تألق اللاعب، وعاتبت الصحف الإنكليزية نفسها على تقصيرها تجاهه عند وصوله الى «البلوز» بتقدير موهبته، بل وبالسخرية منه أحياناً.
«يا للروعة!» عنونت «مترو»، فيما اكدت «ذا دايلي ستار» أن جماهير تشلسي تريد من مورينيو إعادته سريعاً. لكن إدارة النادي الإيطالي تؤكد، في المقابل، أنه باقٍ معهم حتى نهاية الموسم، لا لمدة ستة أشهر فقط.
وجد صلاح في فيورنتينا ما لم يجده في تشلسي، ووجد في فلورنسا ما لم يجده في لندن. «أي هدية ثمينة قدّمت يا مورينيو؟»، تسأل «لا غازيتا ديللو سبورت» الإيطالية.
في معرض حديثه، يقول المدير الرياضي لفيورنتينا دانييللي برادي إنه باتت هناك علاقة قوية بين صلاح وفلورنسا، وبات الطرفان يكملان بعضهما. كما تسبب في أن تعيش المدينة يوماً جميلا وليلة لا تُنسى.
احتضنته الجماهير لحظة وصوله، ووثقت، مع المدرب واللاعبين به. كان هذا أبرز ما لقيه، الثقة، التي افتقدها في لندن. ورغم خوضه مراناً واحداً، إلا أن المدرب الإيطالي فيتشنزو مونتيلا أشركه في أول مباراة إحتياطياً، ثم أساسياً في المباريات التي تلتها. وفي 6 فقط، سجل 7 أهداف. خير بديل لتعويض رحيل المهاجم الكولومبي خوان كوادرادو. كان كوادرادو أهم مهاجمي فيورنتينا، والجماهير كانت تريد بقاءه، لكن صلاح نجح بجعله لاعباً من الماضي واحتكاره على حب المشجعين.
اتسم أداؤه الجديد مع زملائه بالتناغم، ليساعدهم في مركز الجناح الأيمن أو الأيسر. لاعب يجيد اللعب بالقدمين، ويمكن ملاحظة وجوده من أول لمسة للكرة.
لا شك في ان صلاح هو من أهم لاعبي الدوري الإيطالي حالياً، ولا شك في أن الأندية ستعود للتنافس عليه من جديد، كما حصل سابقاً، في سوق الانتقالات المقبلة. أما تشبيهه بميسي فلن يكون تشبيهاً عابراً، إذ إن ما قدمه جعله حديث الصحف العالمية. «صفقة ممتازة، رائع، ومتألق»، قال فيه مدرب «اليوفي» ماسيميليانو أليغري. الجميع، حتى خصمه، رأى بصلاح المهاجم الذي يريد الحصول عليه، إلا مورينيو ظل مقتنعاً بأنه لاعب للمستقبل، وليس آنياً.
الموسم المقبل، قد يعود صلاح الى تشلسي، لكنه لن يكون بحاجة الى ثقة أحد، إذ إنه هو من بات يفرضها على المدرب واللاعبين.