strong>لم يخرج الفنلندي كيمي رايكونن، سائق فريق فيراري، عن هدوئه المعتاد عقب انتزاعه لقب بطل العالم لسباقات سيارات الفورمولا 1 للمرة الأولى في العام الماضي، بل اكتفى بالتعبير عن سعادته بالإنجاز الذي تحقق من خلال بيان مقتضب نشر في موقعه الرسمي على شبكة الإنترنتلم يكد موسم 2008 يبدأ حتى أطلق البريطاني الشاب لويس هاميلتون (23 عاماً)، سائق ماكلارين مرسيدس، الذي فرّط باللقب العالمي في المراحل الحاسمة من الموسم المنصرم، إنذارات شديدة اللهجة يكشف فيها عن ثقة شبه عمياء ورغبة جامحة في استرجاع ما يعتقد أنه حق سلخ منه بالقوة.
ورأى السائق الإنكليزي، عشية انطلاق البطولة، أن ظهور رايكونن (28 عاماً) بمستوى مميز خلال التجارب الشتوية التي أجرتها الفرق استعداداً للموسم الجديد، لا يحجب واقع أن «حظيرة ماكلارين منحته سيارة قادرة على مجاراة سيارة الحصان الجامح».
وما لبثت توقعات السائق الأسمر أن صدقت بعد افتتاحه الموسم بانتصار مدوّ في الجولة الأولى على حلبة ملبورن، تاركاً لرايكونن مرارة الحلول في المركز الثامن.
وبدأ البعض يشير عقب السباق الأوسترالي إلى أن رحيل الفرنسي جان تود من موقعه مديراً للفريق بعد نهاية الموسم الماضي، أثّر على مردود فيراري، إلا أن كل ما قيل ذهب أدراج الرياح، بعد الفوز المثير الذي حققه رايكونن على حلبة سيبانغ في ماليزيا، مؤكداً رغبة جامحة في الاحتفاظ بلقبه.
واللافت أن «الرجل الجليدي» كان أكد لمراسل مجلة «أف وان رايسينغ» المتخصصة في الفئة الأولى قبل سنتين بالتحديد قائلاً: «أتعلم؟ أريد فقط انتزاع اللقب العالمي مرة واحدة لا أكثر. أنا أكره الفورمولا 1. أعشق القيادة، إلا أنني أكره أي شيء آخر. أودّ انتزاع لقب بطل العالم مرة واحدة، وبعدها سأعتزل. أودّ القيام بأمور أخرى في حياتي».
ولا شك في أن رايكونن أثبت أنه صادق جداً مع نفسه ومع الآخرين، وحصل في فيراري على الحرية التي يحتاج إليها أي سائق في الفورمولا 1 لكي يرفّه عن نفسه وينعم بالحياة الشخصية التي يريد، وقد لعب إداريو فيراري دوراً كبيراً على هذا الصعيد، عبر إزالة القيود التي تفرض عادة على السائقين، والسماح له مثلاً بالمشاركة في سباقات رالي في بلاده أو الحصول على إجازة «سريعة» بهدف الحصول على قسط من الراحة، بعيداً من الأجواء المحيطة بالفئة الأولى.
صحيح أن رايكونن لا يبدو طموحاً بالصورة التي كان عليها السائق الألماني الأسطوري ميكايل شوماخر، بطل العالم سبع مرات (رقم قياسي)، فهو رجل عادي موهوب يسعى إلى قيادة «سيارة سريعة» والاستمتاع بذلك، ولو لم يشعر بالمتعة في ما يقوم به، لكان ترك الفئة الأولى من دون حسرة.
إلا أن ما يجهله كثيرون يتمثل في أن رايكونن يعشق السهر ويميل إلى ارتياد الملاهي الليلية بشكل دوري، وهو ما لا تعكسه ملامحه الطفولية، وخير دليل على ذلك سقوطه، وهو في حال من السكر الشديد، من أحد القوارب في مونتي كارلو بعد سباق جائزة موناكو الكبرى، قبل سنتين.
ويقول مالك الحقوق التجارية لسباقات الفورمولا 1 البريطاني بيرني ايكليستون (77 عاماً): «خرجت مع رايكونن لتناول العشاء في أكثر من مناسبة، وكان حضوره رائعاً كالذهب، حتى عندما يفقد بعضاً من السيطرة على تصرفاته. ليس هناك ما هو خطأ في ذلك، فهو لا يزعج أيّاً ممن هم حوله»، وأضاف أن «سلوك رايكونن خارج الحلبة لن يؤثر في واقع أنه سيكون السائق الذي سيسعى الجميع للنيل منه على الحلبات في بطولة عام 2008».
(أ ف ب)


ألونسو يتطلّع إلى ترك «رينو»
لمّح الإسباني فرناندو ألونسو إلى أن هناك إمكانية لتركه فريقه الحالي رينو الفرنسي والانتقال إلى فريق منافس في بطولة العالم للفورمولا 1 في نهاية الموسم.
واعترف ألونسو بأن هناك بنداً في عقده يمكّنه، في حال اللجوء إليه، من ترك الحظيرة الفرنسية مجدداً والانضمام إلى فريق آخر.
ومن دون شك، فإن فرقاً عدة ستعود إلى مغازلة ألونسو إذا تأكد رحيله عن رينو، وذلك كما حدث عندما قرّر ترك ماكلارين مرسيدس، حيث أبدت فرق «بي أم دبليو ساوبر» وتويوتا وريد بُل اهتمامها بالحصول على توقيعه، إلا أن فريقاً واحداً يبقى الأكثر حظاً، وهو بحسب قول الإسباني (26 عاماً): «فيراري هو الأفضل، وهذا أمر واضح».
ويبقى الأمر الأكيد أنه رغم صراعه المرير مع رينو لاقتناص النقاط، فإن ألونسو سعيد أكثر مما كان عليه مع ماكلارين في الموسم الماضي قائلاً: «سنعاني هذه السنة. أنا أعلم أننا سنذهب إلى البحرين في وضع شبيه لما كنا عليه في ماليزيا، لكن هذه المعاناة هي أقل بالنسبة إلي مقارنة بتلك التي عشتها في 2007».
(أ ف ب)