strong>حسن زين الدين
لم تعد الرياضة مجرّد هواية ونشاطات في النوادي والمدارس بل تحوّلت إلى علم وميدان شاسع داخل المجتمع تنافسياً وصحياً واقتصادياً، وعندنا حيث تتأرجح رياضتنا في الهواء تبقى «فسحة أمل» للتخريج والتطوير تسهم فيها الجامعة الأنطونية...


«الأخبار» قصدت هذا الصرح التربوي، للاطلاع على معهد التربية البدنية والرياضة، والتقت الأمين العام للجامعة الأنطونية في بعبدا ومدير المعهد الأب فادي فاضل.
تأسس المعهد عام 1996، مع الانطلاقة الرسمية للجامعة، ويشير الأب فاضل إلى أن المعهد هو امتداد لخبرة الأنطونية في المجال الرياضي من خلال فرق المعهد الأنطوني الرياضية، وحيال نقص أساتذة الرياضة أصحاب الكفاءة العلمية والعملية في لبنان، جاءت الانطلاقة للمساهمة في رفع المستوى الرياضي للطلاب المهتمين بهذا الأمر.

منهجية التعليم

يعتمد المعهد برنامج 4 سنوات لمنح الإجازة التعليمية، إضافة إلى سنة دبلوم ودراسات معمقة في علوم الرياضة. وتقسم المواد الى قسمين: نظرية، من خلال مواد تتطرق الى التربية البدنية على الحياة، التقويم، علوم انسانية واجتماعية، قوانين الرياضة وغيرها. وتطبيقية، للمهارات الرياضية في الألعاب الجماعية والفردية بحيث يستفيد المعهد من التجهيزات الرياضية الموجودة في النادي الأنطوني، إضافة إلى ملاعبه الخاصة في كرة القدم والطائرة وغيرها. وتخوّل شهادة هذا الاختصاص الطلاب أن يصبحوا اساتذة رياضة أو مدربي فرق مدرسية وأندية. ويشير الأب فاضل إلى أن طلاب المعهد ينطلقون منذ السنة الدراسية الثانية إلى العمل في المدارس والنوادي، ويلفت إلى أن ميزة هذا الاختصاص تكمن في مجالاته الواسعة وقدرة سوق العمل على الاستيعاب.
يذكر أن شروط القبول هي حيازة الشهادة الثانوية أو ما يعادلها والتمتع بالصحة الجيدة، أمّا القسط فيبلغ 3700 دولار.

الدبلوم الأوروبي

بدأ المعهد منذ 3 سنوات ببرنامج «الدبلوم الأوروبي في التدريب الرياضي» وهو الوحيد في منطقة الشرق الأوسط، بالتعاون مع الجامعات الأوروبية، ويقدم للطلاب تنشئة علمية رفيعة المستوى، من خلال اساتذة لبنانيين وأوروبيين، إضافة إلى مواد تطبيقية في مختلف الألعاب وفترة تدريب في الفرق اللبنانية، يشرح الأب فاضل، ويضيف «ان ميزة هذا البرنامج هي في منح الطلاب نوعين من الدبلوم، الأول يأتي في جامعات ليون، بروكسل، تورينو ولوزان، والثاني موقّع من السلطات الأكاديمية في الانطونية، وهذا البرنامج يعطي الطلاب فرصة للعمل تلقائياً مدربين في اللياقة البدنية في فرق وأندية لبنانية وأوروبية». وعن أهميته، يوضح الأب فاضل أن النوادي في أوروبا حالياً، بالاضافة الى المدرب و«المعالج الفيزيائي»، تهتم كثيراً بمدرب اللياقة البدنية، لأهمية دوره. مدة هذا الاختصاص سنة واحدة، وشرط القبول أن يكون الطالب من حاملي الشهادة الجامعية في أي اختصاص كان، والتمتع بخبرة في مجال الرياضة، أما التكلفة فهي 3000 دولار.
كذلك، تجدر الاشارة إلى أن الجامعة الأنطونية تنظم كل سنتين، مؤتمراً علمياً يعنى بكل شؤون الرياضة على صعيد الأبحاث والتعليم، وبالتعاون مع الجامعات الشريكة وخبراء من أوروبا وأميركا والدول العربية. وقد اتفقت الجامعة مع جامعة كلود برنار الفرنسية (ليون1) على حق تبادل دبلوم كل طرف مع الطرف الآخر بدءاً من العام المقبل.

الرياضة أصبحت علماً

يرى الأب فاضل، رداً على سؤال عن اهمية الرياضة بوصفها اختصاصاً، «أن الرياضة، كما بات مألوفاً عالمياً، لم تعُد هواية، بل تطورت الى علم مثل باقي العلوم، له منهجية وطرق تعليمية واختصاصيون، فمهما كان الرياضي، هاوياً أو محترفاً، بحاجة الى المنهجية وعلم التقويم وطرق التعليم الحديث، فإن الأطر الجامعية وحدها تفيده في أن يصبح كفوءاً في هذا المجال».
ويشير الأب فاضل الى ان الرياضة تداخلت في بعض الدول مع مجالات اخرى، ففي فرنسا مثلاً، قام الرئيس الجديد ساركوزي بدمج وزارتي الصحة والرياضة، وفي أميركا هناك توأمة بين القطاعين، بحيث تكون الرياضة العنصر الاساسي في توعية الافراد على الاعتناء بصحتهم، وفي كندا كذلك أوجدوا معادلة تقول «كلما كان الأفراد واعين لصحتهم، تقلّ أعباء الدولة في الضمان الاجتماعي».